الإعلامي والكاتب إيلي صليبي

غيًب الموت ليلة الأحد 9 تموز/ يوليو الجاري الإعلامي والكاتب إيلي صليبي بعد عقود من العطاء في عالم التلفزيون العربي والكتابة والتأليف. ويسجل للزميل الكبير أنه كان وراء إطلاق أول محطة تلفزيون عربية في مطلع الستينات ويتولى رئاسة تحريرها، قبل أن ينتقل إلى منابر إعلامية لينتج برامج خاصة بها مثل محطة "أوربت" وغيرها.


وكان آخر ما كتبه على صفحته الخاصة على "فيسبوك" "لو كنا شعبا لصرنا ثورة، لكننا جمهور فصار الوطن حفلة"، ولقب بـ"الاستاذ". الكاتب والإعلامي الكبير إيلي صليبي يختزن عصارة 60 سنة من العمل الإعلامي، معِدًّا، ومقدِّمًا، ومدرِّبًا ومستشارًا. عمل صليبي في تلفزيون لبنان والمشرق (الذي أصبح تلفزيون لبنان لاحقًا) و"بي بي سي" و"صوت أميركا" و"إذاعة لبنان"، ثم في "إل بي سي"، فقد أُسندت إليه مهام عديدة منذ عام 1984 وحتى 2008. وانتقل من رئاسة تحرير الأخبار في القناة إلى الإشراف على أخبار فضائيتها، قبل أن يُعيّن مستشارًا لرئيس مجلس إدارة المؤسسة بيار الضاهر.

واجتهد الأديب والكاتب وإلإعلامي اللبناني المخضرم إيلي صليبي، المولود في بلدة سوق الغرب في العام ١٩٤١، في أن يتوِّج سنين عطائه الطويل في عالم الكتابة والصحافة والتلفزيون، بسلسلة من الكتب الأدبية تحمل طابعًا لاهوتيا جدليا. كان باكورتها في العام الماضي كتاب "عودة النبي" عن دار سائر المشرق، ليتبعه بكتابين جديدين وقّعهما في معرض الكتاب العربي الأخير في "البيال" في بيروت هما "نيوسدوم..

وحكم الشيطان الأرض" وكتاب "آدم.. السماء تبدأ من الأرض". والسلسلة هذه المستمرة في إصدارات قريبة، هي عبارة عن نتاج خبرة ما يناهز الخمسين عامًا في العمل الإعلامي وخصوصًا التلفزيوني مع تأسيس "تلفزيون لبنان" في قسم الأخبار، انتقالًا إلى إسهاماته الواضحة في تأسيس قسم الأخبار في محطة المؤسسة اللبنانية للإرسال "إل بي سي" التي كان مشرفًا عاما على نشراتها الفضائية والأرضية، قبل أن يقدم استقالته نتيجة اعتراضه على سياستها الجديدة التي بدأت تنحرف عن تلك التي سارت عليها منذ تأسيسها على يد الرئيس الراحل الشيخ بشير الجميل؛ الأمر الذي ولّد في روح الإعلامي الكبير أكثر من ثورة، منها سياسية تبدو واضحة في مقالاته التي ينشرها في عدد من الصحف اللبنانية، ومنها أيضًا دينية إذا صحّ القول، تبدو واضحة في كتبه التي نلقي الضوء على آخر إصداراتها عن دار سائر المشرق.