مانيلا ـ جميل الأسدي
تمتلىء العاصمة الفليبينية مانيلا بالطاقة الشديدة مثل العديد من المدن الآسيوية الشرقية الجنوبية الأخرى، إنها أيضًا ملتقى ثقافات مختلفة، بسبب وقوعها تحت حكم الإسبان لمدة 350 عامًا من القرن السادس عشر، ثم احتلالها فيما بعد
من قبل الولايات المتحدة لعدة عقود
قبل الحرب العالمية الثانية.
وكانت السيارة الجيب هي الإضافة الأميركية المفضلة للثقافة الفلبينية، حيث تم تعديل السيارات منذ ذلك الحين من قبل المحليين لصناعة حافلات "الجيبني"، و التي تستخدم هذه الأيام لنقل بعض سكان مانيلا الـ12 مليون حول المدينة.
والفليبينيون ودودون للغاية، لدرجة أن حتى قرود التريسر واسعة العيون تبتسم لك، و تلك الحيوانات الاستثنائية هي فقط واحدة من المفاجآت العديدة الكامنة بين جزر الفلبين السبعة آلاف ومائة وسبعة.
في بعض الأحيان، يمكنك أن تشعر بالروح الثورية التي أدت إلى الإطاحة برئيس البلاد فرديناند ماركوس و زوجته إميلدا في عام 1986، و في مناسبات أخرى تشعر أيضًا كأنك في أميركا اللاتينية، خاصةً حين تتجول بين حطام قلعة سانتياغو، حيث سُجن البطل القومي جوزيه ريزال، ثم أُعدم على يد الإسبان في عام 1896.
كما توجد الأكشاك التي تبيع تمائم الأحجار و عظام الثعابين الجالبة للخظ في قيابو، و هو الحي الصيني في مانيلا، و بالقرب منه سوق صاخب، حيث توجد أوعية من بلح البحر الأخضر مع المانجو الحلوة والليمون الحامض، حيث مانيلا مدينة نابضة بالمتناقضات.
في مقاطعة ماكاتي، ستجد متاجر الملابس الشهيرة، و الفنادق الفخمة، بما في ذلك فندق شانغريلا الثري، برواقه الكبير و مطعمه الفاخر. و في المقبرة الصينية، هناك أضرحة ضخمة مكيفة الهواء، بحمامات وغرف نوم للزوار من الأقارب، وتطل على المنازل الصغيرة والمتاجر التي تبيع الخنازير المشوية.
كما أن المطبخ الفلبيني يقدم أطباقًا رائعًة أيضًا، و يُباع الموز اللذيذ الذي يشبه طعمه جوز الهند و المانجو الصفراء الحلوة في الأكشاك على جانب الطريق، والحلوى المصنوعة من بطاطا أرجوانية تدعى "يام"، و هي لذيذة للغاية. وستكتشف القريدس الطازج و سمك الببغاء في مطاعم المأكولات الراقية، ومطاعم الشواء المنتشرة في الجزر المختلفة في القلبين.
وتعد الفلبين مقصدًا شهيرًا بالفعل للمصطافين الآسيويين، فالكوريون الذين يقضون شهر العسل يسترخون بجانب المسبح في منتجع شاغريلا على بعد 350ميلاً جنوب مانيلا، ويرتدون أقنعة الغوص على الشاطيء الخاص.
ويمكنك أن تستقل "البانكا" خلال إقامتك هناك، و هو قارب صيد تقليدي بركيزتين للتنقل بين الجزر، بينما تصحبك بعض الدلافين الفضولية أثناء الاصطدام بالأمواج
كما يمكن للغواصين المبتدئين أن يواجهوا الحياة البحرية الغريبة، و يمكنهم الاستمتاع برؤية سمكة الببغاء بألوان قوس قزح، و سمكة الرقيب. و هناك جسر يصل ماكتان بجزيرة سيبو المجاورة، والتي كانت أول مستعمرة إسبانية في الفلبين.
