لندن - كاتيا حداد
ظهرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، على صفحة الغلاف الأمامي للمجلة الفرنسية المثيرة للجدل "تشارلي ابيدو"، وهي تقف وتحمل رأسها المقطوعة، وذلك في يوم تصويت بريطانيا على رئيس وزرائها المقبل.
وتضمن عدد المجلة الأسبوعية الساخرة رسومًا لمجموعة من البريطانيين الفاريين من هجوم إرهابي قرب بيغ بن، وحمل تعليقا "نصائح للتخسيس من تنظيم داعش – أركض بسرعة". واشتملت المجلة على رسم كاريكاتوري آخر، وهو على ما يبدو يشبه غلافها السيئ السمعة الذي سخرت فيه من النبي محمد، ويظهر فيه رجل بريطاني، قائلا "على الأقل لا يمكن لأحد رسم كاريكاتير عن النبي محمد".
وفي كانون الثاني / يناير 2015، قام اثنان من إرهابيي القاعدة، بالتوجه لمقر تشارلي إيبدو في باريس، وأطلقوا النار على 12 شخصًا، بسبب تصوير المجلة للنبي محمد. وتأتي أحدث طبعة مثيرة للجدل بعد الهجوم على حفلة اريانا غراندي في مانشستر، وقتل فيها 22 شخصًا وآخر على جسر لندن، حيث توفي ثمانية اخرين في نهاية الأسبوع.
وسيصوت الملايين في انتخابات عامة مبكرة، دعا إليها رئيس الوزراء تيريزا ماي، بعد حملة أطلقها الإرهاب والخوف. وطلبت ماي التصويت في نيسان / ابريل، عندما كانت تقييمات استطلاعات الرأي بالنسبة لها وحزبها المحافظ الوسطى اليمينى مرتفعة، حيث قدمت نفسها كزعيم قوي يتولى محادثات بريطانيا بشأن البريكسيت. ولكن هجمات المتطرفين في لندن ومانشستر قد وضعها تحت ضغوط، تفوق عملها لمدة 6 سنوات كوزيرة داخلية.
وتم استعراض الأمن في يوم التصويت عقب الهجوم الذي وقع في لندن، حيث قامت قوة شرطة العاصمة بتنفيذ "عملية متخصصة ومرنة للغاية"، قالت إنها يمكن نشرها حسب الحاجة. وفتحت مراكز الاقتراع، والكثير منها في المدارس والمراكز المجتمعية، في الساعة السابعة صباحا وستغلق في الساعة العاشرة مساء، مع انتخاب 49.6 مليون ناخب مسجل ما مجموعه 650 نائبًا للبرلمان.
وسيعطي استطلاع للخروج مؤشرًا على النتيجة، على الرغم من أن النتائج النهائية لن تظهر حتى وقت مبكر من يوم الجمعة. وفي ظل اكتساح حزب المحافظين والعمال، فشل الحزب الديمقراطي الليبرالي الأصغر حجمًا، والمؤيد لأوروبا وحزب استقلال بريطانيا المؤيد للخروج من الاتحاد الأوروبي، في كسب المزيد من القوة. وهذه هي المرة الثالثة التي توجه فيها بريطانيا إلى صناديق الاقتراع في غضون عامين، مرتين للانتخابات العامة، ومرة واحدة في استفتاء الاتحاد الأوروبي.
وفي الوقت نفسه، بدأت الشرطة الفرنسية استجواب الجزائري الذي هاجم شرطيًا خارج كاتدرائية نوتردام في باريس بمطرقة، قبل أن يطلق عليه ضابط آخر الرصاص. وكان الرجل البالغ من العمر 40 عامًا، قد تعهد بالولاء لتنظيم داعش، من خلال فيديو بثه في وقت سابق من يوم الأربعاء، بيد أن عائلته أعربت عن صدمتها، وقال مسؤولون إنه لم يكن معروفا لدى أجهزة المخابرات.
ووصف ضابط الشرطة المصاب في الوقت نفسه، كيف كان يعتقد أنه سيموت عندما تعرض للاعتداء أمام المعلم الشهير عالميًا، قبل أن يطلق أحد زملائه النار على المهاجم. وقال الضابط البالغ من العمر 22 عامًا، والذي أصيب بجروح طفيفة في الرقبة، "أرى وجها وأقول لنفسي، إن هذا الرجل مصمم، وإذا لم يتفاعل زميلي، كنت سـأفارق حياتي هنا"، وغادر المستشفى بعد يوم واحد من هجوم يوم الثلاثاء.