القاهرة ـــ عمرو والي
قال رئيس حزب التحالف الاشتراكي الشعبي عبد الغفّار شكر إن الاستقالات التي تقدم بها عدد من أعضاء الحزب قد تؤثّر عليه، مشيراً إلى أن هذه المجموعة ضمّت عددا من قيادات
الحزب وعلى رأسهم نائب رئيس الحزب والمرشح الرئاسي السابق خالد علي بالإضافة إلى عدد من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية.وأضاف شكر، في حديث خاص لـ"مصر اليوم"، إن الحزب خاطب مجموعة المستقيلين وعددهم ما يقرب من 280 عضوا في القاهرة والمحافظات من أجل عقد جلسة حوار لإقناعهم بالعدول عن هذا القرار حيث رفض الحزب هذه الاستقالات، وكان هذا هو موقف المستقيلين النهائي. ولفت شكر إلى أنهم في النهاية مجموعة من الزملاء والأصدقاء الذين تربطهم علاقة قوية بنا، مشيراً إلى أن الحزب هيكله الإداري موجود في 23 محافظة من الجمهورية ولم يفقد زخمه أو رونقه، خصوصا أن لديه الكثير من الكوادر القادرة على جذب المزيد من الأعضاء.
ونفى شكر الاتهامات التي فندها المستقيلون من غياب الحوار بين القيادات وشباب الحزب وسيطرة مجموعة واحدة على مقاليد الأمور دون الرجوع للقاعدة الجماهيرية الموجودة بالإضافة إلى مهادنة الدولة، مشيراً إلى أن الحزب تم بناؤه على أسس ديمقراطية، ووسائل الحوار مكفولة للجميع والقرار يتم اتخاذه داخل الحزب بعد مناقشات واسعة على كافة الأصعدة، ومن يملك وجهة نظر مخالفة يطرحها داخل الحزب، ويقاتل من أجلها.
ويرى شكر أن كل هذه الخلافات أمور" تنظيمية" يمكن أن تحل عن طريق المناقشات الداخلية، وليس بالاستقالات، مؤكداً أنهم أعلنوا موقفهم المعارض منذ تشكيل حكومة الببلاوي، وموقفه من المرحلة الانتقالية بشكل عام، ورفض المحاكمات العسكرية والحد الأدني والأقصي للآجور وغيرها
وقال شكر إن خالد علي تقدم باستقالة فردية من أسبوعين ولم يعلن عنها في وسائل الإعلام لأنه حريص على الحزب وعلاقته بأفراده ورفضنا استقالته أيضاً ولكن موقفه النهائي هو الانسحاب من الحزب.
وأضاف شكر أن أعضاء التحالف يسعون لتفادي أخطاء مرحلة التأسيس وسيتم تشكيل لجنة لإصدار بيان تأسيسي للحزب بشأن موقفه السياسي من الأوضاع الحالية تفصيلياً.
وعن إعلان المستقيلين تشكيل حزب جديد أكد شكر على ترحيبه بالأمر، مشيراً إلى أنهم سيقدمون لهم الدعم والمساندة خصوصا أن التعددية في المجتماعات الديمقراطية أمر لابد منه وإذا كان الحزب لم يسعهم فلهم الحق في إنشاء حزب جديد.
وعن الانتخابات البرلمانية الآتية أكد شكر أن الحزب يواصل مشاوراته للتنسيق مع "تمرد " و التيار الشعبي والكرامة و الاشتراكي المصري كقوى تضم تيار اليسار ليرتكز برنامجنا على تحقيق العدالة الاجتماعية ومبادئ التحول الديمقراطي بما يتناسب مع أهداف ثورة 25 كانون الثاني/يناير.
وشدد شكر على أن الدولة المصرية تمر الآن بمرحلة تشبه كثيرًا "حرب الاستنزاف"، الأمر الذي يجعل من قرار إنهاء حالة الطوارئ وإلغاء الحظر مخاطرة كبيرة، ولكن لا بد منها.
وأضاف شكر، ما يحدث الآن من مشكلات تحيط بمصر من النواحي سواء داخلية أو خارجية، تجعل من فرض حظر الطوارئ أمرا لا بد منه، ولكن مد حالة الطوارئ يجب أن تتم عن طريق الاستفتاء الشعبي، الأمر الذي يصعب تنفيذه في هذه الفترة، ولذلك كان لا بد من إنهاء حالة الطوارئ، مع العلم بأنها مخاطرة صريحة، إلا أننا يجب أن نساند الأمن في تلك المغامرة.
وأشار شكر إلى أن إنهاء الطوارئ ورفع الحظر سيكشف كل فرد في المجتمع، فهناك فصائل يمكن أن تستغل تلك الحالة لإشاعة الفوضى، وهناك أيضًا المصري الأصيل الذي سيحاول تجنب المشكلات والالتزام بالقانون، حفاظًا على الوطن ودعمًا للأمن.