أولان باتور ـ علي صيام
يستعد العالم للاجتماع بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بشأن التفاوض على نزع الأسلحة النووية الكورية والتخلّص منها، ولكن حتى الآن لم تستقر الدولتان على الدولة المحايدة التي سيلتقيان فيها، حيث من المستحيل أن يتقابلا في بلد كل منهما.
طائرة أون القديمة ترجّح كفة منغوليا
ويمكن أن تكون دولة منغوليا هي الدولة الواقع عليها الاختيار لعقد المحادثات التاريخية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون، فستكون دولة محايدة لكلا الرئيسين، كما أن طائرة أون تعود إلى الحقبة السوفيتية، ويجب أن تتوقف للتزويد بالوقود، وبالتالي لن تتمكن من الطيران لأكثر من 2000 ميل، وهي من نوع "IL-62"، ويعتقد الخبراء أنه من غير الواضح ما إذا يمكنها الطيران بأمان للأماكن البعيدة.
ويقول دين تشينغ، الباحث في مركز الدراسات الآسيوية التابع لمؤسسة "هيريتدغ"، إن فكرة أن جميع طائرات كوريا الشمالية قصيرة المدى، معلومات غير دقيقة، وأشار إلى أن البلاد تمتلك أيضا طائرتين من طراز "توبوليف تو -2020" التي يمكنها الطيران إلى مسافة 3600 ميل، وأيضا تم تصنيع طراز "Tu-204" لتنافس طائرات شركة "Boeing 757" وتشابهها.
وسواء استطاعت طائرة كيم الطيران إلى مسافات طويلة بأمان، أو أن زعيم كوريا الشمالية يريد القيام برحلة طويلة، فإن تشينغ له وجهة نظر أخرى، حيث قال" في نهاية المطاف أعتقد أن السؤال الحقيقي سيكون، ما هي القيود التي اختارها كيم جونغ أون لفرضها؟، هذا الأمر الأكثر قلقًا من أي شيء آخر وربما يكون العامل الحاسم، وإلا لن نذهب إلى بيونغ يانغ".
استضافت سابقا الاجتماعات الكورية اليابانية
ونظرًا للقيود المُتوقعة على سفر كيم، برزت "أولانباتار" عاصمة منغوليا كخيار أول لاستضافة القمة التي تقول الحكومة الأميركية إنها من المحتمل أن تُعقد في الأسابيع الستة المقبلة، وقد استضافت محادثات بين المسؤولين اليابانيين والحكومة الكورية الشمالية في أكثر من مناسبة من قبل، بينما أشار رئيس منغوليا السابق، تساخياجين إلبغدوري، إلى تلك المحادثات في تغريدة في مارس / آذار الماضي، ودعا ترامب وكيم إلى عاصمة بلاده، قائلا" كسرًا للجمود طال انتظاره!، وهنا أقدم عرضي: الرئيس الأميركي ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم، التقيا في منغوليا، في المكان الأكثر ملامة ومحايدة، عقدت هنا الاجتماعات المهمة، بما في ذلك بين اليابان وكوريا الشمالية".
استخدم كيم القطار إلى الصين
وتعد رحلة كيم الخارجية الوحيدة المعروفة منذ أن أصبح زعيما لكوريا الشمالية في عام 2011 هي زيارته في مارس/ آذار الماضي إلى العاصمة الصينية بكين، وقد وصل إلى هناك بالقطار، وهو وسيلة نقل أخرى يمكنه الاستفادة منها، وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ذهب ترامب إلى بكين وسط ضجة كبيرة، في زيارة استغرقت عدة أيام، وتفاخر بسيره على السجادة الحمراء في المطار، وتحدث في اليوم التالي في قاعة الشعب الكبرى، ولكن بكين تعد موقعا سياسيا صعبا بالنسبة لترامب في الوقت الحالي، حيث سيتعرض للضغط إذا ذهب إلى هناك للتفاوض خاصة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث أن الدولتان تواجهان حاليا مواجهة بشأن التعريفات الجمركية التى يقلق المحللون من أنها بداية لحرب تجارية.
ويسلّط ترامب بعض الضوء هذا الأسبوع على المواقع التي هي قيد النظر لعقد اجتماعه مع كيم، وذلك خلال يومين من المحادثات مع الحكومة اليابانية في ولاية فلوريدا، وقال الرئيس إنه يجري استعراضا لخمسة أماكن، ليس من بينها الولايات المتحدة، حيث من غير المعقول أن يسافر ترامب إلى بيونغ يانغ للتحدث مع كيم، الذي يختبر القذائف النووية والصواريخ البالستية غير المشروعة، ومع ذلك، تظل بانمونغوم، وهي مدينة تقع داخل المنطقة المنزوعة السلاح بين الشمال والجنوب، موقع احتمالي، وستكون بمثابة موقع لمحادثة مماثلة يوم الجمعة المقبل بين كيم ومون غاي إن، رئيس كوريا الجنوبية.
جينيف وعدة دول أوروبية بين الخيارات واستضافت جنيف، في سويسرا، اجتماعا في عام 1985 بين الديكتاتور السوفييتي السابق ميخائيل غورباتشوف والرئيس الأميركي رونالد ريغان، وعرضت السويد مباشرة تسهيل المحادثات مع كوريا الشمالية، مما يشير إلى أن ستوكهولم تدخل ضمن قائمة الدول المحتملة، كما يُعتقد أن دولتين أوربيتيين أخريين هما حصانان أسودان للقمة، حيث فنلندا والنرويغ، فقد زار تشوي كانغ إيل، وهو مسؤول في وزارة الخارجية الكورية الشمالية، هلسنكي في فنلندا في آذار من خلال بكين، وأيضا أوسلو في النرويغ حيث التقى زعماء الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في مايو/أيار من عام 2017 للتفاوض على إطلاق سراح الطالب الأميركي أوتو وارمبير، مكانا محتملا.
وصرّح الرئيس ترامب يوم الثلاثاء الماضي أن التخطيط لللقائه بزعيم كوريا الشمالية لا يزال جاريا، وربما يكون في أواخر آيار أو أوائل يوينو/ حزيران، قائلا " أتطلع إلى لقاء كيم جونغ أون، وأتمنى أن يكون لقاءا ناجحا، وربما يكون كذلك وربما لا، لا نعرف، ولكن ما يمكنني قوله، إنهم يحترموننا، ونحترمهم وسنرى ماذا سيحدث"، كما هدّد يوم الأربعاء بعدم حضور المحادثات إذا لم يبدو أنها مثمرة نحو تحقيق الهدف النهائي المتمثل في نزع الأسلحة النووية الكورية الشمالية، رغم أنه ما زال يأمل في أن يعقد الاجتماع وأن يكون ناجحا.