واشنطن ـ يوسف مكي
سعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمقابلة نظيره الإيراني خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول الماضي، ولكن قوبل طلبه بالرفض، وفقًا لمذكرة الحكومة الإيرانية، حيث كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي، الأحد، أنه "قُدّم بالفعل طلب من الجانب الأميركي، ولكن الرئيس روحاني لم يوافق عليه"، فيما رفض البيت الأبيض الرد على طلبات التعليق على الادعاء.
وطلب ترامب إلى عقد جلسة مع روحاني عقب توجيه انتقاد شديد اللهجة خلال خطاب له أمام أعضاء الأمم المتحدة، وكان ترامب قد انتقد "القادة الإيرانيين لاستخدام موارد البلاد لتمويل الإرهاب بدلا من تحسين حياتهم"، مضيفا أن إيران تحكمها "دكتاتورية فاسدة" و "دولة مارقة مُستنفدة اقتصاديًا وصادراتها الرئيسية هي العنف وسفك الدماء والفوضى"، وأضاف ترامب أنّه "لا يمكننا أن نسمح إلى النظام القاتل بمواصلة هذه النشاطات المزعزعة للاستقرار في الوقت الذي يبني فيه صواريخه الخطيرة، ولا يمكننا الالتزام باتفاق اذا كان يوفر غطاء لبناء برنامج نووي في النهاية"، وكان ترامب قد مزق الاتفاق النووي الذي تفاوض فيه سلفه وأوروبا والصين وروسيا مع طهران ووصفه بأنه "واحد من أسوأ الصفقات وأكثر الاتفاقات التي عقدتها الولايات المتحدة من جانب واحد، وبصراحة، الصفقة تمثل إحراجًا للولايات المتحدة".
وتأكيدًا لكلامه، قال ترامب بعد عدة أسابيع أنّه سيسحب الثقة الاتفاق، ما يضع أمام الكونغرس مدة 90 يوما لاتخاذ قراره في هذا الصدد، ويعمل المشرعون حاليا لإصدار قرار بشأن إعادة فرض العقوبات فورا على إيران بسبب النشاط النووي أو الانتظار لقيام إيران بانتهاك خطير أكثر مما ذكره ترامب، ويريد ترامب من الكونغرس الموافقة على مجموعة من العقوبات التلقائية إذا تجاوزت طهران الحدود التي رفضتها الإدارة حتى الآن، ولا تنطبق العقوبات على الانتهاكات النووية المحتملة فحسب، بل تنطبق أيضا على تجارب الصواريخ البالستي وتمويل التطرّف، وقال ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في خطابه الذي القاه في 19 سبتمبر/أيلول: "لقد حان الوقت لانضمام العالم باسره إلى مطالبة الحكومة الإيرانية بإنهاء سعيها إلى أسلحة الموت والدمار، وقبل كل شيء، يجب على الحكومة الإيرانية التوقف عن دعم الإرهابيين، والبدء في خدمة شعبها، واحترام الحقوق السيادية لجيرانها".
وبعد شهر من إعلانه عن استراتيجيته الجديدة تجاه طهران، قال ترامب إن هذه البلاد تمثل "تهديد، إننا لن نواصل السير على طريق يمكن أن نتوقع أن ينتج عنه المزيد من العنف والمزيد من الإرهاب والتهديد الحقيقي لامتلاك إيران للأسلحة النووية".