دبي - صوت الإمارات
يولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أصحاب الهمم الاهتمام والرعاية والمتابعة المباشرة لأوضاعهم واحتياجاتهم سواء في الصحة أم التعليم أم الخدمات الاجتماعية أم التوظيف، وغيرها من المجالات ذات الأهمية.
ويعتبر أصحاب الهمم جزءاً لا يتجزأ من المجتمع، والإنجازات التي حققوها على مدى السنوات الماضية، تدفع لتوفير وتسخير المزيد من الفرص لإبراز إسهاماتهم في تعزيز مسيرة التنمية على قدم المساواة مع الآخرين، وتعتبر دبي نموذجاً ملهماً في تمكين أصحاب الهمم. ويحتفل العالم باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يوافق 3 ديسمبر من كل عام، وهو يوم عالمي خصص من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1992 لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة.
مجتمع دامج
وبذلت دبي جهوداً كبيرة في تمكين ودعم أصحاب الهمم لتكون مدينة صديقة لهم، ومن بينها: إطلاق المجلس التنفيذي لإمارة دبي مبادرة «مجتمعي.. مكان للجميع» بهدف تحويل دبي بالكامل إلى مدينة صديقة لأصحاب الهمم، والتي شكلت الانطلاقة الحقيقية للجهات المعنية في القطاعين الحكومي والخاص، لبناء مجتمع دامج لأصحاب الهمم وأسرهم، ضمن إطار استراتيجية دبي للإعاقة 2020 التي وضعتها الإمارة لضمان حصولهم على الفرص والخبرات والحياة الكريمة.
الحماية الاجتماعية
وحرصت هيئة تنمية المجتمع في دبي على ضمان حصول أصحاب الهمم على الخدمات الاجتماعية عبر مجموعة من المبادرات، كان أهمها توفير حقيبة سند التدريبية حول كيفية التعامل مع أصحاب الهمم وقدمتها للجهات الحكومية والجهات الخاصة.
وتم العمل على اعتماد المنفعة المالية للإعاقة ضمن مشروع دراسة منظومة الخدمات والمنافع الاجتماعية لأصحاب الهمم، ويجري العمل على توفير الخدمات الإسكانية الدامجة والإسكان الآمن، وتوفير خدمات الراحة المؤقتة لمقدمي الرعاية لأصحاب الهمم، وكذلك العمل على استراتيجية أزمات وكوارث دامجة على مستوى دبي.
البيئة المؤهلة
وتم تصميم المرافق العامة والبنية التحتية لإمارة دبي وفق نموذج مؤهل حسب أفضل المعايير العالمية، لتكون سهلة الوصول من قبل الجميع، وتبنت دبي أفضل الممارسات العالمية، حيث يعد دليل «كود دبي للبيئة المؤهلة» والمشمول ضمن كود دبي للبناء.
والذي اعتمدته اللجنة العليا لحماية حقوق أصحاب الهمم في عام 2017، من أهم المشاريع التي تم من خلالها تبني مفهوم التصميم الشامل لكل المنشآت بما يضمن إمكانية وصول الجميع على اختلاف احتياجاتهم، وتم اعتماد الدليل كمرجع أساسي للمباني والمشاريع الجديدة في الإمارة.
التوظيف الدامج
ولضمان السعي لتحقيق مستهدفات استراتيجية دبي للإعاقة 2020، وتجسيد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وتنفيذ توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، الرامية إلى دمج وتعزيز مشاركة أصحاب الهمم في مختلف جوانب الحياة، وتمكينهم اقتصادياً واجتماعياً، برزت مجموعة مبادرات ضمن سياسة التوظيف الدامج للعمل على تأهيل وتوظيف وتوفير فرص عادلة لهم في سوق العمل في القطاعين الحكومي والخاص.
وساهمت بعض المبادرات مثل مبادرة «درب ووظف» في توفير فرص التواجد في بيئة عمل مفتوحة ومهيأة للدمج لأصحاب الهمم والتعرف على الجوانب التي ينبغي تطويرها في بيئات العمل.
