لندن ـ سليم كرم
أصبح الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليس مثل هذا الرجل السيئ, فجأة، حيثُ خُدِع جزء كبير من وسائل الإعلام البريطانية بقدر متزايد بالحماس نحو الرئيس الأمريكي حتى قبل أن تكرس صحيفة "SUN" سبع صفحات يوم الجمعة عن مقابلتها الحصرية العالمية؛ على الرغم من أن ذلك كان يعني أن على الصحف الباقية اللحاق بالركب.
وصدرت صحيفة "ديلي ميل" صفحة تتخيل ما سيقوله ترامب لرئيسة الوزراء تيريزا ماي، ولم يستغرقوا وقتا طويلا لتكرار وتحليل تصريحاته غير الدبلوماسية الأصلية, حتى عندما حاول ترامب أن ينكر مقابلته مع صحيفة "SUN" من خلال وصفه إياها بأنها "أخبارا مزيفة" وهو يضحك، وواصلت الصحف الداعمة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سرورها في هجماته على تيريزا ماي، والتي وصفتها صحيفة "نيويورك تايمز" بحق بأنها "خرق للبروتوكول".
وزعمت صحيفة "ديلي تلغراف"، التي استمرت أربعة أيام متتالية في بث القصص المؤيدة للرئيس ترامب على صفحتها الأولى، أنه كان يتحدث باحساس عن "البريكست" خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتجرَّأ أن يقوم شخص ما في "داونينغ ستريت" بقراءة كتابه، "The Art of the Deal", أو "فن عقد الصفقات".
وتنافست "التلغراف" مع "SUN" التي يمكن أن تدور بشكل إيجابي أكثر لصالح ترامب, وقالت "تلغراف"، "إن صراحته تتمتع بالجدارة وبالأمانة في حث أوروبا على الاستماع لأراء ترامب بشأن حلف شمال الأطلسي", ووافقت "SUN" في مقال بارز بعنوان "ترامب على حق" المعلقون اليمينيون غنوا نفس الأغنية, حيث اعتقد "ستيفن غلوفر" من صحيفة "ديلي ميل"، ترامب لديه حق في منح البراميل لألمانيا، كما فعل ستيفن بولارد من "اكسبريس"، "ترامب محق في انتقاد إنفاق الناتو" وراد ليدل من صحيفة "صن"، "ترامب محق جدًا".
ويُعد هذا التحول المذهل من كونه نكتة سيئة إلى رجل جيد هو إلى حد كبير حوَّل الأجندة السياسية الداخلية للصحف، ويمكن إرجاعه إلى مطالبة بوريس جونسون قبل خمسة أسابيع بأن ترامب يستطيع التعامل مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشكل أفضل من ماي, اعتقدت الصحافة الداعمة للبريكست أن بوريس كان متشبثاً بشيء ما, في الواقع، وافقوا على عدم الاستمرار في كل هذا العمل التفاوضي الذي يستغرق وقتًا طويلاً, دعونا نتركها وننتهي من ذلك.