غزة ـ محمد حبيب
غزة ـ محمد حبيب أكد مدير مكتب قناة "الجزيرة" الفضائية في قطاع غزة وائل الدحدوح على ضرورة أن يكون الصحافي الفلسطيني دائمًا على أتم الاستعداد، كون قطاع غزة منطقة أحداث وبؤرة ساخنة، متوقعًا أن يشن الاحتلال الإسرائيلي حربًا جديدة على غزة في أي وقت، موضحًا أن من يحدد الوقت هو الواقع المفروض على الشعب الفلسطيني ومجريات الأمور والأحداث المتابعة. وقال الدحدوح في مقابلة خاصة مع "مصر اليوم": إن الاستعدادات لمثل هذه الحروب من قبل الإعلامي الفلسطيني ليست كافية، بسبب عدم وجود المعدات الصحافية كافة اللازمة لتغطية مثل هذه الأحداث الكبيرة، وذلك بسبب الحصار، وما يدخل للصحافي من المعدات قليل جدًا، ولا يفي بالغرض. وعن الاستعدادات المهنية قال الدحدوح "نحن جاهزون لتغطية أي عملية عسكرية، رغم أننا لا نرغب في حدوث مثل هذه الأحداث، ولكن هذا عملنا وقدرنا". وأشاد الدحدوح بدور الإعلام الفلسطيني في الحربين الأخيرتين على غزة، مؤكدًا أنه كان مشّرفًا، ويتناسب مع الحدث، في ظل الإمكانات القليلة والعراقيل الكثيرة والاستهداف المباشر الذي كان يتعرض إليه الصحافي الفلسطيني، هذا ما يجعله مميزًا ومحل دراسة من قبل الصحافيين الدوليين في مختلف دول العالم، للاستفادة من تجربة الصحافي الفلسطيني. وأشار الدحدوح أن الصحافي الفلسطيني تمكن من تحويل الحرب من أرض الواقع إلى حرب على الهواء مباشرة، وهذا لم يحدث إلا في غزة، على الرغم من أن الصحافيين دفعوا ثمنًا باهظًا، وضحوا بأرواحهم في سبيل إيصال الحقيقية. وواصل حديثه "يتوقع الصحافي الفلسطيني أن يتحول في لحظة إلى ضحية وخبر وصورة، ولكنه يتعالى على كل ذلك، لتصل الحقيقة للعالم بأسره". وأوضح الدحدوح أن الأحداث التي جرت في غزة طوال السنوات السابقة كانت مؤهلاً جيدًا للصحافي الفلسطيني، حيث أكسبته الخبرة الجيدة لنقل الحدث على الهواء مباشرة . وأشار الدحدوح أن الفضائيات العربية والأجنبية استفادت من وسائل الإعلام الجديد في إحداث التغيير التي جرى أخيرًا في الدول العربية، وذلك بسبب التكتيم الإعلامي الكبير الذي كان موجودًا آنذاك، حيث أصبح في إمكان المواطن العادي أن يتحول لصحافي من خلال تصويره بكاميرته الشخصية أو بهاتفه المحمول ما يحدث أمام عينيه وينقله للعالم أجمع في ما بعد، ويشاهده آلاف بل ملايين المشاهدين. وأضاف "على الرغم من هذه المميزات إلا أنه يجب عدم أخذ كل ما يصدر عن الإعلام الجديد من دون تأمل ووقفة جادة عنده، لأنه في كثير من الأحيان ليس كل ما يصدر عنه دقيق، بل يحتاج الى فرز وتنقية وإزالة لكل الشائعات والشوائب التي تعلق فيه". ونوه الدحدوح أن كثير من الفضائيات وقعت في هذا الخطأ عندما أخذت من هذه المواقع معلومات على أنها مؤكدة، وتبين فيما بعد عدم صحتها فيجب الدقة، وعندما تتوفر، ويتأكد الإعلامي من صحة هذه المعلومات يحق له نشرها فجزء من الصحافة، وجزء من حق المشاهدين معرفة كل ما يجري حولهم. وتحدث وائل الدحدوح عن الانقسام الفلسطيني، وأثره الواضح على الصحافي الفلسطيني، حيث إنه ترك بصمة وتأثيرات سلبية على كل الواقع الفلسطيني بكل تفاصيله، وبما فيه الواقع الإعلامي. وأضاف "لا يوجد وحدة للجسم الصحافي حتى يستطيع أن يدافع عن الصحافيين وعن حرياتهم، وبالتالي ينعكس على واقع الحريات، وبالتالي حق المشاهد في الحصول على المعلومات". ونوه الدحدوح أن واقع الحريات في فلسطين واقع جيد، ولكن الانقسام أثر سلبًا على هذا الواقع، وعند تناول الصحافي الفلسطيني لهذا الملف لأي فعالية هناك محاذير كثيرة لسببين: عدم وجود مساحة من الحرية وأن الواقع واقع مر وأليم، والصحفي الفلسطيني لا يفضل العمل فيه، لأنه أثر سلبًا على نفوس الإعلامين، وعند معالجته يكونون مرغمين. وأكد الدحدوح على ضرورة أن يغتنم الصحافي الفلسطيني فرصة الدراسة للتأهيل في كل المجالات، وأن يمتلك أكبر قدر ممكن من المعلومات يثري فيه المخزون المعرفي حتى يكون جاهزًا في كل وقت، وهذا الوقت يكون عادة هو فرصة العمل التي تكون متاحة له ليثبت جدارته, وكذلك معرفة بعلوم الثورة التكنولوجية التي اكتسحت العالم كله، وأصبحت لغة العصر. وأنهى حديثه بالقول :"أتطلع أن يكون الجسم الصحفي الفلسطيني موحد، وعلى قلب رجل واحد، وهناك الكثير من القواسم المشتركة التي يدافع عنها كل الصحافيين، في وجه كل جهة تريد مصادرة حرية الصحافة والإعلام، وبالتالي حرية المشاهد في المعرفة وتلقي المعلومات".