مانيلا ـ جورج كرم
عرض تنظيم "داعش"، مقطع فيديو دعائي في الفلبين يصف أستراليا "بكلاب الحراسة الإقليمية" للولايات المتحدة ويوجه دعوة عامة للجهاد، ووفقًا لموقع "الديلي ميل" البريطاني، يبرز الفيديو دور أستراليا في الصراع الذي اجتاح مدينة مراوي الجنوبية في الفلبين منذ مايو/أيار الماضي، ويطلق على الحملة الجوية التي شنت ضدها "بالخبيثة".
وأشار الموقع إلى أن تنديد "داعش" بأفعال أعداءه لن يجذب سوى المزيد من المسلمين إلى القضية، حيث يدعو ناشطو التنظيم في مقطع الفيديو أتباعهم عبر جنوب شرق آسيا للانضمام إليهم في الحرب المقدسة، وبعد أيام قليلة من إنتاج الفيديو، سافر نيك وارنر مدرب الاستخبارات السرية الأسترالية إلى مانيلا للقاء الرئيس رودريغو دوتيرت.
والتقى الاثنان لمناقشة قضايا الأمن الإقليمي، حيث جاءت المعركة ضد المسلحين الإسلاميين في مراوي على رأس جدول الأعمال، وذكرت صحيفة "ذا أستراليين" أن أستراليا تشارك في الحرب ضد "داعش" في جزيرة مينداناو في جنوبي الفلبين عن طريق إعطاء قوات الأمن طائرتين استخباراتية من طراز بي 3 أوريون، كما قدمت الولايات المتحدة والصين الدعم التقني واللوجيستي والاستخباراتي لجيش الفيليبين خلال حملتهما لاستعادة مراوي.
وجاءت رحلة السيد وارنر في أعقاب الإدراج الرسمي لتنظيم "داعش" في شرق آسيا كمنظمة إرهابية، حيث يظهر فيديو "داعش"، الذي يروي باللغة الإنجليزية، أن مسلحي داعش يخربون كنيسة ويقطعون صورًا للبابا. ويقول أحد المتمردين من مراوي يدعى أبو يمان "هذه رسالة نوجهها إلى إخواننا المسلمين في شرق آسيا، وتحديدًا هؤلاء القاطنون في إندونيسيا وماليزيا وبروناي وتايلاند وسنغافورة"، مضيفًا "تعال إلى أرض الجهاد.. تعال إلى دار الإسلام في مراوي ".
ومن جانبه، أعرب رئيس مكافحة الإرهاب الماليزي أيوب خان ميدين بيتشاي عن قلقه من أن الفيديو قد يكون فعالًا في إغراء الناس للانضمام إلى "داعش"، وأخبر قناة "آسيا نيوز" الإخبارية، إنه يمكن أن "يلهم أتباعه في ماليزيا وإندونيسيا - كل جنوب شرق آسيا - للذهاب إلى جنوب الفلبين لشن الجهاد". وقال المتحدث باسم الشرطة الوطنية الإندونيسية سيتيو واسيستو، أنه يجري بحث الفيديو لمعرفة ما إذا كان هناك مقاتلون إندونيسيون حاضرين وأن السلطات تحاول منع اتباع "داعش" من السفر إلى منطقة النزاع.
ويذكر أن المقاتلين من ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة واليمن والهند هم من المقاتلين الأجانب الذين قتلوا منذ اندلاع الصراع في آواخر مايو، ولم يؤكد رئيس الوزراء الماليزي مالكولم تورنبول ما إذا كانت أستراليا سترسل قوات برية إذا طلب منها ذلك، لكنه قال إن أستراليا ملتزمة بمكافحة "داعش". وتجدر الإشارة إلى أن القوات المسلحة الفلبينية تقاتل مسلحين من تنظيم "داعش" في مراوي منذ 23 مايو، عندما احتل المئات من المقاتلين المباني واحتجزوا رهائن، وقد دعمتها جماعات مسلحة أخرى معارضة لتنظيم داعش، مثل جبهة تحرير مورو الإسلامية.