القاهرة - أسماء سعد
أعلن رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، أسامة هيكل أن هناك خطة استثمارية ترويجية تم الاتفاق عليها من أجل إنعاش ودفع المدينة الإعلامية، والتي وصفها بأنه الصرح الإعلامي الأكبر في المنطقة، مبديًا رأيه في مداهمة قوات الأمن لمقر 12 قناة فضائية، وكاشفًا عن تفاصيل زيارة نيابية موسعة إلى بريطانيا مؤخرًا والتطرق لملف عودة السياحة الإنجليزية للبلاد.
بسؤاله عن تداعيات إنتشار قنوات فضائية غير مرخصة، قال أسامة هيكل في مقابلة مع "صوت الامارات" إن تلك القنوات باتت تشكل ظاهرة خطيرة، وأنه قد جرى حملة موسعة من المصنفات والأجهزة الشرطية المختصة، وأسفرت عن ضبط عدد كبير منهم في الجيزة، ويعملون بطريقة احتيالية، حيث إنه من الطبيعي أن تحصل على تصريح من الدولة التي تقيم بها لإنشاء قناة فيها، ولكن هؤلاء يلجؤون إلى قمر فرنسي يدور في نفس مدار النايل سات، وبالتالي يتمكنوا من البث وإذاعة محتوى خطير.
وأضاف هيكل: تكمن الخطورة فيما يعرضونه، فأولا يستولون على منتجات فنية وفيلمية دون وجه حق، كما أنهم يعرضون حياة المواطنين للخطر من خلال العبث بصحة المرضى والإعلان عن منتجات صحية وهمية، وعرض منتجات عن علاج السكري والعجز الجنسي وخلافه، بالإضافة لعمليات النصب التي تتم، والمفاجأة أن 99% من تلك القنوات مملوكة لمصريين وهي تعد قنوات قرصنة بامتياز، والحل الأمثل لمواجهتها إلى جانب الحملات الأمنية، هو محاسبة شركات الإعلانات أيضا التي تقدم إعلاناتها لصالح تلك القنوات.
وفيما يخص التراخيص الحاكمة لمسألة البث وما أثير حولها من جدل، قال هيكل، إن الأطر المنظمة والقانونية كلها واضحة للجميع، ومداهمة الشرطة لمقر 12 قناة لأنهم يعملون دون ترخيص ويقدمون محتوى غير لائق، ولكن بعد صدور قانون الإعلام الأخير أصبح البث بدون ترخيص "جريمة قانونية"، موضحا: القانون يمنح مهلة لأصحاب القنوات لتوفيق الأوضاع بشكل سليم، ومن يتكاسل أو يرفض يكون مصيره الإغلاق، وقانون الإعلام يحافظ بشكل كبير على حقوق الملكية الفكرية التي تنتهكها تلك القنوات.
وعن الوضع التنافسي لمدينة الإنتاج الإعلامي مقارنة بمثيلاتها في الدول العربية والشرق الأوسط، قال هيكل إنه تمكن من خلال مجموعة إجراءات أن ينهض بأحوال مدينة الإنطاح الإعلامي، وأنه لم يكتف في ذلك بالتصريحات أو الوعود، مردفا: حصلنا مؤخرا على صلاحية إصدار موافقات تصوير الأفلام الأجنبية في مصر، ونملك بعد تلك الخطوة حزمة كاملة من الاستراتيجيات التسويقية للمدينة على المستويين الإقليمي والعالمي، نكثف من الشراكات الاستثمارية لزيادة النشاط الإعلامي.
واستطرد هيكل: مجلس إدارة المدينة والجمعية العمومية أبدوا ثقة فيما أطرحه من أجل زيادة نسب الأرباح للمدينة ورفع قيمة أسهمها المالية، وإعمالا لسياسة الفعل والتنفيذ، شرعنا في توقيع بروتوكولات تسويق مؤثرة، بهدف جذب شركات الإنتاج الأجنبية للتصوير فيها، واتفقنا مع عدد من ممثلي كبرى الشركات الإعلامية والفنية في العالم لتبادل الزيارات، بما يتضمن الاستعانة بخبرات واستديوهات مدينة الإنتاج في تنفيذ وتدشين أعمال فنية وإعلامية، ضمن تعاونيات مع روسيا وعدد من دول وسط أسيا بتسويق المدينة خارجيا وما تضمه من استديوهات ولوجستيات تكنولوجية وتقنية في هذه الدول، وقد خلصنا حتى الآن إلى تنفيذ الجزء الثاني من الفيلم الأوزبكي "البارون"، و"العودة من الجحيم ".
وأضاف: مدينة الإنتاج تعد الصرح الإعلامي الأكبر في المنطقة، بما تملكه من عدد هائل للاستديوهات ومناطق التصوير المفتوحة بمستوى عالي جدًا، ونضيف إلى ذلك من خلال مجهوداتنا لاستغلال ما بين أيدينا، وسنقدم كافة التسهيلات والتراخيص لأصحاب الشراكات التي ذكرتها سابقا، سنجذب شركات الإعلام والإنتاج العالمية من خلال نظام الشباك الواحد حتى لا يدخلوا دوامة الإجراءات المعقدة لأكثر من جهة، مع ما نقدمه من دور للأشقاء العرب وآخرهم عمان، التي التقينا بشأنها محمد الكندي رئيس الجمعية العمانية للسينما ورئيس مهرجان مسقط السينمائي، بهدف الاستعانة بخبرات وإمكانات المدينة، وتدريب الكوادر الإعلامية بشكل مشترك.
وعن تواجده ضمن وفد برلماني سافر إلى بريطانيا مؤخرا ورأيه في حالة عدم التوافق بين القاهرة ولندن، أجاب بأنه لا يمكن أن نترك الساحة فارغة، يجب أن يكون لنا تواجد، نفعل دور جمعية الصداقة البرلمانية المصرية البريطانية، وإن كانت هناك خلافات مع بعض الحكومات فيجب تصفية الأجواء وإزالة العقبات، وقد سعينا في ذلك من خلال جولة موسعة ببريطانيا عقدنا فيها لقاءات هامة مع حزب العمال البريطاني، وجلسات كانت غاية في الأهمية مع أعضاء مجلس العموم البريطاني وحزب المحافظين.
وأضاف: التقينا وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط، تطرقنا لملف السياحة الإنجليزية لمصر، والوزير قال إنه زار شرم الشيخ والغردقة وألمح إلى رغبة شديدة في عودة السياحة مرة أخرى، ومن جانبنا كوفد برلماني عكسنا صورة جيدة ودقيقة عن حال الأمن في مصر، وبصفتي رئيس للجنة الإعلام في البرلمان، فقد رصدت اهتمام إعلامي بريطاني فائق بالشأن المصري، وتحديدا ما يتعلق بالشق الاقتصادي، وطالبناهم بألا يستقوا معلوماتهم من المصادر المعادية للقاهرة من منصات إعلامية مغرضة، وتلقينا ردود فعل إيجابية في المقابل.