لندن ـ ماريا طبراني
صُوّت لصالح قرية جون اوغروتس ذات مرة كواحدة من أكثر الأماكن كآبة في اسكتلندا، والتي تقع على بعد 2.5 ميل (4 كم) من قرية كانيسباي، في أقصى شمال اسكتلندا، وتعد ملجئا للعديد من المغامرين، حيث كان كل ما يستخدم لاستقبال المسافرين المرهقين هو فندق مهجور، في حين أن الملصقات الموجودة هي الدليل الوحيد للانتصار في الوصول إلى المعلم الاسكتلندي.
وتقع جون اوغروتس على الطرف الشمالي الغربي لبريطانيا وتعد نهاية أطول مسافة بين نقطتين بريطانيين مأهولتين في البر الرئيسي، حيث تقع كورنوال على بعد 876 ميلا (1410 كم) إلى الجنوب الغربي، ولكن في أيامنا هذه، تحولت هذه القرية السابقة إلى بقعة لا تستحق ساعات السفر التي يستغرق السياح للوصول إلى هنا - لكنها إلى حد بعيد من المكان الوحيد الذي يستحق الاستكشاف في الزاوية أقصى شمال بريطانيا العظمى والتي تستكشفها محررة السفر لدى صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إيموجين بليك.
تقول بليك:" اتخذت الرحلة ست ساعات، بما في ذلك القطار، ورحلة بالسيارة على طول الطرق المذهلة بين المرتفعات، لنصل إلى ويك، البلدة الرئيسية هنا في أقصى الشمال من البر الرئيسي.. بدأت رحلتي أولا، بجولة في المدينة، بدء من واحدة من أهم صادراتها الرئيسية من الويسكي داخل مصنع تقطير بولتيني القديم، لأرى أولا كيف يتم صنع الويسكي هنا"، وتضيف :"قد تم صنع ويسكي الشعير على هذه الأرض لما يقرب من 200 عاما، وتؤكد صور عمال المصانع القدامى ذلك، أنها تمثل العودة للماضي مرة أخرى كما أن هناك القليل من التكنولوجيا الحديثة المستخدمة هنا، وتعد زجاجات الويسكي العملية أصغر بكثير من زجاجات جلينليفيت المتعارف عليها في العالم، فيتم صنع الويسكي إلى حد كبير بنفس الطريقة القديمة، ومن الصعب أن نتصور الوقت عندما تحول هذا المصنع الصاخب إلى مكانا هادئا، ولكن لأكثر من 25 عاما بولتيني القديم توقف عن العمل".
معظم الناس يعرفون الحظر الذي فرض على أميركا، ولكن أقلهم يعرفون أن حظر أطول بكثير على تناول الكحول جاء أيضا إلى هذه البلدة في عام 1922 بسبب خطأ الصيادين الذين أنفقوا كل أموالهم على الخمر بدلا من أسرهم، وقد رفع الحظر بعد 25 عاما في عام 1947.
قد تكون ويك، قرية صغيرة مكونة من 7000 شخص فقط، إلا انك بالكاد تشعر بأجواء دافئة أثناء تجولك بشوارعها، مع وجود متحف صغير يديره المتطوعين المسنين، وقد جمع به الآثار على مدى أجيال إلى الأشياء الموجود بكل ركن من أركان اثنين من المنازل مع التاريخ لهذا المكان، ومن أفضل اللحظات التي يمكنك أن تحظى بها هي رحلة القارب وسط الكهوف والمنحدرات والتسكع على الشاطئ المحمي الذي يمكن الوصول إليه فقط عن طريق القارب.
عندما تصل أخيرا إلى جون أوغرواتس، فإنك تشعر وكأنك تدور بعد الاندفاع من البحر، لا يوجد شيء هنا فقط فندق يشعرك بأفلام الأبيض والأسود بالمقارنة مع الحيوية السرية لقرية ويك، وهذا هو الفرق، فيطل هذا المكان على البحر ولكنه يشعرك بالكآبة، كما تم تسميته من قبل "البقعة الشمالية الأكثر كآبة".قد يبدو معزولا ومملا، أما الطقس الاسكتلندي فلا يمكن التنبؤ به وهذا يعني انه في كثير من الأحيان يكون باردا ومليئا بالغيوم والرياح.