لندن ـ ماريا طبراني
تنتشر صور عارضات أزياء الشارع الموهوبين، على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ما أزعج البعض من المصورين، بسبب استخدام صورهم بدون إذن مسبق، مما دفعهم لتدشين حملة " #NoFreePhotos"، لحماية مجهودهم الذاتي ولتعظيم فكرة الفن الشائع بالتصوير العشوائي في الشارع، ويمكن القول أن نجوم الشوارع، هؤلاء الأشخاص الذين يرتدون الأزياء الأنيقة بالخارج، قد أصبحوا في وضع الاتجاه كأي عارض أزياء أو مشهور.
واحتشد في واحد من أشهر العروض لهذا الموسم، "جي دبليو أندرسون" في لندن، على سبيل المثال، أكثر من 50 مصورًا خارج المدخل بحثا عما يمكنهم تصويره، مما يجعل من الصعب الوصول إلى الباب. في السنوات الخمس الماضية، نما المشهد أضعافا مضاعفة. وأصبحت اللقطة والصورة الفوتوغرافية خارج المعرض هي الآن الأكثر تأثيرا وقيمة باعتبارها واحدة من نموذج على المنصة، كما أن المحررين والمؤثرين والمطلعين، على استعداد لالتقاط الصور التي تم الحصول عليها والتقطت قبالة المعارض، لنشرها على "إنستغرام" واستخدامها من قبل النجوم الذي يطلقون على انفسهم "نجم الشارع"، لتصبح تغذية لزيادة عدد المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي ولكن هذه الصور غالبا ما تستخدم دون إذن المصورين، ودون رسوم في المقابل.
وتزامنا مع شهر الموضة الحالي، قرّرت مجموعة من 40 مصورا لفت الانتباه إلى هذه المسألة، وتشكيل اتحاد من نوع آخر. خلال أسبوع الموضة في ميلانو، أطلقوا حملة #NoFreePhotos على وسائل التواصل الاجتماعي تهدف هذه الحملة إلى إنذار المؤثرين والمدونين والعلامات التجارية التي تكسب الأموال من خلال استخدام الصور الخاصة بهم دون تقاسم الأرباح. وغالبا ما يحصل المؤثرين والمدونين على أموال كثيرة أيضا من قبل العلامات التجارية - أو على الأقل تعويض مع الرحلات الحرة أو الملابس - في مقابل مشاركات وسائل التواصل الاجتماعي، ومع ذلك، فإن العديد من المصورين لحسابهم الخاص، يلتقطون الصور من دون أي أموال على الإطلاق. ويقول كاتز سينديج وهو أحد المصورين ممن يؤيدون الحملة إنه ينفق ما بين 8 آلاف دولار، و 15 ألف دولار في شهر الموضة في المتوسط، بين نيويورك ولندن وميلانو وباريس. ورفض كل من سينديج وفالنتينا فروجيويل، المشاركين في حملة #NoFreePhotos أن يقولوا كم يكسبون للحصول على صورة. ويقول فروغيوليل: "أنا لا أريد حتى أن أفكر في ذلك"، في حين أن كل صورة يمكن أن تباع مقابل رسوم منخفضة نسبيا، إذا كانت هذه الصورة يتم توزيعها إلى منافذ مختلفة خلال موسم واحد، على النقيض من ذلك، فإن السمعة التي تأتي مع نجمة الشارع يمكن أن تجلب الكثير من الأموال.
وفي مقالة حديثة مع صحيفة الجارديان البريطانية، كشفت زانيتا وتينجتون، وهي عارضة أزياء سابقة ومؤثرة لديها أكثر من 350 ألف متابع على "إنستغرام"، أنها يمكن أن تكسب ما يصل إلى 100،000 دولار (75،000 جنيه إسترليني) في أسبوع الموضة في نيويورك إذا قالت نعم لكل صفقة تعرض عليها، مع أسلوب الشارع فهو يشكل "جزء ضخم" من أعمالها، وقالت أنها تعرف كيف تلعب اللعبة، وتعظم رؤيتها لكسب أكبر قدر ممكن من الصور، موضحة أنّ "الحيلة هي السير إلى المعرض، بهذه الطريقة تحصل على مزيد من الصور هناك".
إن حملة المصورين، وفقا لبيانهم الصحافي، سوف تتضمن حذف اسم "إنستغرام" للشخص الموجود في الصورة من المشاركات، ولا يتضمن علامة التصنيف للعلامة التجارية التي يتم ارتداء ملابسها في الصورة.
كما أبلغ المصورين أيضا الاتصال بالمستخدمين إذا تم استخدام أعمالهم "دون الحصول على الترخيص المناسب وتأمين التعويض للمصور". إذا لم يتم التعامل مع المشكلة، فإنه سوف يتم الرد على الصورة على وسائل التواصل الاجتماعي مع هاشتاغ #NoFreePhotos، واستدعاء المستخدم على نحو فعال. وإذا لزم الأمر، سوف يسعون للحصول على المشورة القانونية.
وأفاد سينديغ، الذي يمتلك موقع "Le21eme" الناجح و 459,000 من المتابعين على "إنستغرام"، وقد عمل في هذه الصناعة لمدة 10 عاما: "الشيء الرئيسي بالنسبة لي هو رفع مستوى الوعي"، وأضاف أنّ ""إنستغرام" ليس بنك صور حر. وينبغي الاعتراف بعملنا الجاد واحترامه "
ونوّه المدون رفيع المستوى بريان بوي، إلى أنه لا يحصل على رواتبه لارتداء الماركات وأنه يدفع دائما لسفره في أسبوع الموضة. وتوجه إلى "إنستغرام" قائلا: "من الواضح أن هناك حاجة إلى تعويض المصورين. ولكن مرة أخرى، متى كانت آخر مرة طالب فيها المؤثر بإطلاق نموذج من المصورين الذين يبيعون صورهم؟، وقد نما مشهد مصور الشارع بالتزامن مع الازدهار في أعداد المؤثرين ومدونين الأزياء على مدى السنوات ال 10 الماضية".