واشنطن - يوسف مكي
يبدو أن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المثيرة للجدل الى بريطانيا، قد تم تاجيلها حتى العام 2019 بعد أن تحاشت الملكة اليزابيت الثانية ذكرها في خطابها أمام البرلمان البريطاني أمس الأربعاء. إلا أن البيت الأبيض نفى خبر تأجيل الزيارة وسط مخاوف من أنها ستثير بعض الاحتجاجات الكبرى التي تشهدها البلاد على الإطلاق.
ولم تتطرق الملكة اليزابيت في خطابها أمس أمام البرلمان، الى الزيارة الموعودة بالرغم من أنها أشارت إلى زيارة ملك إسبانيا فيليب وزوجته الملكة ليتيزيا إلى بريطانيا في يوليو/تموز، والتي تُعد الأولى لهما منذ تنصيب فيليب ملكًا لإسبانيا. وكان من المتوقع بداية زيارة ترامب للندن خلال الصيف الحالي قبل أن يتم إرجاؤها إلى الخريف، ولكن يبدو الآن أنها تأخرت بعض الوقت. وعادة ما يُحدد خطاب الملكة جميع الزيارات المرتقبة إلى بريطانيا للعام المقبل.
وفي خطوة غير عادية، قالت الحكومة إنها لن يكون هناك خطاب أخر للملكة لمدة عامين - بمعنى أن زيارة ترامب تبدو وكأنها قد أجلت حتى عام 2019 على الأقل. وكان قرار رئيسة الوزراء تيريزا ماي بمد فترة الدعوة المرغوبة لزيارة ترامب في وقت قريب بعد تنصيبه مثيرا للجدل بشكل كبير، حيث كان من المقرر ان تستضيفه الملكة، وربما في قصر باكنغهام. ولكن من المتوقع ان ينزل المتظاهرون الى شوارع لندن لعرقلة الزيارة في مشهد كان يتوقع ان يكون اكبر احتجاجات في الذاكرة الحية.
وتزايد الغضب الشعبي البريطاني تجاه ترامب في الأسابيع الأخيرة بعد أن هاجم الرئيس الأميركي علنًا عمدة لندن صادق خان على رده على الهجمات الإرهابية الأخيرة على العاصمة البريطانية. وكان فهناك استعداد لاحتجاجات ضخمة وربما عنيفة مع تقارير أن تكاليف حماية الشرطة للزيارة وحدها يمكن أن تكلف 10 ملايين جنيه إسترليني، مما يجعل تكاليف الزيارة الأغلى في التاريخ.
ومن شأن مشاهد من المتظاهرين الغاضبين يخرجون إلى الشوارع الضغط على رئيسة الوزراء المحاصرة بالفعل بعد خسارته اغلبيه البرلمان. في حين أنه سيضع المزيد من الضغط على الشرطة الذين يعانون بالفعل من التعامل مع العدد الهائل من الهجمات الإرهابية والمؤامرات التي شُنت ضد المملكة المتحدة. ومن المرجح أن يكون رد ترامب، الذي يشتهر جدا بالنقد العام، سيئًا إذا تعطلت الرحلة من قبل المتظاهرين الغاضبين.
وقال المتحدث الرسمي باسم ماي إن زيارة دولة ترامب قد حذفت من الخطاب لأنه لم يتم تحديد موعدها. وقال: "لقد تم تمديد الدعوة وقبولها." ولم يرد المتحدث عندما سئل عما اذا كانت الزيارة ستحدث فى عام 2017، كما أُعلن عندما وجهت ماي الدعوة في كانون الثاني/ يناير الماضي.
يذكر أنه كان من المقرر أن تبدأ زيارة الملك الاسباني فيليبي وزوجته الملكة ليتيسيا في مطلع حزيران / يونيو ولكن تم تأجيلها حتى لا تتصادم مع الانتخابات المفاجئة. وكانت الملكة قد قامت بزيارة الى اسبانيا عام 1988.