نيودلهي ـ عدنان الشامي
تحتوي الهند على أكبر مجموعة من فصائل الكائنات الحية البرية في العالم، من حيوانات وطيور وغيرها من مكونات الحياة البرية المنتشرة في جميع أنحاء شبه القارة الهندية، التي تمتد من قمم جبال الهملايا إلى صحراء راجاستهان، لتضم
الهند بين حدودها أكبر قدر على الإطلاق من التنوع البيولوجي، بالإضافة إلى 17% من سكان العالم. كما تحتوي الهند على 97 محمية طبيعية، و440 مزارًا مقدسًا، حيث يمكن للزائرين الاستمتاع بأيام طويلة في متنزه بيريار الوطني في كيرالا، ومتنزه مولنغ الوطني في ولاية أروناكال برادش، في هذا الموقع المنعزل الذي يمثل تحديًا كبيرًا لعشاق الاستكشاف، حيث تعيش آلاف القرود من فصيلة اللانغور، ذات الوجه الأسود، والغزال المرقط، الذي تتخذه مجموعة من الحيوانات المفترسة مكونًا أساسيًا لوجباتها اليومية. أما إذا كان الزوار من هواة مشاهدة الطيور، فلن تحرمهم متنزهات الهند المفتوحة ومحمياتها الطبيعية من مشاهدة النسور وطيور أبو قرن والرفرافات، وغيرها من فصائل الطيور النادرة.
هذا، وكان مسح الحياة الحيوانية الذي يجريه موقع "zsi.gov.in" الحكومي في الهند قد أثبت العام الماضي وجود 92037 فصيلة حيوانية، وغيرها من فصائل الطيور والحشرات في الهند، وهو الرقم الذي لم تصل إليه فصائل الكائنات الحية البرية في أي دولة أخرى من دول العالم. و تتضمن القائمة أربعة أنواع من العناكب، علاوة على 22 نوعًا من الضفادع، لم تُكتشف قبل إجراء هذا المسح، و57 فصيلة حيوانية نادرة مهددة بالانقراض، من بينها العنكبوت الأزرق المذنب الموجود في أسام، والدب الأسيوي في منطقة الهملايا، والأسد الأسيوي الذي لا يوجد إلا في منطقة غوغارتا، بالإضافة إلى الأسود البنغالية التي وصل عددها في الهند إلى 1706.
تجدر الإشارة إلى أن بعض المتنزهات المفتوحة العامة تحولت إلى مزارات سياحية، حيث لم يعد بالإمكان حصر أعداد الزوار الذين يرتادونها طوال الوقت. و من بين هذه المتنزهات متنزه راجستان رانثامبور، الذي أصبح جزءًا أساسيًا من برنامج الرحلات السياحية للهند. و يشتهر هذا المتنزه بكونه مأوى لـ 56 نمر بنغالي، يذهب السائحون إلى مشاهدتهم من جميع أنحاء العالم.
ومن بين أهم المناطق السياحية التي يرتادها عشاق الحياة البرية منطقة غرب الهند، التي يقع بها متنزه غوغارتا، حيث يستوطن الأسد الأسيوي الذي لا يمكن التفريق بينه وبين الأسد الإفريقي، إلا من خلال اللبد الكثيفة التي تبدو أكبر من لبد الأسد الإفريقي.
أما في متنزه ناجارهول في كارانتاكا، حيث أشجارالخيزران والصندل والغاب الأخضر، تستوطن الأفيال البرية التي يُقدر عددها بـ 800 فيل، بينما تسبح أفراس النهر في نهر غانغا طوال الوقت، و يوجد منها الكثير، حيث تعيش بأمان على امتداد طول النهر، و تنمو و تتكاثر هناك بحرية. كما تنتشر في الهند الفهود، وغيرها من الفصائل التي وصل عددها إلى عشرات الآلاف، وفقًا لمسح الحياة البرية، الذي قامت به الهند العام الماضي