بيروت ـ فادي سماحة
تمثل العاصمة اللبنانية بيروت، في العصر الحديث، تحديًا لماضيها الدموي، فالأسواق في العاصمة لا تعني الأعمال الحرفية وبيع الحلي الرخيصة، ولكنها تعدّ مركزًا للتسوق الحديث مع "فيرساتشي"، و"تيفاني" و"بولغاري"، كما يمكنك أن تجلس في المدينة لترى عارضات الأزياء اللاتي اتجهن إلى المزيد من الغربية.
وتمنح بيروت لمحبي الرومانسية، عطلة متميّزة، حيث المشي على الكورنيش، والنظر إلى الواجهة البحرية من جانب الشرق الأوسط، في باريس الشرق.
وتحقق بيروت رقمًا قياسيًا، حيث المباني الجديدة، التي شهدت في السابق ويلات الحرب الأهلية، التي استمرت حتى عام 1990، واختارها غوردن كامبل غراي لو جراي، لبناء فندقه الفخم، المكون من ستة طوابق، بتصميم حفيف، مع وجود حوض سباحة على السطح وسبا في الطابق السفلي.
ويعرب الموظفون عن فخرهم بهذا الاستثمار الجريء، إلا أنهم لا يفضلون الحديث عن الماضي والحرب، حيث اعتبرت إحدهن "يجب علينا أن نتحدث عن المستقبل، ولكن بعد ذلك وجدنا أنفسنا نقولها مرارًا وتكرارًا، أثناء الحرب، وفي ذروتها".
داخل الفندق يوجد غرفة معاصرة، تحتوي على تلفاز وحمام وآلة إسبرسو، إضافة إلى الإضاءة العصرية، وتظهر في المدى ساحة الشهداء، قرب منطقة الصيفي، التي أطلق عليها الخط الأخضر، الذي قسم المنطقة إلى إسلامية غربًا ومسيحية شرقًا.
في الخارج، يمكن رؤية مسجد الأمين الواسع، ومع إضائته يبدو وكأنه المسجد الأزرق في إسطنبول، وهو بجانب كاتدرائية الروم الأرثوذكس، والروم الكاثوليك، والكنيسة الأنجليكانية، وهنا يظهر الإيمان بالتسامح الديني.
كان هناك ملصق ضخم في الساحة في العام 2010، لرئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، والذي اغتيل في عام 2005، ولوحة للسياسي بيير الجميل، وهو سياسي مسيحي قتل في العام 2006.
ومضات السيارات داخل وخارج حركة المرور مع عدم وجود اتيكيت، يبدو أن معظم الناس يدخنون، ويتم تقديم المشروبات الكحولية في كل مكان.
ويضمّ المتحف الوطني الرائع مجموعة أثرية يعود تاريخها إلى 6 الآلاف عام، وقد أغلق في بداية الحرب عام 1075، وتمّت تغطية الأجسام الكبيرة بالأسمنت لحمايتها.
وتعتبر بيروت أفضل أماكن التزلج، حيث الجبال في الصباح، والسباحة في البحر الأبيض المتوسط، في فترة ما بعد الظهر.
ويعدّ مطعم بيبي، الذي أسسه بيبي عابد، ويديره ابنه روجير، الأفضل لتناول الأسماك، أما الغداء يوم الأحد فيأتي على تدريج ألوان سان تروبيه.
وافتتح حديثًا فندق "فور سيزونز"، مرة أخرى في وسط بيروت، وفندق آخر يأمل في كسب سمعة متوهجة في المدينة، أما نبيذ "شاتو موزار"، النبيذ اللبناني الرائع، يجب أن يخضع سبعة أعوام على الأقل لعملية التخمير.