ستوكهولم ـ صوت الامارات
أشاد السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر، بدور نظيره السعودي محمد آل جابر، قائلاً: أنا "أحترم السفير السعودي لدى اليمن كثيراً. إنه رجل مُعِين ويقدم أفكاراً بنّاءة جداً ويمثل مصلحة بلاده التي تريد للحرب أن تنتهي". ووصف تولر وفد الحكومة اليمنية بأنه "يمثل شتى أرجاء اليمن"، وقال: "عندما أنظر إلى الوفد الحكومي أرى تمثيلاً لمختلف المناطق والأحزاب، وأرى امرأة في الوفد... هذا يؤكد أن الحكومة ممثَّلة بمن كانت أصواتهم مغيّبة عن مستقبل اليمن". وأضاف: "يسرني أن من ضمن أداء الحكومة اليمنية الرسالة التي ترسلها إلى شتى أرجاء العالم بأنهم جاهزون لضم أولئك المناوئين لهم (الحوثيين)، على أن تكون مشاركتهم في الحكومة تعبِّر بأصوات سلمية لا بأصوات السلاح". وأكد تولر أنه "لا يمكن لحكومة في اليمن أن تكون مبنية على أساس عائلة واحدة أو منطقة أو مذهب معين".
كلام السفير الأميركي لدى اليمن جاء في حوار أجرته معه صحيفة "الشرق الأوسط" على هامش جلسات المشاورات اليمنية. وفي ما يلي نص الحوار.
سئل: ما رأيك في المشاورات؟ وهل أنت متفائل؟، أجاب تولر بالقول: إن "الدبلوماسية نجحت بمجرد تمكن المبعوث الأممي من جمع الطرفين هنا، وبالتالي يلتقيان ويتحدثان بعضهما مع بعض، ويعقدان النقاشات... الشكر موصول للمبعوث الأممي مارتن غريفيث والعديد من الدول التي ساهمت في إنجاح ذلك". مضيفاً أن "التوتر الذي لا يزال موجوداً سببه عدم ثقة أي طرف بالآخر... وكما هو معروف هناك عديد من الاتفاقات تمت مع الحوثيين، كل حروب صعدة السابقة انتهت باتفاقيات، حتى عندما دخل الحوثيون صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014 تم التوصل إلى اتفاقية السلم والشراكة الوطنية، وبالتالي هناك خبرة واسعة بين الطرفين في الماضي.
وختم تولر إجابته بسؤال عما بعد السويد: "هل نحن بصدد توصل إلى اتفاقية يخالفها طرف من الأطراف بمجرد أن يوقّعها؟!"، ثم علق بعد ذلك قائلاً: "عند انتهاء هذه المشاورات هنا في السويد سيعود الكل إلى أماكنهم، ويبدأ تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وبالتالي نأمل أن يعود الفريقان بعد عدة أسابيع لمواصلة إحراز المزيد من التقدم في ما بينهم".
نضج الحوثيين
سئل: لطالما اشتهرت هذ العبارة في أحاديثكم... هل نضج الحوثيون سياسياً؟ ما رأيك في ذلك؟ يجيب تولر: "سوف نرى مدى التزامهم بتطبيق الاتفاقيات هنا، وبالتالي هذا النضوج السياسي يتمثل عادةً في الالتزامات، وهي مصحوبة بالفرص".
سألت "الشرق الأوسط" السفير الأميركي حول لقائه مع أعضاء الجماعة الحوثية، فقال: "عقدنا اجتماعاً رسمياً بين السفراء ومجموعة من ضمنهم عضو من الوفد الحوثي"، "لكن هل كان لقاءً مباشراً لك مع الحوثيين في ذلك القصر الجميل؟"، أجاب: "بطريقتي الخاصة كان لي تواصل مع بعض من أفراد فريق الحوثيين في المكان الذي تصفه بالجميل، وهو لقاء جميل بالفعل". وهل كان هذا اللقاء مباشراً؟، ضحك السفير الأميركي قبل أن يقول: "أي لقاء أعقده لقاء رسمي، فأنا السفير الأميركي لدى اليمن 24 ساعة في اليوم". ثم أردف ذلك بالقول: "حقيقةً لا يفوتني أن أشيد بالترتيب الرائع لسكن الطرفين، وهو ما أتاح للجميع فرصاً غير رسمية، وذلك بالتداخل لجميع الأطراف، وذلك بطريقة غير رسمية وبعيدة عن الضغوط".
الكويت والسويد
ينتظر السفير ما سيخرج عن السويد حتى يستطيع الحكم على المشاورات. لكنه يؤكد أنه في الكويت، كان هناك "عمل رائع قام به الجميع رغم عدم التوصل إلى اتفاق، وهذا الإنجاز الذي نريده هنا يتم بناؤه على ما دار في الكويت. ومن وجهة نظري الشخصية أن الطرفين لم يتوصلا إلى اتفاق في الكويت لأن كل طرف اعتقد أنه يستطيع تحقيق مكاسب أكثر من الصراع، وبالتالي لم يتغير أمر واحد خلال العامين ونصف العام الإضافيين من الصراع، ولم يسفر إلا عن مزيد من الضحايا والأزمات لليمن". وأضاف: "بالطبع ما يجدر بالطرفين إدراكه، وبالتحديد حركة الحوثيين، أنه جزء من النضج السياسي أن يدركوا أنهم لن يتمكنوا من تحقيق نصر عسكري واحتكار كيفية تشكيل البلاد وإملاء خياراتهم، الشيء الوحيد الذي يحدث من إطالة الحرب هو مزيد من الدمار للبلاد".
وبسؤاله عن موقع الجولة المقبلة المقترح من المشاورات، اعتبر السفير أن "هذا الأمر يعود إلى المبعوث الخاص، والمكان ليس مهماً جداً. المهم أن تتم مواصلة هذه المناقشات سريعاً على أمل أن تتم خلال عدة أسابيع أو خلال شهر كحد أقصى".
رسائل من اليمن
قبل أن ينتهي اللقاء، سألت "الشرق الأوسط" تولر عن الرسائل التي تَرِده من اليمن، فقال: "أتلقى الكثير من الرسائل من اليمنيين من مختلف أرجاء البلاد. وعلى ضوء وجودي في اليمن فترة طويلة جداً فإن هناك لديّ علاقات مع أشخاص حتى خارج الإطار السياسي، سواء القطاع الرياضي أو التعليمي أو مؤسسات المجتمع المدني. وبالتالي فإن لديهم أملاً أن تكون الأزمة في طريقها للحل، لأن الشعب لم يعد يتحمل أكثر من اللازم". وأضاف: "ما أسمعه كثيراً جداً أن هناك خيبة أمل كبيرة لديهم بسبب اعتقادهم أن قياداتهم لا تعمل لصالحهم، بل تعمل لمصالح حزبية أو أخرى ضيقة جداً. آمل أن تسمع المجموعة هنا بغضّ النظر عن توجهاتها الحزبية إلى هذا النوع من الرسائل وأن تكون تصرفاتهم رداً للوفاء بهذه الاحتياجات للشعب اليمني".