واشنطن ـ يوسف مكي
أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على متانة العلاقات الأميركية البريطانية، وذلك أثناء لقائه وزيرة الخارجية البريطانية، تيريزا ماي، في المؤتمر الاقتصادي العالمي دافوس في سويسرا، في محاولة منه لتكذيب الشائعات الخاطئة بعدم اتفاق البلدين، وتحدث ترامب صباح يوم الخميس في أول ظهور له منذ وصوله سويسرا، والتقطت صورا مع ماي بعد إلغائه زيارته المقررة إلى لندن هذا الشهر، وبعد صدام مع مسألة الهجرة والمخابرات، ونشره العديد من التغريدات اللاذعة.
وقال ترامب للصحافيين في دافوس " أنا ورئيسة الوزراء نتمتع بعلاقة عظيمة، رغم أن بعض الناس لا يصدقون ذلك، ولكن أخبركم الحقيقة، وأكن لها احتراما عظيما وللمهمة التي تقوم بها، وأعتقد أن شعور الاعجاب مشترك كثيرا بيننا"، وأثناء حديثه، كانت ماي تبتسم وتهز برأسها في كثير من الأحيان، في إشارة إلى الموافقة على ما يقوله، وأضاف أنّه "أريد فقط تصحيح الشائعات الخاطئة بكل صدق، نحن نحب بلادنا واعتقد أنه أمر عظيم".
ويمتلك ترامب العديد من ملاعب الغولف في المملكة المتحدة، وقد أكد على التعاون الأمن والعسكري بين البلدين، قائلا إن الولايات المتحدة وبريطانيا انضما سويا حين تعلق الأمر بالجيش، وفي رد على كلمة ترامب، أكدت رئيسة الوزراء في كلمتها على العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة وبريطانيا، ولكن لم تتطرق إلى العلاقة الشخصية بينها وبين ترامب، كما فعل الرئيس الأميركي، وقالت " كما تقول حظينا بمناقشة مثمرة اليوم، ونواصل ذلك وسط العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة، نقف بجانب بعضنا كتف بكتف لأننا نواجه التحديات نفسها حول العالم".
ووصل ترامب إلى سويسرا يوم الخميس، حيث يحاول عرض أجندته وشخصيته هناك، ليدفع بشعار حملته الانتخابية "أميركا أولا" في المؤتمر السنوي، وتركز المؤتمر الخاص بمليونرات العالم ورؤساء مجالس إدارة الشركات حول ترامب، حتى قبل وصول طائرة سلاح الجو الأميركي إلى زيورخ، ومن ثم استقل ترامب طائرة مارينز إلى جبال الألب السويسرية في دافوس، ولوح ترامب بيده إلى الكاميرات حين وصل، قبل توجهه فورا إلى التجمع السنوي لقادة الدول ورجال الأعمال، حيث التقى بتيريزا ماي هناك في اجتماع خاص بينهما.
واتجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الانعزال والحماية في تعليقاتها الخاصة بالمؤتمر الاقتصادي، بينما انتقد الرئيس الفرنسي بغضب موقف ترامب من الاحتباس الحراري العالمي، وتوقع مستشارو ترامب أنه سيدافع باستماته عن سياسته الخاصة بأميركا أولا، في خطبة سيلقيها يوم الجمعة، وسافر ترامب إلى دافوس بدون زوجته ميلانيا، حيث ألغت رحلتها بعد شائعات بأن زوجها كان على علاقة بنجمة أفلام إباحية.
ويخطط ترامب إلى التواصل مع قادة العالم في المؤتمر، كما أنه سيلتقي على قادة الأعمال الأوروبيين في محاولة لإقناعهم بالاستثمار في الولايات المتحدة، ولم يكن متوقعا حديث ترامب عن روبرت مولر، المسؤول عن التحقيقات في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية، حيث التحقيق معه، وقال ترامب "أتطلع إلى ذلك، وسأفعلها بعد أداء القسم". ويأتي المؤتمر هذا العام تحت عنوان "خلق مستقبل مشترك في عالم محطم".
وأدان ماكرون الذي حصل على دعوة لزيارة الولايات المتحدة، تصريحات ترامب بشأن الاحتباس الحراري، حيث قال الرئيس الأميركي "حين تصل هنا وترى الثلح، من الصعب تصديق وجود احتباس حراري"، وكشف وزير التجارة الأميركي، ويلبور روسس، عن إجراءات أميركية تجارية جديدة في طريقها للتنفيذ، وتعليقا على ذلك، حذر جاك ما، الرئيس التنفيذي لشركة أليبابا، من استخدام التجارة كسلاح، قائلا "من السهل شن حرب تجارية، ولكن من الصعب إيقاف الكوارث الناجمة عن الحرب".
ويستخدم ترامب رحلته لممارسة بعض الدبلوماسية، حيث التقى برئيسة الوزراء البريطانية، وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الرواندي والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، باول كاغيم، ، والرئيس السويسري الآن بيرسيت.