لندن - كاتيا حداد
انتقدت رئيسة الوزراء البريطانية الطبيعة الروبوتية أو الروتينية في قصر "وايت هول" لدى الموظفين المدنيين بسبب محاولتهم انتقادها، حيث رأت تيريزا ماي أن هناك توجه لديهم لمحاولة تفسير ما يعتقدون أنها تريد تقديمه، فهي تريد بدلًا من ذلك أن يعبروا عن أفكارهم الخاصة.
وأضافت ماي في حوار لها مع مجلة "سبيكتاتور": "من وجهة نظر المسؤولين بم يدينون للوزير وماذا يتوقع الوزير هذه أفضل نصيحة ممكنة، ولا تحاول أن تخبرني ما تعتقد أنني أود سماعه ولكنني أود معرفة نصيحتكم وخيارتكم ثم يتخذ السياسيون قراراتهم"، وانتقدت رئيسة الوزراء الخدمة المدنية بقوة بسبب موقفها من مساعدة الأسر التي تعمل بجد.
وعلقت على هذا الموضوع قائلة: "بصراحة أشعر بالإحباط قليلًا عندما يريد النظام تعبئة كل شيء وإنتاج اختصار يمكنهم استخدامه، وأنا أتحدث حول الموظفين العاديين الذين يناضلون قليلًا في حياتهم وقد يعملون في وظيفتين أو ثلاث وظائف لتغطية نفقاتهم، إنهم في الوظيفة ولكنهم قلقون بشأن الأمن الوظيفي ويمتلكون منزلًا وكذلك بشأن دفع الرهن العقاري، إذن لا يمكنك تقييدهم وتصنيفهم ضمن فئة بسيطة، وأشعر بالإحباط عندما تحاول وايت هول أن تفعل ذلك".
وبالنظر لما نراه الآن فإنه يبدو أنها تسخر من سلفها ديفيد كاميرون وتعهدت ماي أنه لن تتجاهل القاعدة الشعبية أبدًا، وأكدت أيضًا: "أنا رئيسة وزراء فقط لأنني عضو في البرلمان ولأن الناخبين في مايدينهيد اختاروني"، وأكدت رئيسة الوزراء أنها تخلصت من عادات كاميرون التي استمرت لسنوات في وجود مستشار يحضر الاجتماع الرئيسي للحكومة الذي يعقد في الساعة 8:30 صباحًا.
وأوضحت تيريزا ماي: "أعتقد أن أحد الفروق الهامة بالنسبة إلى فترة كاميرون هي أن الاجتماعات الصباحية لا تتعلق بالتطورات السياسية بل بشأن ما سأقوم به على مدار اليوم، ونناقش التطورات السياسية في اللجان الفرعية لمجلس الوزراء، لذا وضعت ما يمكن توصيفه بأنه أكثر شيء تقليدي تقوم به الحكومة".
وأشارت ماي بشكل واضح إلى الحقيقة بأنها ضد السياسات التجارية الحمائية التي يريد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تنفيذها، وقالت: "أود أن تكون الولايات المتحدة الرائدة عالميًا في مجال التجارة الحرة"، وأوضحت أنها ستحضر وقائع المنتدى الاقتصادي العالمي الذي سيعقد السنة المقبلة لتثير هذه النقطة معه، وقالت: "أعتقد أنه توجد فرصة حقيقية بالنسبة لنا لأننا يجب أن نتواجد حول العالم لتعزيز تلك الرسالة الخاصة بالتجارة الحرة ولرؤية ما يمكننا تقديمه خارج نطاق الاتحاد الأوروبي".
ومن جانبه أوضح المستشار السابق جورج أوزبورن في نفس إصدار المجلة الذي سيطرح في الكريسماس أنه توصل إلى ما اسماه بالـ "هدنة" مع الزملاء الذين صوتوا لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وكتب عن صديقه مايكل غوف على الرغم من عد ذكر الزميل بوريس جونسون، قائلًا: "لقد قررت أنه لا توجد ضغائن تجاه حملة الاستفتاء للخروج من الاتحاد الأوروبي وما بعده".
وكشف أوزبورن والذي يعمل على إصدار أول كتاب له أنه راهن نائبًا آخر على 50 جنيه إسترليني أن دونالد ترامب سيفوز في انتخابات الرئاسة الأميركية، وأكد: "رأيت الكثير من أوجه التشابه بين حملة ترامب وحملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي", وأوضح أن الشيء الوحيد الذي سيفتقده بشأن الحكومة هو بطاقة الكريسماس.