القدس المحتلة ـ كمال اليازجي
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أمس الأربعاء، استقالته من حكومة "الائتلاف اليميني" بزعامة بنيامين نتنياهو، احتاجاجا على قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين الفصائل الفلسطينة و"إسرائيل".
ووصف ليبرمان الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية، يوم الثلاثاء، مع حركة المقاومة "حماس" بأنه "استسلام للإرهاب"، داعياً إلى إجراء انتخابات مبكرة. وهاجم ليبرمان قرار وقف إطلاق النار في غزة، قائلا: "وقف اطلاق النار مع حركة حماس، استسلام للإرهاب .. ومن وجهة نظري، لا يمكن الصمت على إطلاق 500 صاروخ باتجاه إسرائيل".
ولطالما طالب ليبرمان بسياسة إسرائيلية أكثر عدوانية في غزة ، ويأتي إعلانه بعد أكثر جولات القتال حدة منذ حرب 2014. واندلعت أعمال العنف التي استمرت يومين بعد أن دخلت القوات الخاصة الإسرائيلية في معركة مميتة مع مقاومين فلسطينيين يوم الأحد الماضي، في ما يبدو أن عناصر القوة الاسرائيلية كانت في "مهمة استخبارية" في عمق القطاع الساحلي حين اصطدموا بنقطة تفتيش تابعة لـ"حماس".
وتبادلت "حماس" و"إسرائيل" هجمات متكررة بالصواريخ والغارات لأشهر ، وغالباً ما تصاعدت الأزمة بسبب إراقة الدماء خلال المظاهرات الفلسطينية السلمية على طول الحدود. وقتل الجنود الإسرائيليون حوالي 170 متظاهراً وجرحوا الآلاف.
وقال مسؤولون في غزة أمس الأربعاء، إن القوات الإسرائيلية قتلت صيادا فلسطينيا يبلغ من العمر 20 عاما بينما كان يعمل بالقرب من شاطئ القطاع. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت النار على رجل في المنطقة نفسها بعد أن اقترب من السياج.
وانتقدت الحكومة الإسرائيلية أيضا قرار رفع الحصار جزئيا عن قطاع غزة هذا الشهر للسماح بدفع شحنات الوقود بالإضافة إلى مبلغ 15 مليون دولار (12 مليون جنيه استرليني) كمعونات قطرية لدفع متأخرات رواتب لآلاف الموظفين المدنيين الفلسطينيين.
وكان نتنياهو قد دافع في السابق عن قراره السماح بادخال المبالغ النقدية الى غزة كطريقة لتفادي "حرب غير ضرورية" وتجنب كارثة إنسانية. كما ادعى يوم الأربعاء أن قادة "حماس" "توسلوا لديه لوقف إطلاق النار".
وقد صوّرت "حماس" الهدنة على أنها نصر ، بينما عمد بضع مئات من الإسرائيليين الذين يعيشون في جنوب البلاد إلى اقفال الطرق واحراق إطارات السيارات ليلة الثلاثاء احتجاجاً على الاتفاق.
وقال مقربون من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه في حال استقالة ليبرمان من منصبه، وزيرا للدفاع، فإن الكنيست سيُحل قريبا.