واشنطن - يوسف مكي
انتقد رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو، سياسات التعريفة الجديدة لواردات الصلب والألومنيوم التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قائلا إن ذلك "مهين وغير مقبول وكندا لا تُشكّل تهديدا للولايات المتحدة".
وقال رئيس الوزراء الكندي عبر شبكة "إن.بي.سي" التلفزيونية: "فكرة أننا بطريقة ما نكون تهديدا أمنيا قوميا للولايات المتحدة هي فكرة مهينة بصراحة وغير مقبولة"، وشارك مسؤولون من جهة ترودو وترامب والبيت الأبيض في حرب كلامية منذ إعلان قرار التعريفة الجمعة، مما أثار مخاوف من نشوب حرب تجارية دولية.
وشدّد ترودو في المقابلة التي أجريت معه، على التاريخ الطويل بين الولايات المتحدة وكندا، مشيرا إلى الطريقة التي قاتل بها الجيش من كل بلد، وفكرة أن الصلب الكندي وُجد دائما في العسكرية، إذ إن المركبات العسكرية في الولايات المتحدة تصنع من الألومنيوم الكندي الخاص بك.
وفرض ترامب الجمعة، على كندا والاتحاد الأوروبي تعريفة على واردات الصلب والألومنيوم ودخولها برسوم جمركية إلى الولايات المتحدة بنسبة 25٪ و10٪ على التوالي، ووضع بيتر نافارو مدير مجلس التجارة الوطنية في البيت الأبيض، القضية كمسألة تتعلق بـ"الأمن القومي". وقال نافارو لـ"فوكس بيزنس" إن "هذا الإجراء الخاص بالصلب والألومنيوم لا يتعلق بالممارسات التجارية غير العادلة.. إنه يتعلق بالأمن القومي.. دون واردات من صناعة الصلب والألومنيوم، لن يكون لدينا بلد".
بيّن ترودو أن القرار سيضرّ بالوظائف الأميركية
اعتبر ترودو هذه الحجة للتشديد على ارتباط البلدان المجاورة ببعضها البعض، وقال إن "القرار سيضر بالوظائف الأميركية بالإضافة إلى الوظائف الكندية"، قائلا "حقيقة أن الرئيس تقدّم بهذه التعريفات لن يؤدي فقط إلى الإضرار بالوظائف الكندية.. إن ذلك سيؤذي الوظائف في الولايات المتحدة أيضًا، ولا شيء من هذه الأشياء تريد كندا رؤيته". وردّ ترودو على تحرك الإدارة عن طريق فرض تعريفات انتقامية على سلع أميركية بقيمة 12.8 مليارات دولار، بما في ذلك المعادن وورق التواليت والمايونيز والمناديل، كما هدّد قادة الاتحاد الأوروبي بتوجيه ضربة مضادة.
وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو، إن ترودو "يبالغ في رد فعلها"، وقال كودلو لـ"فوكس نيوز صنداي" إن "القول بأن هذا الهجوم على كندا ليس صحيحًا"، وحارب ترامب أيضا وقال في تغريدة السبت، إن "الولايات المتحدة تخسر الحرب التجارية ويجب القيام بشيء حيال ذلك، فعندما تنفق ما يقرب من 800 مليار دولار في السنة على التجارة، لا يمكنك أن تخسر الحرب التجارية، لقد انتقدت الولايات المتحدة دولا أخرى لسنوات في مجال التجارة، وحان الوقت لكي تصبح ذكية".
ترودو يُحاول مع ترامب شخصيًّا خلال الاجتماع في قمة مجموعة السبع
وتملك الولايات المتحدة فائضا تجاريا يُقدّر بـ8.4 مليارات دولار في السلع والخدمات مع كندا، وفقا لتقرير من مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة، لكن بالنظر إلى التجارة في السلع وحدها فإن كندا لديها فائض قدره 17.5 مليار دولار في العام الماضي، وفقا لنفس تقرير USTR. ومن المقرر أن يستضيف ترودو، ترامب في قمة مجموعة السبع الأسبوع المقبل في منطقة شارلفوا في كيبيك. وقال لشبكة "إن بي سي نيوز" إنه سيحاول مع ترامب شخصيا خلال هذا الاجتماع، وقال إنه يريد "إجراء حوار صريح بشأن المكان الذي يمكننا فيه العمل معا لنمو اقتصاداتنا، ولمساعدة العمال الكنديين والعمال الأميركيين الذين يعملون في نفس الطريقة، لبناء مستقبل أفضل لعائلاتهم".
وفي العام الماضي، واجهت الولايات المتحدة عجزا تجاريا بقيمة 796 مليار دولار مع بقية العالم، وشكلت الصين أكبر حصة من العجز بمبلغ 375 مليار دولار، وتعد كندا أكبر مصدّر للصلب المستورد في الولايات المتحدة، إذ تمثل نحو 17٪ من واردات الولايات المتحدة من الصلب من حيث الحجم، لكن بعض النقاد يتهمون كندا بشراء فولاذ صيني رخيص وإرساله للولايات المتحدة من أجل تحقيق ربح، وتنفي كندا هذا الاتهام وبدأت الأسبوع الماضي تحقيقا في عملية الإغراق التجاري للصلب الصيني.