لندن - ماريا طبراني
قامت شركة "سوهو هاوس" البريطانية، في أحدث مشروع لها، بترميم جزء من مركز "BBC" التليفزيوني القديم لإنشاء فندق "White City House" المذهل في العاصمة البريطانية لندن، وتم افتتاحه في الشهر الماضي.
ويتمتع الفندق وفقا لصحيفة "التلغراف" البريطانية، بمزيج مخصص من المفروشات الراقية والمصممة بدقة عالية بالاضافة إلى اللوحات غالية الثمن الموجودة على جدرانه، إلى جانب قطع الأثاث التي تبدو أكثر راحة في غرفة جلوس كلاسيكية فهي تتناسب مع التصميم الداخلي في ستينيات القرن الماضي.
ويتميز أثاث الفندق بأسلوب العصور الجورجية والفيكتورية والإدواردية والذي يعد غير محبب في المرائب والمحلات الخيرية وبيوت المزادات، أما الآن ، فهو يعود مرة أخرى، إما لأولئك الذين يريدون شيئًا مميزا في منازلهم من الأثاث الرخيص، أو أولئك الذين يشعرون بالملل من قضاء الساعات في البحث عن الاثاث الكلاسيكي.
وتقول المصممة ليندا بورونكاي، التي قادت مشروع فندق "White City House" في سوهو هاوس أن فريق التصميم الداخلي استخدم منذ فترة طويلة القطع العتيقة في غرف الفندق، مضيفة "التحف تعطي الكثير من السمات والمضمون إلى الفندق.. إنها القطع الاساسية التي تلفت انتباه الناس وتثير اهتمامهم".
ويشكل عودة ما يسمى "الأثاث البني" جزءًا من اتجاه متنامي لدى مصممي الديكور، فقد أفاد مكتب الإحصاء الوطني البريطاني عن زيادة بنسبة 0.3 في المائة في المبيعات في نهاية العام الماضي للاثاث البني، وارجع ذلك إلى ارتفاع عدد الأشخاص الذين يشترونها من دور المزادات والتحف وتجار الفنون الجميلة.
ويقول توماس مور رئيس قسم الأثاث والأعمال الفنية في دار بونهامز للمزادات "لقد شهدنا بالتأكيد عودة الاهتمام بالأثاث الإنجليزي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حيث ألهم كتالوج بونهامز القديم ، تصميم مقر بنك ميدلاند القديم في مدينة لندن ، والذي ألهم الفريق وراء تصميم فندق سوهو هاوس الأخير (The Ned)".
وقال آدم جريكو المصمم الرئيسي للفندق "إن الكتالوج مليء بالتحف الرائعة من العصور الجورجية والإدواردية؛ لقد استندنا في الكثير من أثاثنا المخصص وأعمالنا الفنية إلى طبقات كلاسيكية وعصرية، وطبعا في قطع عتيقة من الفترات نفسها التي تم الحصول عليها في شمال إنجلترا وبلجيكا وماساتشوستس وبنسلفانيا".
ويظل الفندق المكون من 252 غرفة، الذي تكلف ما يقدر بنحو 200 مليون جنيه إسترليني لتطويره، كما هو من حيث التصميم الخارجي الذي يرجع لتراث العشرينات، والذي بناه السير إدوين لوتنز؛ وهو الآن مليئًا بالاعمدة المصنوعة من خشب الجوز، والرخام الأبيض والأثاث الخشبي الداكن المكمّل في جميع أنحاءه، ولكن بمزيج من العصور والبلدان".
ويقول مور "إن ذلك جزء من جمالية التصميم الحديثة، لدينا المزيد من الاستعداد في هذه الأيام لخلط الأنماط والفترات في التصميم الداخلي ، وهناك فهم حقيقي للكيفية التي يمكن أن نجمع بها الماضي والحاضر معًا".
ويضيف مور "على مدى العقد الماضي، انخفضت قيمة الأثاث العتيق الراقي بنسبة 30 في المائة تقريبًا، وفقًا لأرقام "آرت ماركت ريسيرتش" التي تقيس الأسعار عبر السلع الزخرفية، لكن في الآونة الأخيرة ازدهرت بالسوق ولا يزال هناك عدد كبير من القطع التقليدية عالية الجودة المتاحة للبيع بانتظام في المزادات بأسعار معقولة".