واشنطن - رولا عيسى
أعلن موقع "تويتر"، أنه سيحظر إعلانات جميع الحسابات المملوكة لـشبكتي "روسيا اليوم" و"سبوتنيك" على الفور، يأتي هذه القرار بينما يستمر المشرعون الأميركيون في التحقيق في تأثير الأخبار المزيفة التي ترعاها الخارجية الروسية على انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016.
وقالت الشركة، إنها اتخذت القرار بعد تحقيقاتها الخاصة واستنتاج المخابرات الأميركية بأن كلًا من روسيا اليوم وسبوتنيك حاولا التدخل في الانتخابات نيابة عن الحكومة الروسية. وأضافت الشركة: "لم نقبل هذا القرار بسهولة، ونحن نتخذ هذه الخطوة الآن كجزء من التزامنا المستمر للمساعدة في حماية سلامة تجربة المستخدم على "تويتر".
وتعهدت وزارة الخارجية الروسية بالرد، قائلة إن هذه الخطوة خالفت القوانين الدولية والمحلية بشأن حرية التعبير. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: "إننا نرى أن هذا التحرك عدواني. هذا هو نتيجة ضغط من المؤسسة الأميركية وأجهزة المخابرات".
وهاجمت رئيسة تحرير "روسيا اليوم" مارغريتا سيمونيان هذه الخطوة، وسألت ما إذا كان الرئيس التنفيذي لشركة "تويتر" جاك دورسي سيشرح للكونغرس لماذا طلبت الشركة من الخدمة الروسية أن تستثمر في الإعلان حول الانتخابات".
ونقلت عنه قوله "لم أفكر أبدًا أن تويتر تحت سيطرة أجهزة الأمن الأميركية - ويبدو أنها نظرية مؤامرة ولكن الآن يبدو أن تويتر اعترف بذلك ". وصفت شبكة "روسيا اليوم" بيان "تويتر" بأنه "لا أساس له من الصحة ومضلل إلى حد كبير" وقالت إنها "لم تتبع أبدًا أجندة للتأثير على الانتخابات الأميركية من خلال أي منابر بما فيها تويتر".
وقالت خدمة الأنباء الروسية إن تويتر دفعت روسيا اليوم إلى "إنفاق كبير" خلال الحملة، وعرض عليها الوصول إلى أدوات حصرية لإيصال رسائلها". وسيتبرع "تويتر" بـ1.9 مليون دولار التي من المتوقع أن تكون قد كسبتها من الإعلانات العالمية لروسيا اليوم منذ بدأت الإعلانات في عام 2011، لتمويل أبحاث جارية في كيفية استخدام "تويتر" في الانخراط المدني واستغلال معلومات خاطئة بشكل خبيث.
ويتعرض كل من "تويتر"، و"فيسبوك" و"غوغل" لضغوط لدورها في نشر الأخبار الوهمية قبل انتخابات دونالد ترامب. وكانت الشركة قد أعلنت في وقت سابق عن خطط لجعل الإعلانات السياسية أكثر شفافية. وتأتى هذه التغييرات بينما تحقق لجنة استخبارات بمجلس الشيوخ في التدخل المحتمل للكرملين في السياسة الأمريكية.
وقالت شبكة "سبوتنيك" على موقعه على الإنترنت إن خطوة تويتر كانت مؤسفة "خصوصا أن روسيا تعهدت باتخاذ إجراءات انتقامية ضد وسائل الإعلام الأمريكية". وجاءت هذه الأنباء في الوقت الذي أعلن فيه "تويتر" أنها على وشك نشر أرباحه بعد إجراء تخفيضات عميقة في فرص العمل والنفقات وإيجاد مصادر جديدة للإيرادات.
ولم يكن لدى شركة التواصل الاجتماعي ربع جدي، لكنها تعتقد الآن أنه "من المرجح" أن يكون مربح في الربع الرابع من هذا العام. ودفع الخبر السار سعر سهم الشركة للارتفاع بنسبة 12٪ في التعاملات المبكرة. أما بالنسبة للربع الثالث، فقد حققت تويتر عائدا قدره 590 مليون دولار، بانخفاض نسبته 4٪ مقارنة مع 616 مليون دولار في العام السابق. وقد ارتفع عدد المستخدمين في الولايات المتحدة إلى 69 مليون من 68 مليون. كما ذكر تويتر أنه كشفت عن خطأ في الطريقة التي حسب بها حجم قاعدة المستخدمين منذ عام 2014، وقد عدل تقديراته نحو الانخفاض، ولكن الفرق كان أقل من 1٪.