لندن ـ كاتيا حداد
تبيع دار "كريستي" أغلى الأعمال على الإطلاق والأكثر قيمة من التحف واللوحات الفنية هذه الليلة في نيويورك، وتشير التقديرات الرسمية إلى أن المزاد الذي يستغرق 3 أيام ويضم مجموعة "بيجي وديفيد روكفلر" الذي توفي أرمل العام الماضي عن عمر يناهز 101، والتي تبلغ قيمتها 3.3 مليارات دولار (2.43 مليار جنيه إسترليني)، ويقدر المزاد بمبلغ 650 مليون دولار (أي ما يعادل 480 مليون جنيه إسترليني)، وهو ما يعادل بسهولة مبيعات 2007 من مجموعة "إيف سان لوران" الفنية التي تبلغ تكلفتها 484 مليون دولار، والتي تحتل حاليا المرتبة الأولى.
مجموعة "ديفيد روكفلر وزوجته بيجي" تُباع بأسعار ضخمة وغير متوقعة
تعدّ مجموعة "ديفيد روكفلر وزوجته بيجي" مضمونة البيع إما من قِبل دار كريستي نفسها أو من قبل أطراف ثالثة وافقت على الشراء بأسعار معينة من قبل عرض المزاد. ونتيجة لذلك، فإننا نضمن أسعارا ضخمة وقياسية للرسوم والأعمال التي قام بها كل من "ماتيس، وعلماء التنقيط، وبول سيروزير، وجورجس سورات، وفنان المجموعة النابوية، وأرماند سيغين، وجان بابتيست كاميلي كوروت". وارتفعت تقديرات غير منشورة على بعض اللوحات منذ الإعلان عن البيع، وانتقل الضامنون إلى دعم عقود معينة، كانت في الأساس داخل مزاد خاص غير المزاد العام.
على سبيل المثال، تم الإعلان عن لوحة زيتية من مونيه، في نوفمبر الماضي بتكلفة قدرها 35 مليون دولار، لكن لدينا الآن توقعات بأن سعرها سيتراوح ما بين 60 إلى 65 مليون دولار، ومع اقتراب موعد البيع، يبدو الأمر أكثر احتمالا عندما يقرب من مليارات الدولار لبيع قطع معينة بنهاية الأسبوع.
دار كريستي قامت بخُطة ذكية للإعلان عن المزاد شعارها "عِشْ مثل روكفلر"
قامت دار كريستي بتسويق للبيع بذكاء بعد لعبها بالكلمات الفاخرة خلال إعلانها عن بدء المزاد، فكان شعار المزاد هو "عِش مثل روكفلر"، في ما يعني أن تعيش مرفها ومرهف الحس الفني وذكيا ومغامرا في عبارة واحدة. وفي حين يتنافس المليارديرات على الحصول على لوحة بـ100 مليون دولار لبيكاسو لفتاة شبه عارية تحمل باقة من الزهور، يقوم مشترون أقلّ ثراء بجمع أكوام من الصور والمفروشات في عملية بيع متزامنة عبر الإنترنت. وقدر العديد من هذه العمليات بتقديرات أقل بكثير ويصل بعضها لأقل من ألف دولار، لكنها الآن وفي تلك اللحظات قفزت بالفعل في السعر.
وبعض الأعمال كانت مقتنيات لوالد ديفيد روكفلر. وهو جون الذي كان محبا للخزف والسيراميك والذي اشتهر بتقديمه لأطباق عشاء مختلفة لكل يوم من أيام الأسبوع، وكان ذوق جون في الفن محافظا متشددا، لكن زوجته آبي كانت مختلفة والتي باعت واحدة من منازلهم في نيويورك لبناء متحف الفن الحديث (MoMA) في عام 1929، واحتفظت بمعرض خاص للفن الحديث في منزلها.
وورث ديفيد ذوق والده المحافظ، لكنه وجد في زوجته بيجي التي تزوجها في عام 1940، روحا فنية أكثر ميلا إلى المغامرة والتحرر. وكان منزلهم الأول في بكانتيكو هيلز في ولاية نيويورك، على الطراز الجورجي الأميركي، ومناسب جدا للأثاث الإنجليزي، محاط بالصور التي تعود إلى القرن الثامن عشر التي كان يحبها لكن عندما توفيت والدته في عام 1948، وتولى ديفيد منصب الأمناء في MoMA، تغيّرت الأمور.
كانت بيجي مصممة داخلية ولم ترد أن يتحوّل منزلها إلى متحف
وبتشجيع من ألفريد بار مدير MoMA، اشترى هو وPeggy أول لوحاتهما الانطباعية وما بعد الانطباعية من Pissarro وBonnard. وبحلول عام 1951، حصلوا على أول عمل انطباعي كبير، وهي فتاة جالسة في ضوء الشمس من قبل رينوار، وتقدر هذه اللوحة بنحو 7 ملايين دولار، وكانت هذه اللوحات تناسب أسلوب حياتهم الأكثر استرخاء، ولم تكن بيجي تريد أن يتحول منزلها ليبدو مثل المتاحف، فقد كانت مصممة داخلية وشعرت أن منزلها يجب أن يعبر عنها.
كان الانطباع الغالب الذي يحصل عليه المرء هو الاسترخاء بعد مشاهدة هذه اللوحات معلقة على الجدران الصفراء أو القرمزية أو الخشبية المغطاة بألواح خشبية، فوق كل قطعة من الأثاث أو الموقد الكلاسيكي الذي يعود إلى القرن الثامن عشر، ولذا يجب أن "تعيش مثل روكفلر" ليس دعوة فقط للإنفاق بل لجذب الجمال المريح للأعصاب من الفن الحديث.