لندن ـ كاتيا حداد
قامت الباكستانية مشعل حسين، مقدمة البرامج على الـ"بي بي سي"، بكتابة كتاب بعنوان "المهارات"، يسرد ضمنيًا مدى الصعوبات التي واجهتها في مسيرتها المهنية، ولكنه لم يتطرق كثيرًا للبرنامج الذي تقدمه Today، بدلًا من ذلك، فإنه يأتي كمرجع مع عناصر كلية تقتبس العديد من المصادر النفسية والاجتماعية عن العمل وكيفية تحقيق النجاح فيه، كامرأة، بشكل رئيسي، ولكن أيضًا كشخص، فهو كتاب عملي، وذو بحث معقد، وصريح، إنه مفيد ومليء بالتحديات، مثل تجربة خزانة أدوات طعام شخص غريب لإدراك مدى روعة الأشخاص الآخرين: فالأشخاص الناجحون يخططون ويحضّرون؛ ويعلمون أولادهم ألا يخافوا من كلمة طموح؛ فهم يبنون المرونة ويهزمون القلق؛ ولكنهم أيضًا ينخرطون بشدة في المكان الذي يريدون أن يكونوا فيه خلال 10 أعوام، بدلًا من الانتظار لمعرفة أين يأخذهم هذا العقد من الزمن.
منذ أن بدأت في كتابة "المهارات" في عام 2016، حدثت بعض التغييرات التي حولت تمامًا سياق الكتاب، وبدلًا من ذلك دحضت فلسفة نظام الاعتماد على الذات مقابل الاعتماد على التلاعب والتزوير، الأول هو أن هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، حيث بنت مشعل حسين مسيرتها المهنية على مدى العقدين الماضيين، كشفت عن التمييز في الأجناس والجنس، حيث فجرت كاري جرايسي، المحررة بالمحطة، نزاع في بداية هذا العام، بعد أن كشفت أنها كانت تتقاضى أقل بكثير من نظيرها الذكر، لأن الإدارة صنفتها بأنها "في مرحلة التطوير"، على الرغم من أنها عملت لصالح المحطة لمدة 30 عامًا.
وقبل ستة أشهر، اضطرت هيئة الإذاعة العامة إلى الكشف عن رواتبها العليا، كجزء من شروط ميثاقها الملكي الجديد: فمن بين 96 شخصًا من أصحاب الدخول العليا، كان ثلثهم فقط من النساء؛ كان من المعتاد بين مقدمي البرامج أن تتقاضى المرأة أقل من الرجل في نفس البرنامج؛ فمن بين أعلى 10 كانت هناك امرأة واحدة فقط، كلوديا وينكلمان، وكان جون همفريز، مقدم البرامج المشارك مع مشعل، يتقاضى أجره ثلاث مرات تقريبًا مما تتقاضى مشعل.
وتمتلك مشعل حسين وجهًا معبرًا للغاية، وهو جزء مما يجعل أفلامها الوثائقية لا تُنسى، فعندما كانت، في عام 2014، أول صحافية في الكلية العسكرية في باكستان حيث قتلت طالبان 132 طفلًا و 16 معلمًا، أخبرت عن قصتهم بروعة، واستمعنا لها بشغف ونشاط، وفضول وباحترام، فمعرفتها العميقة، من صيف الطفولة الذي قضتها في البلاد، إلى جانب خبرتها، بعد أن غطت قصصًا في الباكستان من انقلاب مشرف في عام 1999 حتى مقتل أسامة بن لادن في عام 2011، كانت واضحة.
وجاءت مشعل حسين إلى برنامج Today في عام 2013، وحصلت على مراجعات جيدة لمهنيتها، وروعتها وذكاءها، لكن ذلك شجع على انتقادها، ففي عام 2017، كتب أندرو بيرس في صحيفة "ديلي ميل" مقالة حاقدة عن ترئسها "الهزيل" لمناظرة رئيسية قبل الانتخابات في كامبردج: اتهمها بعدم السيطرة على أعضاء الفريق والغوغاء، كما كانت هناك أيضًا مقابلة إذاعية حامية الوطيس مع "بوريس جونسون"، وهي المقابلة الشهيرة التي طلبت فيها لجونسون بالتوقف عن الكلام، فقال "لقد دعوتني لبرنامجك للحديث!" تشرح الآن: "كانت جملتي الكاملة لتكون على النحو التالي،" من فضلك توقف عن الحديث عن ديان أبوت"، ولكنها تقول أيضًا إنه "يمكن أن تكون مستعدة بشكل أفضل"، فالنقد الذاتي سمة مميزة.