المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل

تُواجه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، هورست سيهوفر وزير الداخلية وزعيم حزب البافارية، بعد أن هدّد باتخاذ إجراء أحادي الجانب الإثنين في تحدّ غير مسبوق لسلطتها، لكن يبدو أنّ سيهوفر ابتعد ليلة الأحد عن حافة الهاوية وسط تقارير غير مؤكّدة أنه على استعداد لتقديم أسبوعين إضافيين من أجل التوصل إلى حلّ أوروبي.

وقال سيهوفر في مقال افتتاحي لصحيفة "فرانكفورتر لجمايني تسايتونج" إن "الوضع خطير ولكن يمكن التحكم فيه ومن المهم أن تأتي قمة الاتحاد الأوروبي في آخر يونيو/ حُزيران في نهاية المطاف إلى قرارات تعترف بأعباء ألمانيا في سياسة الهجرة"، كما كتب في تعليقات بدا أنها تعكس المزاعم بأنه سيقدم للسيدة ميركل أسبوعين إضافيين، لكن شخصيات بارزة أخرى في حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي (CSU) نفى أن أي اتفاق من هذا القبيل قد تم الاتفاق عليه.

واندلع النزاع الأسبوع الماضي بعد أن منعت السيدة ميركل خطط سيهوفر لإبعاد المهاجرين المسجلين بالفعل في بلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى على الحدود الألمانية، وأصدر لها السيد سيهوفر إنذارا نهائيا، مهدّدا بأن يأخذ الأمور بين يديه ويُصدر أوامر من جانب واحد كوزير للداخلية ما لم توافق على السياسة بحلول الإثنين، وكان من شأن ذلك أن يجعل السيدة ميركل تختار بين إقالته والمخاطرة بانهيار حكومتها، أو التعرض لضربة قاتلة لسلطتها.

وهدّدت وحدة الاتحاد الدستوري الاجتماعي بالانسحاب من ائتلافها إذا تمت إقالة السيد سيهوفر، الأمر الذي كان سيتركها دون وجود أغلبية في البرلمان. والمؤشرات التي كانت ليلة الأحد هي أن السيد زيهوفر ربما كان قد طُعن أولا في المواجهة، لكنه لا يزال يتعين عليه الفوز بدعم في اجتماع الاتحاد الاجتماعي الإثنين.

وقال سيهوفر لصحيفة "فيلت أم زونتاج" في مقابلة أجريت معه الأحد: "لا أحد في الاتحاد الاجتماعي المسيحي مهتم بالإطاحة بالمستشار أو إسقاط الحكومة"، لكن خلف الأبواب المغلقة، أعطى زملاء للحزب رسالة مختلفة، حسب فيلت أم زونتاج، قائلا لهم: "لا أستطيع العمل مع تلك المرأة بعد الآن"، ويزعم أنّ ميركل تسعى إلى إجراء محادثات عاجلة مع حلفاء الاتحاد الأوروبي الرئيسيين على الخطوط الأمامية لأزمة المهاجرين في محاولة لتجنب الأزمة، وإنها تريد التفاوض على صفقات ثنائية مع إيطاليا واليونان والنمسا للسماح لألمانيا بإبعاد طالبي اللجوء المسجّلين بالفعل هناك.

لا توجد خطط رسمية لعقد قمة مع أيّ من الدول قال مُتحدّث باسم السيدة ميركل إنه لا توجد حاليا أي خطط رسمية لعقد قمة خاصة لكنه أضاف: "من نافلة القول إن الحكومة الفيدرالية تجري محادثات مع مختلف الدول الأعضاء والمفوضية الأوروبية بشأن هذا الأمر"، ويقول مُؤيّدو ميركل إنها حجبت خطط سيهوفر بسبب مخاوف من احتمال عرقلة آمالها في تأمين سياسة مهاجرة على مستوى أوروبا في قمة الاتحاد الأوروبي.

يُذكر أنّ حزب الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه ميركل أعلن الأحد، أنه سيضع خطط طوارئ للسعي إلى شريك جديد في الائتلاف في حالة انسحاب اتحاد نقابات العمال، حيث سيخضع الديمقراطيون الأحرار المؤيدون للأعمال (FDP) وحزب الخضر كمرشحين، وجاءت المناورات في برلين في الوقت الذي وصلت فيه السفن التي تحمل أكثر من 600 قطعة من مياه البحر المتوسط ​​ورفضت السماح لها بالهبوط في إيطاليا ومالطا إلى فالنسيا الأحد بعد أن عرضت الحكومة الإسبانية استقدامهم.