الخرطوم ـ جمال إمام
اتَهم بيار أجاك، خريج جامعة "هارفارد"، والناشط السياسي البارز الذي تم احتجازه من قبل المسؤولين السودانيين الجنوبيين منذ ما يقرب من ثمانية أشهر، بتهم التمرد والتخريب، وفقًا لمحاميه.
وفي بيان نشرته "نيوزويك" قال المحامي الدولي لحقوق الإنسان غاريد جينسر، إن أجاك، وهو أب لطفلين صغيرين، مُحتجزًا في جنوب السودان منذ 28 يوليو/تموز من العام الماضي، وتم توجيه تهم "كاذبة" له من قبل مسؤولين من جنوب السودان، يوم الاثنين، مضيفًا أن التهم لا علاقة لها بالقبض المبدئي على موكّله، والذي لم يقدم مسؤولو جنوب السودان بعد تفسيرا له.
وتم توجيه الاتهامات إلى الناشط السياسي البارز، وهو أحد مؤسسي منتدى قادة جنوب السودان للشباب، الذي ينادي بحل النزاع في جنوب السودان، في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2018، والتي قام بها معتقلون آخرون في "البيت الأزرق"، وتم حجزه في مقر جهاز الأمن القومي في البلاد، بتهمة القيام بـ "احتجاج مسلح للفت الانتباه إلى انتهاكات الحقوق في السجن".
وقال جينسر "أجاك، الذي وُلد في جنوب السودان، وجاء لأول مرة إلى الولايات المتحدة في عام 2001 كواحد من الآلاف الذين وجدوا ملجأ لهم في أميركا الشمالية من خلال برامج إعادة التوطين، لم يشارك بأي شكل من الأشكال في التخطيط للاحتجاج أو تنفيذه"، وأضاف أنه في مرحلة ما أثناء الاحتجاج، طلب معتقل مسلح من أجاك إجراء مقابلة مع إذاعة "صوت أميركا"، وهو أمر امتثل المتهم له.
وأوضح جينسر "القصة التي نُشرت بعد ذلك أن أجاك شارك في الاحتجاجات وكان غير مسلح وقال إنه يختبئ في مخبأ سري مع غيره من المدنيين العزل"، وتابع أن أجاك كان أحد المعتقلين العديدين الذين تم احتجازهم في اتهامهم بالاحتجاجات، مع استمرار خريج جامعة هارفارد في مواجهة أي تهم تتعلق باعتقاله.
أقرأ أيضًا :
تجدُّد الاحتجاجات في السودان عقب إعلان الطوارئ واعتقال أطباء في الخرطوم
تخرج أجاك البالغ من العمر 35 عاما من مدرسة هارفارد كينيدي في عام 2009 بدرجة الماجستير في الإدارة العامة في التنمية الدولية وكان يجهز للحصول على الدكتوراه في جامعة كامبريدج في وقت اعتقاله، وتم اعتقاله في تموز من قبل جهاز الأمن القومي في جنوب السودان في جوبا، عاصمة جنوب السودان، بينما كان يستقل طائرة إلى مدينة عويل لحضور حدث نظمته مؤسسة الجيش الأحمر، وهي منظمة أنشأها جنود أطفال سابقون يسعون لمعالجة القضايا الاجتماعية في جنوب السودان.
ومع ذلك، فقد أبلغت عائلة وأصدقاء الناشط مجلة "نيوزويك" في السابق، أنهم يعتقدون أن أجاك قد استُهدف من قبل حكومة جنوب السودان بسبب تغريدة نشرها ينتقد فيها قيادة البلاد ويدعو مواطنيها إلى الاحتشاد "لإحلال السلام".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، في بيان أصدره مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مجموعة من خبراء الأمم المتحدة، بمن فيهم ديفيد كاي، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، دعا سلطات جنوب السودان إلى "الإفراج الفوري عن المدافع عن حقوق الإنسان أجاك" .
وقال خبراء الأمم المتحدة "ندين بأقوى العبارات استمرار اعتقال بيار أجاك ونحث سلطات جنوب السودان على إطلاق سراحه على الفور"، أضافوا "هناك اتجاهًا واضحًا في استخدام الدول لقوانين الأمن القومي ومكافحة الإرهاب لتجريم حرية التعبير والعمل المشروع للمدافعين عن حقوق الإنسان، في تناقض صارخ مع التزاماتهم بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان"ن كما قال الخبراء "يجب على الدول الامتناع عن استخدام تشريعات مشددة للغاية لتجريم الحق المشروع في حرية التعبير".
قد يهمك أيضًا:-
السودان تلغي حكم بجلد تسع متظاهرات
تقرير دولي يفضح خطورة انتهاكات حقوق الإنسان في جنوب السودان لا يمكن تصديقها