القاهرة - صوت الامارات
كشف الباحث المصري في شؤون الجماعات الاٍرهابية عمرو فاروق، أن "أيمن الظواهري كان يعاني أمراضا مزمنة على مدار السنوات الماضية"، مرجحا أن تكون وفاته "طبيعية"، موضحصا: "في حال قتل واستهداف الظواهري على يد عملاء تابعين للقوات الأميركية في المنطقة الواقعة بين أفغانستان وإيران، كانت الخارجية الأمريكية، أو من ينوب عنها أعلنت ذلك الخبر لكافة وسائل الإعلام الأجنبية والعربية، لكونه يمثل رأس تنظيم إرهابي متطرف أشعل منطقة الشرق الأوسط من تسعينات القرن الماضي، وارتكزت تحركاته ضد المصالح الأمريكية والغربية اتفاقا مع استراتيجية (العدو البعيد)، التي وضع حدودها أسامة بن لادن وسار على نهجه الظواهري".
وأضاف: "تنظيم القاعدة يعيش حاليا حالة من الفراغ التنظيمي لاسيما بعد وفاة الظواهري، ومن قبله أبو محمد المصري (عبد الله أحمد عبد الله) الرجل الثاني في التنظيم، والذي تم استهدافه منذ وقت قصير برفقة ابنته مريم زوجة حمزة بن لادن في إيران أكتوبر الماضي على يد عملاء إسرائيليين، فضلا عن حسام عبد الرؤوف المكنى بـ(أبو محسن المصري) المسؤول الإعلامي للتنظيم في الشهر ذاته".
وأوضح فاروق، أنه "من المرجح أن يكون المسؤول العسكري للتنظيم القاعدي محمد صلاح زيدان (سيف العدل)، أحد مكونات معادلة البقاء والتمدد للتنظيم، لكونه جاء ضمن الآلية التنظيمية التي استقر عليها مجلس شورى التنظيم عام 2016، وكونه يمثل أيضا المرجع والخبير العسكري المؤثر في قطاعات وفروع التنظيم التي أصابتها الهشاشة والتفكك".
وأكد الخبير المصري على أن "(سيف العدل)، من الممكن أنه مختبئ في المنطقة الواقعة بين الحدود الأفغانية والإيرانية، فضلا عن تأكيد بعض التقارير الاستخباراتية، والتي تشير إلى تنقله في العمق الإفريقي، لترتيب المشهد القاعدي، نظرا لعلاقته المتشعبة بعدد من القبائل الصومالية تحديدا".
وشدد فاروق، على أن "وفاة أيمن الظواهري، ربما ستربك المشهد القاعدي بشكل كبير في ظل ضعف القيادة المركزية مقابل قوة الفروع المنتشرة في آسيا وإفريقيا، وربما تكون هناك إشكالية لطرح شخصية أخرى بعيدة عن سيف العدل، لتولى مهام التنظيم".
وقال، إن "أكبر إشكالية تواجه خليفة الظواهري، هي تعرض الكيان القاعدي لاستراتيجية تجفيف منابع الاستقطاب والتجنيد للعناصر الجدد التي تضمن الخروج من دائرة الفناء والجمود التنظيمي، فضلا عن محاولة إثباته لأتباع التنظيم وروافده، على أن يكون بديلا لأسامة بن لادن وأيمن الظواهري، ومن ثم ربما ينشط التنظيم في تنفيذ عمليات ممنهجة على المرحلة المقبلة تستهدف المصالح الأمريكية والغربية في الشرق الأوسط أو في العمق الأوروبي".
وفي سياق متصل أفادت مصادر مطلعة في أفغانستان وباكستان يوم الجمعة، بأن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري توفي في أفغانستان لأسباب طبيعية "على الأرجح"، وفي هذا الصدد نقلت صحيفة "عرب نيوز" في تقريرها، عن 4 مصادر أمنية على الأقل في باكستان وأفغانستان تأكيدها مقتل الظواهري، مضيفة أن اثنين منهم قالا، إنه "توفى"، ومع ذلك، فقد تحدثوا بشكل غير رسمي لأنهم غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام".
وذكر التقرير أن "الظواهري (69 عاما)، ظهر آخر مرة في رسالة مصورة في ذكرى هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة العام الجاري"، وبحسب تقرير للأمم المتحدة حول أنشطة الجماعات الإرهابية من جميع أنحاء العالم صدر في يوليو الماضي، كانت القاعدة تنشط سرا في 12 مقاطعة أفغانية وظل زعيمها الظواهري متمركزا في أفغانستان.
وقدرت الأمم المتحدة العدد الإجمالي لمقاتلي القاعدة في أفغانستان بين 400 و600 مقاتل، حيث أشارت الصحيفة إلى أنه "في حال تأكد هذا التطور، فمن المحتمل أن يخلق فراغا عميقا في قيادة القاعدة، حيث قتل مؤخرا اثنان من كبار القادة على الأقل كان من المرجح أن يكونا في الصف ليحلا محله".
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي، أن "الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، والمتهم بالمساعدة في تدبير تفجيرات 1998 التي استهدفت سفارتين أمريكيتين في إفريقيا، قتل في إيران في أغسطس الماضي على يد عملاء إسرائيليين يتصرفون بأمر من الولايات المتحدة".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولي المخابرات، أن "عبد الله أحمد عبد الله، الذي أطلق عليه الاسم الحركي (أبو محمد المصري)، قتل برصاص رجلين على دراجة نارية في شوارع طهران في أغسطس /آب الماضي"، وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قتلت قوات الأمن الأفغانية "أبو محسن المصري"، وهو شخص آخر على قائمة مكتب التحقيقات الفدرالي، بينما أعلنت الحكومة الأفغانية هذا الشهر أنها قتلت "قائدا بارزا آخر في القاعدة".
قد يهمك ايضاً :
فرنسا تعلن مقتل قيادي بارز بتنظيم القاعدة في مالي
الخلاف يشتعل بشكل ملحوظ بين زعيم تنظيم "القاعدة" وأبو محمد الجولاني