رجل "تبتي" يحاول الصلاة في ملجأ صغير

كانت الرياح تصفرعبر الوادي وكان هناك صمت غريب بينما صعدنا مجموعة من السلالم الحجرية البالية إلى مدخل الدير. وهنا في مخيم إيفرست الأساسي في الجانب "التبتي" توجد رحلة استكشافية لأكبر حفلة عشاء في العالم، و أخبرني شخص في أحد مخيماتنا المجاورة عن دير مهجور.

يمكنك المشي لمدة ساعة ونصف إلى مبنى أشعث، بينما يوجد سياح على الطريق الرئيسي، لن تجد هناك شخص واحد في الدير. ويبدو أن الهيكل قد هدم جزئيًا بسبب سقوط الصخورعليه، مع سقوط صخور كبيرة أسفل المنحدرات، الوضيع الذي يبدو خطر جدًا.

الصور تمليء المكان والشموع المتهالكة المتأكلة بجانب أوراق نقدية

كان هناك مبنى رئيسي واحد لا يزال قائمًا ويمكنك التجول داخلة. وفي الداخل، كانت الممرات ضيقة والأرضيات غير متساوية. وعليك أن تنحدر قليلًا فالسقوف منخفضة.
 وتوجد هناك قوة غريبة تحيط المكان، واختفت الشموع من المصابيح الضوئية المعلقة في بعض أركان الغرف المغبرة التي غمرتها البخور. من المؤكد أن هناك شخص ما يحافظ على المكان، حيث تجد الشموع التي توقد جديدة وقديمة مع الأوراق النقدية المنتشرة حولها.

وتضم بعض الجدران مشاهد ساطعة تصور القصص الدينية، وعندما تتحرك في الطابق السفلي، نفتح بابًا واحدًا عليه قنديل غير مملوء بالزيت فتجد منطقة للنوم صغيرة. وقد وضع بها إطارات سرير من الصناديق الخشبية وتم تثبيت ستائر واهية على النافذة مع ضوء متقطع يأتى من خلال الضوء. ويبدو أن المكان يتآكل وعلى مقربة من المبنى توجد منازل صغيرة محيطة به، تنمو الأعشاب الضارة من خلال بقاياها المتداعية.

يبدو أن الدير مازال يتردد عليه النُساك

وكان هناك أيضًا العشرات من مكعبات الطوب الغريب التي بدت مثل قمم المداخن ولكن لم يكن من الواضح ما اذا كانت المداخن تستعمل أم لا. وكان هذا يدعى تشورتن - ويعرف أيضًا باسم stupas - التي تحتوي على آثار للصلوات . وفجأة تكتشف وجودًا للإنسان، فتجد رجل "تبتي" كبير في السن وهو يحاول الصلاة في ملجأ صغير يشبه السقيفة بجوار المبنى الرئيسي. وتوجد علامة على مدخل المجمع - مكتوبة باللغة الإنجليزية والتبتية والصينية - "سميت باسم دير رونغ بو" وستجدت القليل من المعلومات عن تاريخه.

كما يقع دير رونغبوك على الطريق الرئيسي الذي يبتعد عن معسكر إيفرست، والذي يثبت أنه أكثر شعبية لدى السياح. والمبنى هو موطن لعشرات الرهبان والراهبات. ويبدو أن دير رونغبوك دمر بالكامل خلال الثورة الثقافية الصينية (1966-1976). وشهدت الثورة قيام جمهورية الصين الشعبية باحتلال التبت، مع بذل الجهود للقضاء على الدين والثقافة. وكان رونباك  Rongbuk به آثارًا للدمير حدثت لسنوات عدة قبل تجديده. وربما كان هذا هو السبب في الدولة المتعسرة جارتها رونغ بو أيضا. وعند مغادرة الوادي الهادئ بشكل غريب تكتشف أنك أخذت جزء منه معك.