شرم الشيخ ـ يسري محمد
تشهد جميع منتجعات جنوب سيناء انتعاشة واضحة في حركة السياحة هذه الأيام حتى وصلت نسبة الإشغالات إلى نحو 80 في المائة، فيما يؤكد أصحاب الفنادق والتجار أنها انتعاشة مؤقتة بسبب الاحتفالات بأعياد الميلاد، وأن المدينة تعاني من انخفاض واضح في أعداد السياح منذ ثورة 25 كانون الثاني/يناير تزايد في الفترة الأخيرة مع التوترات السياسية التي شهدتها مصر، وحوادث الانفلات الأمني والتي طالت بعد منتجعات جنوب سيناء، ومن جانبه قال الخبير السياحي عادل شكري "إن جميع القطاعات الاقتصادية في مصر، ومن بينها السياحة، تحتاج إلى استقرار الأوضاع السياسية في البلاد، حتى يعود الاستثمار إلى سابق عهده، موضحًا أن شرم الشيخ بها 45 ألف غرفة فندقية، تعمل بكامل طاقتها، بجانب 36 ألف غرفة تحت الإنشاء، وبالتالي فإن قطاع السياحة يعمل به ما يقرب من 400 ألف عامل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وهو ما يهدد قطاع السياحة بتحقيق خسائر أخرى، مهددة بتسريح العمالة".و أكد محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فوده أن منتجعات شرم الشيخ وطابا و نويبع شهدت انتعاشة سياحية كبيرة خلال أعياد رأس السنة حيث ارتفعت نسبة الإشغالات ٨٠٪ ، و أضاف أن هناك تدفق للسياح حتى صباح اليوم مشيرا إلي أن مطار شرم الشيخ الدولي استقبل صباح اليوم ما يقرب من ١٥٠ رحلة سياحية من جميع دول العالم بإجمالي ٢٠ ألف سائح . وقال المحافظ "إن شرم الشيخ قد شهدت خلال الآونة الأخيرة العديد من المؤتمرات والبطولات الدولية، حيث أقيمت بها العديد من البطولة الدولية مثل التايكوندو والمؤتمر التحضيري لوزراء دول عدم الانحياز".وتابع إن جنوب سيناء بها جميع أنواع السياحة مثل السياحة الشاطئية وسياحة الشراع والغطس وسياحة الآثار وسياحة المؤتمرات والسياحة العلاجية بحمام موسى وحمام فرعون والمياه الكبريتية في رأس سدر والسياحة البيئية، حيث يوجد في المحافظة خمس محميات طبيعية تمثل 35% من مساحة المحافظة بها 9 أنواع نباتات طبية لا تنمو إلا في محمية سانت كاترين تستخدم في الطب والمستحضرات الطبية، بالإضافة إلى 150نوعًا أخر تستخدم في علاج الكثير من الأمراض، هذا بالإضافة إلى سياحة السفاري الصحراوية والمائية أيضا، والسياحة الرياضية التي أضيفت أخيرًا بعد إنشاء صالة مغطاة والاستعداد لإنشاء قرية رياضية.وأكد المحافظ أن شرم الشيخ خاصة وجنوب سيناء عامة مؤمنة بفعل بدو سيناء أنفسهم لاشتغالهم بالعمل في مجال السياحة، ومن المصلحة العامة الحفاظ على السياحة، و أن أصحاب المنتجعات والتجار أن هذه الانتعاشة مؤقتة نتيجة الاحتال بالأعياد وان نسبة الإشغالات الفندقية التي لا تتعدى 35 في المائة ستعود مرة أخرى إلى طبيعتها.ومن جانبهم يقول أصحاب الفنادق والقرى السياحية "إنهم طرحوا الكثير من البرامج السياحية والتخفيضات من أجل اجتذاب مزيدا من السياح إلى شرم الشيخ مرة أخرى ورغم ذلك لا زالت الحجوزات خلال الفترة المقبلة ضعيفة بعض الشيء".و يضيف التجار في منطقة خليج نعمة أن مبيعاتهم تراجعت كثيرًا بفعل انخفاض أعداد السياح وأنهم مهدودون بالإفلاس بسبب ارتفاع إيجارات المتاجر.ويقول أحد التجار في شرم الشيخ مدحت الزاهد "إن المبيعات في أعياد الكريسماس لم تكن مثل كل عام والمبيعات تراجعت بشكل كبير داخل المتاجر" .