أعلن قاضي المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس، رفائيل يعقوبي، في حكم أصدره، أن حركة "إم تيرتسو"، التي تعتبر السقف الذي ينظم أنشطة اليمين الإسرائيلي وملاحقة نشطاء اليسار وترسيخ حكم اليمين، هي حركة لديها "نزعات فاشية". وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأحد، أن الحكم الذي أصدره القاضي يعقوبي، الأسبوع الماضي، اعتبر "إم تيرتسو حركة فاشية" وهي لا تدل على تطابق كامل بين مبادئ الحركة والفاشية بكل مركباتها، وإنما "تدل فقط على وجود تشابه معين مع الفاشية". وكانت حركة "إم تيرتسو" قدمت دعوى قضائية ضد 8 نشطاء يساريين، منذ سنتين ونصف السنة، بعدما أنشأ النشطاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" باسم "إم تيرتسو هي حركة فاشية". ورفض الحكم 7 من اصل 8 بنود اتهام ضد النشطاء اليساريين ووافق على بند واحد واعتبره يشكل مخالفة قذف وتشهير بحركة "إم تيرتسو"، وأشار إلى أن هذه الحركة تتبنى النظرية العرقية النازية. وأدلى خبراء بشهاداتهم أمام المحكمة لصالح النشطاء اليساريين المدعى عليهم، وبين الشهود الباحث في النظرية والحركات الفاشية، البروفيسور زئيف شتيرنهل من الجامعة العبرية في القدس الذي أظهر أوجه الشبه بين حركات فاشية في بداية طريقها وحركة "إم تيرتسو". وقال الباحث في علم الأديان، تومير بيرسيكو، في شهادته أمام المحكمة إن مؤسس "إم تيرتسو"، رونين شوفال، اعترف علنا خلال ندوة شارك فيها الاثنان، بأنه استمد افكاره من الفيلسوف الألماني يوهان غوتليف فيختيه، الذي شكلت نظريته أساس لنشوء الفاشية في أوروبا. وانتقد القاضي يعقوبي في بداية الحكم حركة "إم تيرتسو" بسبب تقديمها هذه الدعوى القضائية. ويشار إلى أن "إم تيرتسو" تنظم حملات إعلامية وأنشطة ضد اليسار الإسرائيلي بشكل متواصل وتصدر تقارير تهدف إلى تشويه صورة اليسار الإسرائيلي، إلى جانب حملات إعلامية وشعبية واسعة النطاق ضد أساتذة جامعات بسبب توجيههم انتقادات ضد حكومة إسرائيل ورئيسها بنيامين نتنياهو. وكانت آخر أكبر حملة شنتها "إم تيرتسو" ضد قسم العلوم السياسية في جامعة بن غوريون في بئر السبع، وسعت من خلالها إلى إغلاق هذا القسم وفصل المحاضرين فيه من العمل بادعاء أنهم يدرسون موادا نقدية وتتعارض مع الافكار الصهيونية.