واشنطن - رولا عيسى
يعتبر باراك أوباما واحدًًا من أصغر الرؤساء في تاريخ أميركا، ولكن حتى هذا الرئيس الشاب احتاج للمساعدة في النهوض بعد أن جلس لالتقاط صورة مع مجموعة من أطفال المدارس في منتزه يوسمايت الوطني، وبدا على تلاميذ الصف الرابع أنهم سيعدون بمساعدة الرئيس فأمسكوا به من ذراعيه لرفعه خلال هذا الحدث السبت في شلالات يوسمايت في كاليفورنيا، وكان أوباما وعائلته وصل إلى الحديقة، الجمعة، بعد زيارة بارك كارلسبايد والكهوف الوطنية في نيو مكسيكو.
وأتت هذه الزيارة في ظل إجازة من العمل بمناسبة يوم الأبد الأخير للأسرة بصفتها الأسرة الأولى في البلاد، واحتفال أوباما وميشيل وابنتهما ماليا وساشا بالذكرى المئوية لدائرة الحدائق الوطنية بهذه المناسبة أيضًا.
والتقى أوباما في وقت مبكر من السبت بمجموعة من طلاب الصف الرابع كجزء من مبادرة كل طفل في بارك يتجولون في معالم ولاية كاليفورنيا، وتعطي هذه المبادرة الفرصة لكل طالب في الصف الرابع في البلاد حرية الوصول إلى الحدائق الأميركية العامة والغابات ومحميات الحياة البرية للعام الدراسية 2015_2016.
واستقبلت ميشيل الأطفال بسؤالهم إذا كانوا يعرفون كيف يخفون الدببة، فبدأ الأطفال بالصراخ وعندها علق الرئيس "أو أريد الخروج من هنا"، وتحدث الرئيس بعدها للأطفال عن المبادرة قبل أن يقود بنفسه المشوار في الحديثة الوطنية، وأخبر أوباما الأطفال حول أول مرة رأى فيها موس وغزلان في الحديقة الوطنية عندما كان عمره 11 عامًا، وتابع: "هذا يعتبر تغييرا في الحياة، فلا يعود الشخص كما كان في السابق، نحن نريد أن نتأكد أن كل الأطفال في بلادنا ممن لم يحصلوا على فرصة لزيارة الحديقة الوطنية أن يزورها".
ونزل بعدها الزوجين أوباما إلى مستوى الأطفال حرفيًا وجلسا على الأرض لالتقاط الصور التذكارية وطلب منهم أوباما أن يقولوا: "تشيز" قم طلب منهن أن يتمنوا لواحدة من صديقاتهم عيد ميلاد سعيد بمناسبة عيد ميلادها في ذلك اليوم.
وسألهم بعد التقاط الصورة "من يريد مساعدتي الآن؟" وتبعلغ طول شلالات بوسمايت الذي يعتبر واحدا من أطول الشلالات في العالم 2.425 قدم وهي بمثابة خلفية مذهلة قدم فيها أوباما خطابا حول التغير المناخي بعد السبت، وجاء في الخطاب: "لا أريد لكم أن تخطئوا، فالتغير المناخي اليوم أصبح تهديد واقعي، يمكن لارتفاع درجات الحرارة أن تقذذي على الانهار الجليدية في الحدائق الوطنية الجلدية ويمكن ان تقضي على الأشجار في حديثة جوشوا الوطنية، إضافة إلى تهديد معالم البلد مثل جزيرة اليس وتمثال الحرية."
وتابع أوباما أن ظاهرة الانحباس الحراري تؤثر بالفعل على الأرض التي يقفون عليها، مشيرًا الى تأثير ارتفاع الحرارة على جفاف مروج يوسمايت، وختم: "لدينا الكثير لنفعله لنحافظ على أراضينا وثقافتنا وتاريخنا، ولم نفعل أي شيء بعد"، وأعطت عطلة نهاية الأسبوع لأوباما الفرصة أيضًا لتسليط الضوء على سجله في الحفاظ على المساحات المفتوحة وتشجيع المبادرات التي تهدف إلى تعزيز السياحة في أكثر من 400 متنزه وطني وغيرها من المعالم الأثرية ومساحات القتال وغيرها من المواقع، ويوضح مسؤولون أن هناك خطة اقتصادية لدعم المواقع من خلال المحافظة على مئات الآلاف من فرص العمل في حال ضخ الزوار مليارات الدولارات في الاقتصادات المحلية.
وأشارت وزارة الداخلية في تقرير الجمعة أن أكثر من 305 ملايين شخص زاروا الحدائق الوطنية في العام الماضي وانفقوا 16 مليار دولار في المجتمعات المجارة، وقال أوباما في فيديو على الفيسبوك حول الحملة " أريد أن أتأكد من أن الشعب الأميركي قادر على التمتع بالحدائق الوطنية وجمالها من جبال ومحيطات والتي كانت واحدة من اعظم الهدايا التي تلقيناها، أريد أن اتأكد أن العالم كل قادر على أن يتابع هذا الجمال وأن ينتقل إلى الأجيال القادمة."
واستطاع أوباما أن يحمي أكثر من 250 مليون فدان من الأراضي والمياه العامة من التنمية وهو اكثر من أي رئيس أخر، واشادت الجماعات المدافعة عن البيئة بما فعله أوباما حتى الان، ولكنها حثته لممارسة سلطته بموجب قانون 1906 لاتاحة المزيد من المواقع العامة قبل انتهاء فترة ولايته في كانون الثاني/يناير، ويتهم بعض أعضاء الكونغرس أوباما بالتجاوز في استخدام سلطته في هذه الحملات بدون استشارتهم.
وكان أباما زار أورلاندو حدادا على مقتل 49 شخص بالرصاص في المهلي الليلي للمثلين يوم الأحد الماضي فيما يعتبر أسوأ حادث لاطلاق النار في تاريخ البلاد.