الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدء وقف إطلاق النار في سورية، مع ضمان روسيا وتركيا لذلك، ووافق على خفض الوجود العسكري الروسي في سورية، وأصدرت القيادة العسكرية السورية، بيانًا أعلنت فيه عن وقف وطني شامل للأعمال العدائية، اعتبارًا من منتصف الليل، ووافق الائتلاف الوطني للمعارضة السورية على وقف إطلاق النار، وأوضح أحمد رمضان المتحدث باسم الائتلاف، قائلًا "يعرب الائتلاف عن تأييده للاتفاق، ويحثّ كافة الأطراف على الالتزام به".

وأضاف بوتين "تم توقيع ثلاث وثائق الأولى بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة، لوقف إطلاق النار في الأراضي السورية، أما الثانية فعبارة عن مجموعة من التدابير، لتحقيق وقف إطلاق النار، أما الوثيقة الثالثة فكانت إعلان عن الاستعداد لبدء محادثات السلام"، وبيّن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الجيش السوري يستعد لوقف جميع العمليات عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي، موضحًا أن المجموعات المتمردة التي وقعت على وقف إطلاق النار تضم 62 ألف مقاتل، وأشار إلى أن المفاوضات كانت مستمرة منذ شهرين، لتأمين الهدنة، وذكر وزير الخارجية التركي ميلفوت جاويش أوغلوا مسبقًا، أنهم كانوا يعملون من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، لإنهاء الصراع الذي بدأ عام 2011.

وعلى الرغم من الصراع بين تركيا وروسيا إلا أن الدولتين عملتا معًا بشكل مكثف، لتحقيق وقف إطلاق النار بعد سقوط حلب في أيدي النظام السوري، الأسبوع الماضي، في عملية لم تشترك فيها الولايات المتحدة، ويأتي وقف إطلاق النار في البلاد في أعقاب الاتفاق الذي توسطت فيه تركيا وروسيا، والذي سمح بإخلاء عشرات الآلاف من المدنيين، وكانت أنقرة وموسكو على طرفي النقيض في الحرب الأهلية السورية، وتسعى تركيا إلى إزالة الرئيس السوري بشار الأسد، والذي تدعمه روسيا وإيران، إلا أن البلدين بدأتا مؤخرًا التعاون بشكل وثيق في سورية، وبخاصة بعد صفقة الصيف، لتطبيع العلاقات التي تضررت من إسقاط طائرة حربية روسية، بواسطة تركيا العام الماضي، ونجت علاقة البلدين من واقعة اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوف، بواسطة شرطي تركي خارج الخدمة الأسبوع الماضي.

وأعلن جاويش أوغلو أنه في حال نجاح وقف إطلاق النار، ستعقد المفاوضات السياسية بين نظام الأسد والمعارضة في أستانا عاصمة كازاخستان، مشيرًا إلى أن محادثات أستانا التي يشرف عليها تركيا وروسيا ليست منافسة لمحادثات الأمم المتحدة في جنيف في الأعوام الأخيرة، وأضاف جاويش أوغلو "هذه ليست بديلة لمحادثات جنيف لكنها خطوة تكميلية"، وأوضح جاويش أوغلو أنه من الضروري للمقاتلين الأجانب مغادرة سورية بما في ذلك أولئك الذين تدعمهم طهران من جماعة حزب الله الشيعي اللبناني، وتابع "يجب على حزب الله العودة إلى لبنان"، ولم تتضح وجهة نظر إيران بشأن هذا الاقتراح.

ويأتي تعاون أنقرة مع موسكو وسط توتر متزايد بين تركيا والولايات المتحدة، وشنّت تركيا عملية طموحة شمال سورية، في 24 أغسطس/ أب، لدعم المتمردين السوريين المؤيدين لأنقرة، بهدف الإطاحة بالجهاديين والميليشيات الكردية من المنطقة الحدودية، وأوضحت أنقرة أنها لم تتلق أي دعم من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة، في ظل سعي قواتها لاستعادة بلدة الباب من أيدي "داعش". وانتقد جاويش أوغلو عدم وجود دعم جوي من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة واتهم أميركا مرارًا بتسليح المقاتلين الأكراد الانفصاليين، وهاجم الرئيس التركي أردوغان واشنطن هذا الأسبوع متهمًا إياها بدعم "داعش" والمنظمات المتطرفة، ويقصد بها الجماعات الكردية، مضيفًا "إذا كنت تقدم جميع أنواع الأسلحة إلى المنظمات الإرهابية في هذه المنطقة، ثم تقول أنك لا تعطيهم الأسلحة لكننا نعطيهم ذخيرة فقط فنحن لن نقبل بهذا".