لندن ـ سليم كرم
كشف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق, ديفيد كاميرون, أنه لم يتخذ قرارات حاسمة بشأنه مستقبله المهني بعد استقالته من منصب رئيس الوزراء، إلا أن هناك عدة تلميحات منذ تركه داوننغ ستريت في يوليو/ تموز تشير إلى أنه سيقضي العام المقبل في كتابة مذكراته والتي ستجمع ملايين الجنيهات لتوفير الموارد المالية للعائلة، ويقول حلفائه أنه يأمل في التفوق على ربح توني بلير الذي تلقاه من كتاب سيرته الذاتية "الرحلة" والمقدر ب 4.6 مليون أسترليني الذي نشر عام 2010، وتبرع رئيس الوزراء العمالي الأسبق بكافة العائدات للمؤسسة العسكرية الخيرية البريطانية "The Royal British Legion"، وحصل السيد كاميرون على 75 ألف أسترليني معاش في اللحظة التي خرج فيها من مكتب داوننغ ستريت، وأشارت شائعات إلى انضمامه للدائرة المربحة للمتحدثين بعد العشاء والتي يستغلها كبار الساسة للحصول على المزيد من المال بشكل أكبر عما كانوا في منصبهم، وأوضح أصدقاء كاميرون أنه يتطلع إلى إنشاء مؤسسة فرص الحياة لتحسين فرص المحرومين في المجتمع، ومن المعلوم أنه يخشى أن تعد هذه الخطوة بمثابة تدخل في أجندة حكومة السيدة ماي إلا أن استقالته تسمح له بمواصلة هذا المسار.
وتتطابق فكرة كاميرون مع مؤسسة كلينتون وهي شبكة عالمية خيرية أسسها بيل وهيلاري كلينتون بعد مغادرة البيت الأبيض والتي وجهت الطموحات الخيرية للزوجين، وأشار كاميرون في تصريحات استقالته اليوم إلى إنشاء مؤسسة خيرية، كاشفا عن رغبته في دعم القضايا المحلية والوطنية والدولية التي ظهرت في فترة رئاسته للوزراء، مضيفا " لا زال هناك الكثير لفعله"، ومن المتوقع أن يتبع كاميرون خطى بلير في محاولة لزيادة امبراطورية أعماله التجارية العالمية، ولعب كاميرون دورا مؤثرا في العالم كرئيس للوزراء وتساعده شبكة علاقاته الواسعة على الحصول على دور استشاري مدفوع جيدا عبر العالم، وربما تكون الأدوار التنفيذية في بعض المنظمات منخفضة المستوى لكنها مربحة طريقا سهلا لزيادة رصيد كاميرون المصرفي، وهو الطريق الذي اتخذه جون ميجور بعد استقالته كرئيس للوزراء.
ولن يضطر كاميرون بعد استقالته كرئيس للوزراء إلى الاعلان عن أرباحه ما يزيل عقبة كبيرة أمامه بشأن توقيع عقود ذات أموال طائلة مع الشركات أو الحكومات الأجنبية وهو ما لن يضطر إلى توثيقه شهريا في سجل النواب حيث يجب على النواب إعلان أي دخل يتلقوه يزيد عن 100 أسترليني، وأوضح المساعدون أنه من غير المرجح أن يتخذ كاميرون أي وظيفة ذات أموال طائلة خلال 21 شهرا المقبلة، والتي تعد عام الفجوة قبل إعادة ظهوره إلى الأضواء، إلا أن تقاعده يشير إلى احتماليه حصوله على مستقبل قريب مربح، وذكر كاميرون عند سؤاله عن طموحاته المهنية المستقبلية " لم أتخذ قرارا حاسما بعد وأحتاج للتفكير في ذلك، القرار الوحيد الحاسم الذي اتخذته هو ترك مجلس العموم والتوقف عن منصب رئيس الوزراء، بقلق ثقيل لأني أحب عملي لكني أعتقد أنه لم يعد مجديا لرئيس وزراء استقال في ظروفي بكل ما تحتاج فعله الحكومة الجديدة، وبالنسبة لقضايا المستقبل فسوف أتخذ قرار بشأنها في المستقبل، وأرغب في مواصلة دعم القضايا المحلية والوطنية والدولية التي كانت طرفا في فترة رئاستي للوزراء، حيث أعتقد أننا حققنا بعض التقدم ولكن ما زال هناك الكثير لنفعله".
وتوقع أصدقاء عائلة كاميرون أن وظيفة سامانثا ستتخذ المزيد من الأولوية الأن بعد تحرره من السياسة، وأضاف أحد الأصدقاء بعد استقالته مع كاميرون من داوننغ ستريت " ديفيد سيضعها في المقام الأول حاليا"، ومن المتوقع سعى سامانثا للصعود في عملها المربح مع شركتها للسلع الفخمة "سميثون" بعد أن أصبحت العائلة بعيدة عن الرقابة العامة، ومن المفهوم تخطيط سامنثا لإطلاق أزياء خاصة بها بالتعاون مع المساعدة والمصممة إيزابيل سبيرمان والتي أحدث صدى في قائمة استقالة الشرف لكاميرون.