بغداد ـ نهال قباني
ويضم الدير، الذي تبلغ مساحته 27 ألف قدم مربع، 26 غرفة بما في ذلك الحرم والمصلى، ولا يزال يضم المشكاة التي كان يستخدمها الرهبان في إضاءة الشموع، وتحمل جدرانه نحت رمز "تشي رو" الذي يمثل اسم المسيح، واستُخدِم للعبادة من قبل القوات الأميركية، لكنه سقط في يد "داعش" في حزيران/يونيو 2014، وأكدت صور الأقمار الصناعية ما كان يخشاه خبراء الآثار.
وقال القس الكاثوليكي بوليس ثابت حبيب من العراق إنه "يتم تدمير تاريخنا المسيحي في الموصل بشكل وحشي، إنها محاولة لطردنا من العراق والقضاء على وجودنا على الأرض". وأكد المحلل ستيفين وود لوكالة "أسوشيتدبرس" أن تدمير الدير تم بين شهري آب/أغسطس وأيلول/وسبتمبر 2014، وأن الصور تكشف سحق جدرانه حرفيًّا، مضيفا أن الجرافات والمعدات الثقيلة وربما المتفجرات حولت جدران الدير الحجرية إلى كومة من الرماد والغبار.
وسعى "داعش" إلى تدمير مواقع مثل دير "القديس إيليا" عبر سورية والعراق منذ دخوله البلدين بشكل جدي في أوائل 2013، مدَّعيًا أن كافة المزارات الدينية غير الإسلامية، حتى تلك المخصصة لمذاهب أخرى في الإسلام، تعد من قبيل الوثنية. ودمر التنظيم مساحات كاملة من مدينة تدمر الأثرية في سورية، منذ سيطر عليها في آب/أغسطس 2015.
ودمر "داعش" ثلاثة أبراج مقابر في المدينة، كما دمر في أيلول/سبتمبر الماضي معبد "بل" الأثري الذي يبلغ عمره 2000 عام، عن طريق ملئه بالمتفجرات، فضلًا عن تدمير معبد "بلشمين". وقال القس الكاثوليكي الروماني للجيش الأميركي، جيفري ورتون، في حديث لـ"أسوشيتدبرس"، إنه لا يمكنه فهم لماذا يتعامل التنظيم بهذه الطريقة، مؤكدًا أن "النبي إيليا لابد أنه يبكي مما يحدث".