العناصر الطبيعية تُعزّز رفاهية الموظفين

السكن في المدن الحضرية والانتقال بين المنزل ومكان العمل قد يعني عدم رؤيتنا للمساحات الخضراء بقدر كافٍ، ففي هذا العالم الحضري المزدحم أصبح مفهوم الحياة الريفية والذي يوضح أهمية حاجة البشر إلى الاتصال مع الطبيعة من أجل الحفاظ على الصحة النفسية والبدنية بالإضافة إلى رفاهيتنا، أكثر أهمية ما يدعو إلى إيجاد حلول وبدائل.

وبينما اعتمد الكثير منا الاتجاه الحديث لملء بيوتنا بالنباتات المنزلية الرائعة والمساحات الخضراء إلا أن مساحات العمل لم تسر على نفس خطاها، وبخاصة أولئك الذين يعملون من المنزل ربما يكونون أهملوا هذا الجانب في ديكور غرفة العمل أو المكتب، على الرغم من مقدار الوقت الذي يقضونه هناك.
وأثبتت الأبحاث السابقة عن الرفاهية في مكان العمل والفوائد المهمة التي يمكن أن تجلبها بعض العناصر الطبيعية إلى مساحة عملك الخاصة، إنها تحدّ من التوتر والمرض مع زيادة الإنتاجية والإيجابية.

وكشفت الدراسة التي أجراها الدكتور كريج نايت من جامعة إكستر في إنجلترا، والمتخصصة في التأثير النفسي لتصميم ديكور أماكن العمل، أن العناصر الطبيعية والنباتات الخضراء تعززان رفاهية الموظفين.

في البداية، كان الموظفون في ثلاث شركات يعملون في مكاتب قاتمة الألوان، وتم قياس أداء بعض المهام الصعبة المتنوعة، ثم نقل نصف أفراد الاختبار إلى بيئة مماثلة، مع إضافة بعض النباتات المنزلية، وبعد ذلك وجدت نتائج الدراسة زيادة في الإنتاجية بنسبة 20 في المائة، بالإضافة إلى الفوائد النفسية، إضافة بعض النباتات إلى بيئة العمل ينقي الجو ما يعزز الصحة البدنية.

وتشير الأبحاث إلى أن الهواء الداخلي في المنزل يصل إلى عشرة أضعاف تلوث الهواء في الخارج، حيث إننا نجلس في مكاتبنا في الهواء المعاد تدويره، أو الهواء المكيّف فنحن أيضًا معرضون لاستنشاق كثير من المواد الكيميائية السامة الشائعة، وثبت أن النباتات هي الطريقة الأكثر قدرة على الحد من هذه المواد الكيميائية في بيئة العمل المنزلية أو بالمكتب.
وتعتبر نباتات "Susie Sansevieria" خيارًا رائعًا للمساحات المكتبية حيث إنها تتأقلم مع مستويات الإضاءة المنخفضة والري غير المنتظم، وفي نفس الوقت تنقية الهواء من المواد الكيميائية السيئة المتوفرة في الأماكن المغلقة.

ويعدّ نبات "Rick Dracaena fragrans"، خيارًا رائعًا لأمثلة النباتات الطويلة، كما أن نبات Big Ken (Howea forsteriana) هو خيار رائع للمكاتب لأنه يحتاج فقط إلى ضوء بسيط، بالإضافة إلى نباتات "روبن" (المطاط) ذات الأوراق اللامعة الجميلة والتي تم اختيارها كواحدة من أرقى أجهزة تنقية الهواء التابعة لوكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، وهي مفيدة في إزالة مركبات الفورمالديهايد من الجو.

كما أن نبات هوارد (Aspidistra) يمكنه أن يوضع في مكان دون ضوء، ولا يحتاج إلى أن ترويه باستمرار، أو درجات حرارة أكثر برودة كمعظم النباتات.​