التعليم الدامج
وتعتبر جهود إمارة دبي ملموسة وواضحة في دمج الطلبة من أصحاب الهمم في النظام التعليمي، حيث ارتفع عدد الطلبة من أصحاب الهمم خلال الأعوام الماضية، مما يدل على مناسبة البيئة الداعمة وتأهيلها لتوفير التعليم بأفضل الحلول والممارسات.
وبلغت نسبة الدمج في مدارس دبي الخاصة 100 % بحسب هيئة المعرفة والتنمية البشرية، وأصدرت الهيئة الأدلة الإرشادية اللازمة لتمكين المدارس الخاصة من تطبيق أسس التعليم الدامج بالشكل الأمثل ضمن جهودها في تطبيق سياسة التعليم الدامج.
كما استحدثت ضمن مشاريعها ذات الأولوية لاستكمال جهود التعليم الدامج: دليل أولياء الأمور، وأظهرت النتائج تحسناً في نسبة رضا أولياء الأمور خلال السنوات الـ 3 الماضية ويجري العمل حالياً على مشاريع أخرى عدة لاستكمال جهود التعليم الدامج، كدليل التعليم المبكر ودليل التعليم العالي وسياسة مسارات التعليم البديل.
الصحة الدامجة
وحرصت حكومة دبي على توفير خدمات الرعاية الصحية لأصحاب الهمم بما يتناسب مع احتياجاتهم الخاصة، وشكلت مخرجات سياسة الصحة الدامجة في دبي، بداية الانطلاق لبرنامج الكشف المبكر عن الإعاقة الذي تم اعتماده في عام 2017.
كما حصل تطبيق «براعم دبي الذكي» في عام 2019 على الجائزة الذهبية «ستيفي» على مستوى الشرق الأوسط، و«جائزة ابتكر للصحة» على مستوى الدولة، وأسهمت جهود هيئة الصحة في دبي بين عامي 2018 و2020 في تدريب ما يقارب من 4000 شخص على «تطبيق براعم دبي الذكي».
وعلى مدار 24 عاماً أرسى برنامج دبي للتميز الحكومي التابع للأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، معايير التميز في العمل الحكومي وفق أسس علمية مبتكرة.
وانطلاقاً من مكانة دبي العالمية التي تأتي في مقدمة المدن التي وضعت استراتيجية مستدامة لتمكين أصحاب الهمم، برز أثر تخصيص جائزة «أفضل جهة صديقة لأصحاب الهمم» منذ عام 2016 ضمن «برنامج دبي للتميز الحكومي»، حيث كان أحد الأسس لتعزيز تحقيق الدمج في الجهاز الحكومي عبر السنوات الماضية، وساهم البرنامج في تحقيق منجزات عدة.
وسائل نقل دامجة
واتخذت دبي العديد من التدابير التي تكفل إمكانية وصول أصحاب الهمم إلى البيئة المحيطة ووسائل النقل، وتقوم بتوفير لافتات بطريقة بريل وبأشكال يسهل قراءتها وفهمها في المباني العامة والمرافق المتاحة لعامة الجمهور.
حيث تقدم هيئة الطرق والمواصلات بدبي خدمات متطورة لأصحاب الهمم، في كل مرافق ونقاط الخدمة، التي تقدمها مختلف مؤسسات وقطاعات الهيئة، ويحق للشخص من أصحاب الهمم الحصول على بطاقة سالك واحدة معفية من رسوم التعرفة المرورية، وبطاقة نول الشخصية التي تمنح هذه الفئة خاصية التنقل المجاني على متن بعض وسائل النقل العامة في دبي.
الخدمات الرقمية
وساهمت جهود الجهات الحكومية في تأهيل مواقعها الإلكترونية وتطبيقاتها الذكية لتكون سهلة الوصول لأصحاب الهمم، في تجسيد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وتنفيذ توجيهات سمو ولي عهد دبي، الرامية إلى توفير بيئة مؤهلة وداعمة لأصحاب الهمم، وتمكينهم للاستقلالية والتمتع بحقوقهم الكاملة.