ويضيف "إن السياح يفضلون الجلوس في الفنادق عن النزول للتسوق نظرًا لعدم تواجد أفراد من الشرطة والجيش في حين كثرت عمليات السطو على شركات الصرافة ومحلات الذهب".وتابع "إن نسبة إقبال السياح على الأسواق لا تزيد عن 15 % فيما تبلغ نسبة البيع 5% ".ويقول تاجر آخر على الشاذلي "إن الأسواق منذ عامين لم تشهد هذه الحالة من الركود التي تشهدها أسواق شرم الشيخ".ويضيف "إن الإقبال علي الشراء ضعيف جدًا يكاد يكون منعدمًا وعلي الرغم من ذلك فان أصحاب المحلات يرفضون تخفيض قيمة الإيجارات مما دفع المستأجرين إلى تقديم الشكاوي للمحافظ ووزير السياحة دون جدوى". و تابع مدحت فهمي "إن الإقبال على الشراء في مدينة شرم الشيخ ضعيف جدًا على غير العادة فإنها في مثل هذا التوقيت من كل سنة تشهد إقبالا كبيرًا من السائحين في فترات قبل الكريسماس وأيضا في أثناء وبعد الكريسماس أما في هذه السنة فيعتبر ضعيف" .ويرجع السبب في ذلك إلى عدم استقرار الأوضاع الأمنية داخل البلاد فالسائح رغم بعد المسافة بين شرم الشيخ والقاهرة إلا انه يخاف من زيارة مصر بسبب عدم استقرار الأوضاع وكثرة الأحداث .كما أن الوضع السياحي في شرم الشيخ ضعيف منذ سنوات سابقة ليس كالمعتاد أما بالنسبة لهذا العام فيعتبر ضعيف جدًا .ويقول "إن المبيعات تراجعت أيضا لآن نوعية السائح القادم اختلفت حيث أن معظم السائح القادمين من دول ذات دخول منخفضة وإنفاق السائح ضعيفة للغاية".ومن جانبه قال الخبير السياحي عادل شكري "إن جميع القطاعات الاقتصادية في مصر، ومن بينها السياحة، تحتاج إلى استقرار الأوضاع السياسية في البلاد، حتى يعود الاستثمار إلى سابق عهده، موضحًا أن شرم الشيخ بها 45 ألف غرفة فندقية، تعمل بكامل طاقتها، بجانب 36 ألف غرفة تحت الإنشاء، وبالتالي فإن قطاع السياحة يعمل به ما يقرب من 400 ألف عامل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وهو ما يهدد قطاع السياحة بتحقيق خسائر أخرى، مهددة بتسريح العمالة".ورغم هذا التراجع تطمح محافظة جنوب سيناء إلى إقامة مدينة شرم الشيخ الجديدة التي يقول عنها محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة ستكون امتدادًا لمدينة شرم الشيخ وعلى مسافة 25 كيلو مترا جنوبًا، حيث ستقام على مساحة 29 ألف فدان، وتسمح بإقامة المشروعات السياحية والصناعية والتجارية من خلال استغلال موارد المحافظة المختلفة بما يوفر الآلاف من فرص العمل للشباب.كما وقعت وزارتا السياحة والبيئة العام الماضي بروتوكول تعاون مشترك لتطوير منتجع شرم الشيخ وجعله مدينة خضراء لتصبح مقراً سياحيًا عالميًا أخضر بحلول عام 2020 بتكلفة تقدر بنحو 10.5 مليار جنيه.ويتضمن البرتوكول تشكيل لجنتين إحداهما فنية لمتابعة سير أعمال البرتوكول وإعداد استراتيجيات إدارة الأنشطة ومناقشة الموضوعات ذات الصلة بالمبادرة، ولجنة عليا تهدف إلى اعتماد الاستراتيجيات التي تضعها اللجنة الفنية لتنفيذ البرتوكول.وتقوم اللجنة الفنية بإعداد الإستراتجيات الخاصة بالأنشطة اللازمة لتحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء كخفض نسبة انبعاثات الكربون وتوفير مصدر دائم للمياه، وإدارة جيدة وفعالة للمخلفات السائلة والصلبة ومراعاة الشروط البيئية لها، والحفاظ على التنوع البيولوجي وتطوير رياضة الغوص واستخدام الطاقة المتجددة كما تقوم اللجنة بدراسة المقترحات التي ترد من الوزارات والهيئات والجهات المعنية كافة لوضع المبادرة محل التنفيذ.