لندن ـ كاتيا حداد
تمكنت مجلة Herself البريطانية المصورة المعنية بشؤون الموضة والأزياء من التغلب على مجلات الأزياء الأخرى، واستقطاب اهتمام الجمهور ورواد عالم الموضة.
وتقدم المجلة البريطانية في عددها الحالي النصف سنوي بعض عارضات الأزياء الخياليات غير المعتادات، وهن يرتدين أحدث الأزياء من مجموعات أشهر المصممين العالميين.
وعلى سبيل المثال يمكن أن نعثر بين صفحات المجلة المصورة على الملكة إليزابيث الثانية وهي ترتدي ثوبًا أبيض في أسود للمصمم العالمي غاريث بيو، أما الأميرة ليا فنجدها متألقة في ثوب متلألئ من العلامة Rodarte، أما شخصية ديزني الخيالية الملكة إلسا بطلة فيلم "Frozen"، فنجدها في ثوب أبيض من تصميم فالنتينو، ونجد ماري أنطوانيت في ثوب وردي من تصميم بيت الأزياء جيامباتيستا فالي.
كما تتضمن المجلة مقالاً عن تاريخ الوشم، ويستشهد بالعلامات البارزة في هذا المجال، من أمثال فريدريك نيتشه وفريدا كاهلو، أما الشيء غير الاعتيادي اللافت للنظر فهو أنها تقدم هذه الأفكار من خلال الصور المرسومة.
وكانت "لويزا فيشي" البالغة من العمر 30 عامًا، وراء ابتكار هذه الفكرة الرائعة، وإطلاق المجلة المصورة التي جذبت كبار المشاهير، بما في ذلك رئيس تحرير مجلة "فوغ" بنسختها الفرنسية كارين رويتفيلد، وأنا ديلو روسو، المحررة في المجلة ذاتها بنسختها اليابانية، فضلاً عن الممثلة الشهيرة كيت بلانشيت.
وتباع هذه المجلة في المتاجر الأنيقة حول العالم مثل محال "كوليت" في باريس، و 10 Corso Como في ميلانو الإيطالية، وكذلك أفخم الفنادق مثل Chateau Marmont في لوس أنجلوس.
وبدأت هذه المجلة بوصفها مدونة عبر الإنترنت، وابتكرت "فيشي" شخصية لولا الخيالية على سبيل التسلية، التي تأخذ ملامح كثيرة منها مثل الشعر الأسود الداكن الطويل والعيون السوداء الواسعة.
وكانت فيشي ترسمها وهي ترتدي أفخم الملابس الحقيقية من مصممين الأزياء المفضلين لديها.
وأكدت فيشي، في حوارها مع صحيفة "تليغراف" البريطانية: لولا تعبر كثيرًا عن شخصيتي، وعن جانب من الأزياء بداخلي، شخصية لولا المرسومة الخيالية كانت مسلية وممتعة للغاية؛ لأنها كانت ترتدي أزياء جيفينشي، أو Alaïa.
كما تضمنت المدونة أيضًا شخصية لولا وهي ترتدي أزياء النساء البارزات الشهيرات في عالم الموضة الأزياء، وأضافت: "عندما أرسم "لولا" وهي ترتدي أزياء أنا ديل روسو، أكتب أليها لأخبرها بذلك، وتلقى هذه الفكرة إعجاب أنا، التي التقيتها وبدأنا العمل سويًا، وعرفتني على بعض العاملين في هذه الصناعة".
وعندما أطلقت فيشي وصديقها ثوربيورن أنكرستجرين، المدير الفني للمجلة، ملئا صفحاتها بمساهمات من أسماء شهيرة مثيرة للإعجاب، وعلقا قائلين: مع كل قضية نناقشها، نوسع قاعدة جماهيرية جديدة.
ويبدو أن فكرة إنشاء مجلة مصورة كانت مناسبة تمامًا لصخب القرن الواحد وعشرين، عندما يصبح بإمكان أي شخص أن يتحول إلى علامة تجارية من خلال عرض صوره المرسومة في المجلة، وذلك فيما عدا شخصية لولا الخيالية، مجهولة الهوية.
وكانت فيشي مترددة لتخبر الناس أن "لولا" تعبر عنها، وعلقت مازحة: أنا لا أملك حتى صفحة عبر موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، ويستطيع كل شخص خلق شخصية افتراضية تعبر عنه، عن طريق وضع البيانات الشخصية عبر الإنترنت، وأعتقد أن "لولا" قامت بهذه المهة على أكمل وجه.
وبدلًا من أن تحاول فيشي بطريقة أنانية تسويق نفسها، أكدت أن المجلة تعبر عنها عندما كانت تبلغ من العمر 12 عامًا، حيث كانت تستيقظ مبكرًا لمشاهدة عروض الأزياء على شاشات التلفزيون قبل الذهاب إلى المدرسة، ومن هنا نشأت فكرة المجلة التي تشبه سجل القصاصات لفتاة في سن المراهقة، وحتى تتمكن الشخصية الخيالية من ارتداء الملابس التي لا تناسب مقاسها في الحياة الحقيقية.
ولم تكن فيشي مهتمة بنجوم البوب ومشاهير السينما قدر اهتمامها بعالم الموضة، وحرصها على متابعة أحدث صيحات الأزياء.
وكانت والدتها رسامة ووالدها قاضٍ، وقضت فترة المراهقة في مدينة باليرمو الإيطالية، مضيفة: لم أكن أهتم بنجوم البوب والممثلين، قدر اهتمامي بعروض أزياء "فيرساتشي" و "فالنتينو"، وعندما كنت في عطلة في باريس، وكنت أبلغ من العمر 13 عامًا، قرأت أن "دوناتيلا فيرساشي" قدمت أول مجموعتها من الأزياء الراقية في المدينة، وكتبت لها رسالة مفادها أني أحب "فيرساتشي"، وأود حضور عرض مجموعة أزيائها، ودعتني بالفعل وكان أمرًا مثيرًا للإعجاب.