طوكيو - علي صيام
لعلك لم تفكر من قبل في وضع اليابان على قائمة الأماكن التي قد ترغب في قضاء عطلة بها يوما ما، ولكن مع ناطحات السحاب التي تنيرها أضواء النيون، النزل الأنيق من الحصير والقش حصير في نزل ياباني، مترو الأنفاق المفرط في الحادثة والعصرية، قد لا تكتفي بوضع اليابان في قائمتك، بل على رأسها.
إنها أرض المفاجآت والتناقضات، وإن كنت تظن أنك على دراية باليابان، مع السوشي وتوشيبا، الكيمونو وهيلو كيتي والتسونامي وساكي، فإنك مخطئ، فعندما تسافر في جميع أنحاء هذا البلد الرائع، لن تستطع تخمين تلك العجائب المجهولة التي تنتظرك.
اليابان تعد ملاذا لهذه العجائب غير المعروفة، سواء كان ذلك ضمن حدود مطعم الروبوت المستقبلي في طوكيو أو حين تتمتع بحفل الشاي في منزل كيوتو قديم. ولكن في الوقت نفسه، فإن هذه التجارب تشعرك دائما بجوهر اليابان.
الاتساع الجغرافي للأرخبيل الياباني مثير للإعجاب، من منتجعات التزلج على الجليد إلى مسحوق الكمال في هوكايدو، والشواطئ الشبه استوائية في أوكيناوا.
بالنسبة للكثيرين، تسليط الضوء على الغذاء (طوكيو وحدها لديها 216 مطعما حاصلا على نجمة ميشلان)، حيث يمكنك تجربة مطاعم ناطحات سحاب بصورة عشوائية من مثل تلك التي في فيلم Lost in Translation في نيويورك، بالإضافة إلى عدد لا يحصى من المطاعم التي تقدم شعرية سوبا، تمبورا، الذي يقدم الدجاج المعروة باسم ياكيتوري، وتونكاتسو (شرحات لحم الخنزير المقدد).
وبالنسبة لآخرين، اليابان هي علم الجمال، لفرط بساطتها الحديثة في المباني الخرسانية لمهندس تاداو أندو، إلى فلسفة وابي-سابي في حدائق زين.
قد تكون محظوظا كفاية ليتسنى لك زيارة جميع أنحاء اليابان، حيث الجزر النائية لصيد الأسماك، والمعابد القديمة، واستوديوهات الروبوتات، والجبال التي تثل للسحاب، والشواطئ الاستوائية ومشاهدة مصارعي السومو، وكذلك صائدي الحيتان ومزارع الشاي وغواصي اللؤلؤ. ولكن بعد رؤية كل ذلك، سوف يظل هناك أكثر من ذلك بكثير لرؤيته ومعرفته.
إن الخريف هو واحد من أفضل أوقات السنة لزيارة اليابان، مع الطقس الجيد والأشجار نارية الأوراق التي تخلق خلفية مذهلة للمواقع. من ديسمبر/كانون الأول تنخفض درجات الحرارة، مما يجعلها الوقت المناسب للتوجه إلى منتجع للتزلج شمالا أو جنوبا للحصول على بعض أشعة للشمس في شتاء أوكيناوا. الربيع يجلب موسم زهر الكرز الأيقونية. أما الأسبوع الذهبي يكون في غضون مايو/أيار، فمن الأفضل تجنبه حيث يكون مشغولا للغاية. يوليو/تموز وأغسطس/آب هما الأسخن بشكل غير مريح ورطب، مما يجعلهما الوقت المناسب للهروب إلى الجبال الخضراء لبعض البرودة في شمال اليابان.