واشنطن - يوسف مكي
ينطلق الرئيس الفرنسي "ايمانويل ماكرون" في زيارة رسمية إلى أميركا من المقرر أن تكون في أبريل/نيسان المقبل. وهذه الزيارة تعتبرالوحيدة من نوعها وسيصبح "ماكرون" أول زعيم يمنح شرف "زيارة دولة" تحت إدارة ترامب. وتعتبر "زيارة دولة" هي الأعلى مستوى بين أنواع الزيارات التي تتم بين قادة الدول ورؤساء الحكومات، ولها مراسمها الخاصة وبرامجها المميزة ، إذ تعد أهم أشكال الاتصالات الدولية في مجال البروتوكول الدبلوماسي.
ولا تكون "زيارة دولة" إلا بدعوة رسمية من رئيس الدولة المضيفة لنظيره رئيس الدولة الزائر، فيكون فيها ضيفه شخصياً ويسكن في أحد مقرات إقامته الرسمية حتى نهاية الزيارة. وكقاعدة عامة لا تقام لأي رئيس من نفس الدولة إلا مرة واحدة أثناء مدة حكمه. وتعتبر"أرفع" شكل رسمي لاستقبال رئيس أجنبي, وتتضمن مراسم تشريف عدة بينها حفل في البيت الأبيض.
يأتي ذلك بعد أن أقام ترامب صداقة غير محتملة مع ماكرون في العام الماضي، حيث حضر احتفالات يوم الباستيل في باريس.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض "سارة هوكابي ساندرز" نوايا الإدارة لإرسال الدعوة إلى ماكرون في يناير/كانون الثاني الماضي. ولم يصدر بعدها أي إعلان رسمي أو موعد للزيارة.
وقد اجتمع ترامب مع ماكرون على هامش قمة "الناتو" في مايو/أيار من العام الماضي بعد وصول الرئيس لإجراء جولة في أوروبا حيث حذر القادة من فشلهم في مواصلة التزاماتهم بالإنفاق للتحالف العسكري. وقد اجتمع الرئيسان مرات عدة منذ ذلك الحين، ولكن اللحظة الحاسمة للصداقة جاءت خلال زيارة استمرت 24 ساعة لباريس في يوليو/تموز 2017. و جلس ترامب جنبا إلى جنب مع الرئيس الفرنسي وزوجاتهم لمشاهدة العرض السنوي ليوم الباستيل العسكري ، الذي يمثل اقتحام الباستيل وبداية الثورة الفرنسية.
وتزامن التاريخ أيضا مع الذكرى المئوية لدخول القوات الأميركية إلى الحرب العالمية الأولى، مع وجود أفراد أميركيين في العرض. ويبدو أن ترامب لديه ميل للعروض العسكرية، وكان مسرور وتقاسم الاثنين مصافحة طويلة واحضان. وفي الواقع، كان الرئيس مسرورا جدا من العرض , حيث أمر القادة العسكريين للقيام بعرض سنوي مماثل في أميركا. وأكد الجنرال "جو دونفورد" رئيس هيئة الأركان المشتركة , قائلا أن "يبحثها".
ودعا ماكرون أخيرا ترامب للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وهي الدعوة التي قبلها وأصبح أول رئيس منذ كلينتون للقيام بذلك. إلا أن الأمور لم تكن دائما واعدة جدا للصداقة بين أميركا وحليفتها الأكبر بعد أن دعم ترامب علنا معارضة ماكرون الرئاسية الوطنية "مارين لوبان" خلال الانتخابات الفرنسية. وقال ماكرون لـ "بي بي سي" يوم الأحد، إن الإثنين لديهما الآن "علاقة قوية جدا".