الديانة الرئيسية في الجزر الفلبينية هي المسيحية، و التي أدخلها المسكتشف فرديناند ماغيلان عام 1521، و لكنه قُتل فيما بعد خلال معركة مع القائد لابو لابو في جزيرة ماكتان. و لا يزال صليب ماغيلان الذي أمر المستكشف بإنشاءه منذ 500 عام في مدينة سيبو محاطًا بمبانٍ حجرية قديمة و متاجر ذو واجهة من الخيزران. و يطغي هنا الإحساس الإسباني، خاصةً في كنيسة سيبو التي تعود إلى القرن السادس عشر في منطقة ماريباغو في جزيرة ماكتان.
إن أحدى أشهر الجزر هي بوهول، و هي تبعد عن سيبو ساعتين باستخدام العبارة، و هناك يستطيع الزوار أن يحصلوا على جولة بحرية للغداء على طول نهر لوبوك، أو زيارة مزرعة الفراشات، و تشتهر بوهول بحيوانات التريسر الصغيرة، وهي قردة ذات عيون كبيرة، و مظهر يشبه الأشباح. كما تشتهر بوهول بمنطقة تدعى تلال الشوكولاتة، و هي تلال جيرية يصل عددها إلى 1.268، مغطاة بعشب خصب، و تُسمى بذلك لأن العشب يتحول إلى لون الشوكولاتة البني خلال الموسم الجاف. وتحتل تلال الشوكولاتة 20 ميلاً مربعًا، وتمتد بعيدًا في الأفق إلى حيث يتجول جاموس الماء بين حقول الأرز.
والساحل في الفلبين طوله 22.500 متر، و ربما كانت جزيرة باروكي الصغيرة هي جوهرته الثمينة، و تقودك السيارة من المطار في جزيرة كاتيكلان المجاورة إلى الساحل حيث يوجد مركز للاسترخاء في منتجع "شانغريلا" في الجزيرة التي يمكنك الوصول إليها بركوب القارب السريع عبر امتداد ميلين من الشاطئ الرملي الذي يدعى "الشاطيء الأبيض".
ويتميز هذا الشاطئ بالرمال الفاخرة جدًا، إلى درجة أنها تُصدر إلى البلاد الأخرى، كما أن مطاعم وحانات باروكي الشاطئية المبهجة هي المكان المثالي لمشاهدة غروب الشمس، و منتجع شانغريلا هو المخبأ المفضل للمشاهير.
ويختبئ شانغريلا وسط التلال المغطاة بالغابات أعلى شاطئين خاصين، و تأخذك عربة الغولف إلى وجهتك داخل المنتجع، حيث يمكنك الإقامة في منزل رائع من طابقين، بغرفة نوم ضخمة و حمام في الطابق السفلي و صالة فخمة و مطبخ في الطابق العلوي.
كما يمكنك زيارة منزل خاص للعلاج الطبيعي داخل المنتجع، حيث يقوم المعالج بتدليكك بوصفة رملية، قبل وضع بلسم الكافور المحلي و الليمون وجذع شجرة الكاكايا، ثم وضع أوراق شجر الموز الدافئة كجزء من التدليك التقليدي.
كما يمكنك الاستمتاع بوجبة عشاء مذهلة من الجمبري الطازج في مطعم سيرينا، كما يجلب النادل في حانة سولانا مشروبات الكوكتيل الاستوائية للزبائن.
وللسفر إلى الفلبين، تقدم شركة "كوني" إقامة لسبعة ليالي بدئًا من 2.448جنيهًا إسترلينيًا للفرد، وثلاثة ليالي في منتجع سانغريلا في ماكتان، وليلتين في منتجع شانغريلا في باروكي، وليلتين في شانغريلا في ماكاتي مانيلا، ويتضمن الثمن الإقامة الشاملة للنوم والإفطار، و رحلات العودة من هيثرو على خطوط شركة "كاثاي باسيفيك"، و الرحلات الداخلية والتنقلات.
وتكلف ليلة في فندق "شيراتون" في هيثرو، بالإضافة إلى مكان لتوقف السيارة لثمانية أيام، 87جنيهًا إسترلينيًا في شركة "هوليداي إكستراز".