لندن - كاتيا حداد
تجري هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تحقيقًا مع أحد مقدمي العروض الإذاعية الخاصة بها للتحرش الجنسي بعد أن زعم أنه قام بالتحرش المادي بزملائه الإناث، وأفيد أن مقدم الراديو، الذي لا يمكن تسميته لأسباب قانونية، كان يقوم بالاقتراب من النساء من الخلف، ويضع يده في أماكن حساسة. ويقال إنه قد اعتدى على ما لا يقل عن ثمانية من موظفي هيئة الإذاعة البريطانية، واشتكت أربع نساء من اللواتي ادعين أنه تحرش بهن إلى كبار مديري الهيئة في أواخر الأسبوع الماضي، وقدم كل منهن شهادات تصف هذه الحوادث، وقالن لمراقب محطة الإذاعة إنهم يردن بدء تحقيق مع الرجل المذكور وطرده من الشبكة، ولكن بدلًا من إقالته من منصبه على الفور، عُلِم أن هيئة الإذاعة البريطانية بدأت تحقيقًا سريًا في سلوكه.
وتتولى وحدة "بي بي سي للتحقيقات" الداخلية، التي يعمل بها ضباط سابقون في الشرطة، قيادة التحقيق، وسط مخاوف من أن سلوك مقدم الخدمة مع موظفي هيئة الإذاعة البريطانية قد يكون مجرد غيض من فيض، ويقال إن الرجل كان "جريئًا بشكل لا يصدق" تجاه زملائه، ويُزعم أنه كان يتلمسونهن في الأماكن العامة مع موظفين آخرين من حولهم وتعود هذه الادعاءات لستة أعوام، وفي حالة النساء الأربع اللواتي أبلغن إلى مديري هيئة الإذاعة البريطانية، زعمنّ أن الاعتداءات وقعت في أحداث غير رسمية مع موظفين آخرين في الهيئة، خارج مقرها.
ووفقًا للمصادر، تم إبلاغ المحققين بثمانية من موظفي هيئة الإذاعة البريطانية الذين زعمن تعرضهن للمضايقة من قبل الرجل، على الرغم من أن أربعة منهم فقط قدموا شكوى رسمية عنه، وقال مصدر آخر إن الآخرين "خائفون جدًا" من القيام بذلك، خوفًا من الإضرار بحياتهن المهنية، إذ كانت النساء الأربع اللواتي تقدمن بالشكوى قلقين أيضًا من رد فعل محتمل، ولكنهن تشجعن بعد أن حصلن على دعم من مقدمة إذاعة معروفة.
وأشار مصدر: إلى أن "تأخذ بي بي سي القضية على محمل الجد بشكل لا يصدق، لذلك يحاولون جمع كل النساء المعنية"، ويعتقد الآن أن مديري هيئة الإذاعة البريطانية واجهوا الرجل المعني، كما حثوا ضحاياه المزعومين على الاتصال بالشرطة.
وقد ظهر المقدم منذ ذلك الحين على الهواء عدة مرات، على الرغم من تأكيدات من كبار الشخصيات بأنهم يأخذون المسألة على محمل الجد، وقال متحدث باسم هيئة الإذاعة البريطانية الجمعة: "لا يمكننا التعليق على الأفراد ولكن يجري التعامل مع أي ادعاءات بجدية وإجراء عمليات للتحقيق فيها"، ورفض الرجل التعليق على هذه الادعاءات عندما تواصلت معه صحيفة "الدايلي ميل".