واشنطن ـ يوسف مكي
حثّت "تيريزا ماي" الرئيس "دونالد ترامب" على الكف عن التهديدات بشن حرب تجارية بعد ان صعد الحرب الكلامية مع أوروبا، وأعربت رئيسة الوزراء عن "قلقها العميق" ازاء التصريحات المتصاعدة خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي بعد ظهر الأحد.
وبدأت الجدال في الأسبوع الماضي عندما دعا "ترامب" إلى فرض رسوم جمركية بنسبة 25 % على الصلب المستورد و 10% على الألمنيوم لحماية المنتجين المحليين، ثم بعدها أصدر الاتحاد الأوروبي من خلال اقتراح أنه سيزيد من الرسوم على الدراجات النارية من "هارلي ديفيدسون وبوربون والجينز الأزرق الأميركي"، وقد دفع ذلك بدوره الرئيس الأميركي المتسرع إلى التهديد بتضخيم الضرائب على واردات السيارات من أوروبا.
وقد أثارت التبادلات المتقلبة والمتبادلة مخاوف جديدة حول منطقة التجارة العالمية الكبرى، وفى تلك الأثناء تعهد السيد ترامب بوقف استغلال أمريكا من قبل دول أخرى. ولكن في مكالمة هاتفية بين ماى و ترامب بعد ظهر الأمس، حثته السيدة ماي على الهدوء والتراجع عن رسوم الصلب.
وقالت المتحدثة باسم مجلس النواب البريطانى "ان رئيسة الوزراء اثارت قلقنا العميق ازاء اعلان ترامب، حول الجمارك الخاصة بالصلب والالومنيوم، مشيرة الى ان العمل متعدد الاطراف هو السبيل الوحيد لحل مشكلة الطاقة المفرطة العالمية والتى تصب فى مصلحة جميع الاطراف".
في سلسلة من التغريدات يوم أمس، حذر ترامب من أن الاتحاد الأوروبي يقوم بخداع الولايات المتحدة، وقال "اذا اراد الاتحاد الأوروبى زيادة الرسوم الجمركية والحواجز الضخمة بالفعل على الشركات الامريكية التى تمارس اعمالا هناك، فسوف نطبق ببساطة ضريبة على سياراتهم التى تجيء بحرية فى الولايات المتحدة". وأضاف "أنها تجعل من المستحيل على سياراتنا البيع، وهناك خلل تجاري كبير الأن".
وفي العام الماضي، واجهت الولايات المتحدة عجزاً تجاريا بقيمة 151 مليار دولار مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما يمثل حوالي خُمس العجز التجاري العالمي في الولايات المتحدة وهو 796 مليار دولار. و قال ترامب "إن وظائفنا وثرواتنا تمنح لدول أخرى استفادت منا لسنوات، ويضحكون علينا لا أكثر"
وجاء التصعيد الأخير فى التوترات بعد اعلان الاتحاد الاوروبى عن خطط يوم الجمعة لاستهداف الواردات الرئيسية من الولايات المتحدة. واستجاب للتهديد السيد ترامب برفع 25 % من التعريفات الجمركية على الصلب المستورد و 10 % على الألومنيوم لحماية المنتجين المحليين. وتعتبر هذه الخطوة مدمرة للمصدرين في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وردًا على سؤال حول الخطوة الأميركية قال رئيس المفوضية الاوروبية "جان كلود جونكر" للتلفزيون الالماني "سنضع تعرفة على ’هارلي ديفيدسون على بوربون وعلى الجينز الأزرق ليفيس‘".
وقال المتحدث باسم المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" ان التعريفات الجمركية على الصلب الامريكية ستضر بالتجارة الدولية، وأضاف المتحدث "ان الحكومة الالمانية ستبحث عن كثب فى هذا القرار ثم تقيم التأثير على الاقتصادين الالمانى والاوروبى بشكل عام".