لندن - كاتيا حداد
يقدم الفنان أبراهام كروزفيليغاس أعمالًا ثرية ومحبطة في الوقت نفسه، فهي ثرية بسبب كثرة ودقة تفاصيلها كما تعد محبطة لأنه من الصعب رؤيتها بوضوح وإدراك مغزاها.
وصمم الفنان نموذج لحديقة "إمبتي لوت" في قاعة "تيت مودرنز توربين"، وزيّن الموقع بمصابيح بزاوية معينة، فضلًا عن مواقع الزراعة الهندسية الثلاثية التي تشكل منظرًا جذابًا، كما تبدو المصابيح المرتفعة وكأنها منحوتة.
ولا يمكنك الهبوط إلى الأرض المزروعة من خلال 36 موقعًا في جميع أنحاء لندن، وتعتبر حدائق قصر "باكنغهام" و"بروكويل بارك" من مزارع المدينة، بالإضافة إلى حدائق "وادي ليا" وهي من أشهر الحدائق في كيو، وويسلي، وتختلف التربة من حيث الملمس واللون وفقا للمناطق التي تنتمى إليها.
ولم يقدم الفنان أي مزروعات في نموذج الحديقة لكنها احتوت على البذور والشتلات والبصيلات فقط، وتوقع الفنان خلافات عملية البستنة وعمليات التسلل خلسة، وبالفعل بدأت الأعشاب تنبت هنا وهناك.
وألقى شخص ما بالفعل تفاحة في مواقع الزراعة مثلثة الشكل، ولا يتوقع نمو نباتات خضراء وملونة، حيث تبدو المزارع الصغيرة كما لو كانت مقابر مهملة.
وصمم الفنان المكسيكي ضوءًا ضعيفًا يضاهي ضوء الشتاء من خلال مصابيح قوية على أعمدة تحيط بالحديقة، وأوضح أن الجزء السفلي من نموذج الحديقة هو جزء فعلي منها وليس قاعدة داعمة.
ويساعد التصميم في معرفة الأشكال المختلفة من السقالات في الدول المختلفة بما في ذلك المكسيك، حيث تستخدم الأخشاب المستصلحة والخيزران بدلًا من أنابيب الصلب الجاهزة أو الدعائم أو الألواح، وحاول الفنان تجنب الغرابة في عمله.
واستطاع نموذج "إمبتي لوت"، أن يكون مميزًا ومتواضعًا أيضًا، فهناك نوع من التوازن بين الإصرار والارتجال، فضلًا عن احتمالية أن الطبيعة نفسها ربما تغيرها خلال الأشهر المقبلة.
ويقدم كروزفيليغاس الطبيعة في شكل أكثر إبداعًا مثل الفنان الفرنسي بييري هويغهي الذي صنفت حديقته باعتبارها غامضة في "دوكيومنتا" الماضية، ويبني ملعبًا تحت الماء لقناديل البحر في بحر مرمرة في تركيا.