وأظهرت نتائج تقييم الوصول للمواقع الإلكترونية والتطبيقات الذكية الحكومية لعام 2021، أن العديد من الجهات الحكومية أحرزت نسبة مطابقة ممتازة في المواقع الإلكترونية بلغت أكثر من 90 %، وتحقيق 11 جهة حكومية 10/10 في مستوى الامتثال في تقييم إمكانية وصول أصحاب الهمم لمحتوى التطبيقات الذكية.
إكسبو 2020
ونجحت إمارة دبي في تحقيق الدمج المجتمعي وحقق إكسبو 2020 دبي، نجاحاً مميزاً في تقديم تسهيلات لأصحاب الهمم زوار المعرض، وأن يكون واحداً من أكثر الفعاليات اتساماً بتيسير وصول أصحاب الهمم إلى أجنحته وفعالياته، وقدم مجموعة متنوعة من الخدمات والتدابير المخصصة لمختلف فئات أصحاب الهمم.
كما وفر المعرض الدولي أنظمة تعزيز السمع في نقاط رئيسة للزوار من أصحاب الهمم ذوي الإعاقة السمعية، كما خصص لهم ترجمات نصية مباشرة، وترجمات فورية بلغة الإشارة الدولية لبعض الخطابات والمحادثات والاحتفالات الرسمية.
كونجرس عالمي
وتم عقد الكونغرس العالمي لمتلازمة داون دبي 2021، تحت رعاية سمو ولي عهد دبي، والذي استضافته «عن بُعد» جمعية الإمارات لمتلازمة داون للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بمشاركة أكثر من 1500 من الخبراء والمختصين والباحثين وذوي متلازمة داون وأسرهم، وأعضاء المنظمة الدولية لمتلازمة داون من كل أنحاء العالم. واستهدف الحدث مواكبة الطموحات الكبيرة لدولة الإمارات وقيادتها الرشيدة كي تكون سباقة في الإنجازات العالمية المتميزة في مجال أصحاب الهمم.
إكسبو أصحاب الهمم
وفي سياق متصل تنظم دبي سنوياً معرض إكسبو أصحاب الهمم الدولي وقمة دبي العالمية لتسهيل سياحة أصحاب الهمم، وهو المعرض الرائد للتجار والمستهلكين في الشرق الأوسط، الهادف إلى تعزيز حياة أصحاب الهمم، حيث شهدت دورة العام الماضي من المعرض مشاركة حوالي 8000 زائر، إلى جانب أكثر من 150 شركة متخصصة عرضت منتجاتها للتحسين في مجالات التنقل والعلاج وإعادة التأهيل والأدوية.
قانون
وأرست دبي بيئة داعمة وصديقة لأصحاب الهمم، من خلال القوانين والتشريعات والمبادرات التي أطلقتها الإمارة لصالح أصحاب الهمم، وتحقيق المواءمة مع أفضل الممارسات العالمية.
وخصوصاً الحقوق التي نصت عليها الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لتحقيق مقومات الحياة الكريمة لهم. وكان آخر هذه القوانين، القانون رقم «3» لسنة 2022 بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في إمارة دبي، والذي يهدف إلى تضمين حقوق وشؤون أصحاب الهمم في السياسات والاستراتيجيات والتشريعات والخطط والبرامج والمشاريع الحكومية.
المرحلة المقبلة
وستركز أولويات المرحلة المقبلة بدعم من اللجنة العليا لحماية حقوق أصحاب الهمم برئاسة سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، على مجموعة من المبادرات ومنها وجود قاعدة بيانات دقيقة ومحدثة تخص أصحاب الهمم وتسرع من أخذ القرارات المناسبة وتحديد التدخلات الحكومية اللازمة، وتوفير خدمات صحية استباقية ورعاية متاحة للجميع.
وحماية اجتماعية شاملة تضمن العيش الكريم والجاهزية وقت الأزمات، وسياسة دامجة للتعامل في أوقات الأزمات والكوارث، واستحداث خدمات ومنتجات تلائم أصحاب الهمم وتحفظ حقوقهم، ومواصلة تطوير خدمات التعليم الدامج والدراسات التي من شأنها التطوير والتحسين وضمان التحصيل العلمي للجميع، وتعزيز وتسريع التوظيف الدامج.
قد يهمك ايضاً