تتميز برلين بعدد كبير من المنشآت الثقافية، والتي يتمتع الكثير منها بشهرة واسعة في أرجاء العالم، إن الحيوية والتنوع اللذين تتمتع بهما هذه الحاضرة، قاد إلى مكانة دائمة التطور والتميز بين المدن الرئيسية الأخرى،
ويبدو المشهد الفني في المدينة متنوع كثيرًا، فبرلين موطن لأكثر من 420 صالة عرض؛ وهذا جعل الكثيرين من الألمانيين الشباب والفنانين العالميين يختارون برلين مكانًا ليستقروا فيه على نحو دائم. فقد برزت برلين في أوروبا كمركز للشباب والثقافات الرائجة.
وعلى صعيد المطاعم الفاخرة، طالما وُجد زبائن في مطعم "كاتس أورانجيه"، يستمر الطاقم في العمل حتى لو في الخامسة صباحًا أو قبل أو بعد ذلك. إنه المطعم الفاخر الذي يبدو من تصميمه أنه نُحت في الموقع الذي يحتله. وكأنه حانة جعة نُحتت في صخور المدينة التي لا تنام، ومع أن المدينة الألمانية العريقة تحتفظ بطابعها المميز بالهدوء، لكن عدد سكانها في تزايد مستمر، وهوما يسبب بعض القلق للسائحين حيال ترتيبات الإقامة في العاصمة الألمانية، إذ يلجأ بعضهم إلى تأجير الشقق صغيرة المساحة لقضاء ليلتين أو ثلاث.
وغالبًا ما تكون الإقامة في الأحياء القديمة في الجزء الشرقي من برلين، إذ التاريخ يفرض نفسه على المكان. فهناك على سبيل المثال مطعم موج ومليتسر، وهو مطعم يهودي كائن في إحدى مدارس البنات القديمة التي يرجع تاريخها إلى الثلاثينات من القرن العشرين، وهي المدرسة التي أُغلقت العام 1942، ليستخدمها هتلر في تجميع الفتيات اليهوديات وأسرهم إلى رحلة الموت الجماعي المعروفة بـ "الهولوكوست".
وحتى إشارات المرور تحكي حكايتها التاريخية، إذ استبدل رمز الرجل الذي كان يستخدم لتحديد الإشارات للمارة بشكل جديد يطلق عليه الألمانيون أمبلمنكن، وهو الشعار الذي اختاره الاشتراكيون الذين حكموا ألمانيا الشرقية في الستينات للتعبير عن القوة والاجتهاد في العمل، إذ أنه شكل لرجل يجد في المشي سريعًا متجهًا إلى عمله. وللمفارقة، تحولت المنطقة الشرقية القديمة بفضل هاكشير ماركت، أكبر مركز تسوق في العاصمة الألمانية، إلى محال تجارية تابعة لأغلى الماركات العالمية إلى جوارها محال تجارية مستقلة مملوكة لأشخاص.
ومن أفضل ما تتمتع به برلين تلك الممرات الخاصة لسير الدراجات، إذ يعتبر ركوب الدراجات هو النشاط المفضل لدى الألمانيين في هذا الوقت من الشتاء القارس، إضافة إلى ذلك، لا يمكن أن تفوتك زيارة الأسواق المفتوحة التي تتميز بها العاصمة، إذ تضيف إليك تجربة تسوق خاصة جدًا.
وفي السبت من كل أسبوع يزدحم سوق فينترفيلدبلاتس، وهو أحد الأسواق المفتوحة في برلين، بالمارة والجالسين في المطاعم المفتوحة في الشارع الذي يمثل السوق جانبيه، ليستمتعوا بالتدخين وتناول الوجبات السريعة الساخنة. كما يحلو للسائحين الاستمتاع بحلويات برلين المميزة بأطعمتها المختلفة في البارات والملاهي الليلية التي توفر برلين الكثير منها لخدمة الحياة الليلية التي تتميز بها المدينة التي تخرج قدر ما تستطيع من نقود من جيوب السائحين، نظرًا للأسعار الباهظة للخدمات والمأكولات والمشروبات التي توفرها لهم. كما تنتشر الملاهي الليلية البهيمية في جميع أنحاء منطقة كروتسبرغ.