الصحافي روبرت كورنويل

توفي مراسل الشؤون الخارجية والمعلق لدى جريدة الإندبندنت روبرت كورنويل، عن عمر يناهز 71 عامًا، وعمل كورنويل لدى الإندبندنت منذ تأسيسها، وانضم روبرت إلى الصحيفة قبل إطلاقها عام 1986 وعمل في الاتحاد السوفيتي آنذاك كمراسل ديبلوماسي من مقره في لندن، كما عمل كمراسل ومعلق في واشنطن العاصمة، وعُرف ببصيرته العميقة وفهم الكتابة في كل شيء بداية من السياسة الأميركية والشؤون الدولية حتى البيسبول والتاريخ، واستمر روبرت في الكتابة لدى الصحيفة حتى خضوعه لعلاج للسرطان، وكانت آخر كتاباته عن تصاعد قوة وتأثير إيفانكا ترامب ووفاة رجل الخير ديفيد روكفلر.

وعُرف روبرت شقيق ديفيد كورنويل، صديقًا ومُوجهًا إلى العديد ممن عملوا معه، حيث عُرف بسخاءه بوقته ومشورته وتواضعه، وقبل انضمامه إلى الإندبندنت عمل روبرت لدى كل من رويترز وفايننشال تايمز، كما عمل في باريس وبروكسل وروما وبون فضلا عن كونه مراسلا سياسيا في وستمنستر، وكتب روبرت خلال عمله في روما تحقيق باسم God’s Banker والذي تناول مقتل روبيرتو كالفي في لندن عام 1982، وكان كالفي ممولًا قويًا له صلة بالكنيسة الكاثوليكية والمافيا، وقال كريستيان بروتون رئيس تحرير صحيفة الإندبندنت " كان روبرت رائع ومتواضع وبصيرته ممتدة إلى ما بعد سياسة موسكو أو واشنطن وكذلك الملاكمة والباليه والبيسبول، وكان روبرت من نواح كثيرة صحفي من عصر رومانسي قديم، لكنه سيبقى مصدر إلهام لأجيال مرت على الصحيفة، وسيفتقده كل من عرفوه كرجل دافئ وعظيم".

وكشف السير أندرياس ويتام سميث باعتباره مراسل موسكو، أنّ "روبرت مهم للغاية في إطلاق المشروع ونجاحه، حيث قدم تقريرا عن  أكبر قصة جيوسياسية في فترة ما بعد الحرب، وأظهر الشجاعة في الانتقال من وظيفة مرموقة في فاينانشال تايمز للانضمام إلى صحيفة الجودة الأولى، وتوفى روبرت بعد 30 عاما ولا يزال يكتب لدى الإندبندنت، يا له من صحافي شجاع، وأدرك روبرت المعنى الحقيق للأحداث التي كان يغطيها، وكان يعرف التاريخ ذات الصلة لذلك استطاع تقديم سياقات واضحة، كما كتب نثر بالإنجليزية لا تشوبه شائبة، وكتب مقاله الأخير عن ديفيد روكفلر عندما كان يصارع مع المرض والذي نشر قبل 11 يوما، واستطاع وصف  رئيس بنك تشيس مانهاتن في أوج عظمته، وكان روبرت في قلب تجارة الصحف المتقلبة وكان أرستقراطيا بالإنجاز لا بالفطرة".

وأفاد  المحرّر لشؤون الخارجية الأول لدى الإندبندنت، ستيفن غلوفر، أن روبرت طلب في البداية إرساله إلى باريس ولكن في صيف 1986 قبل عدة أشهر من الإطلاق الفعلي غيّر رأيه وطلب أن يصبح مراسل موسكو، وتابع غلوفر " كان ذلك قرار بعيد النظر بالنظر إلى كل ما سيحدث، وعمل في موقعه ببراعة"، وعندما أصبح تريستان ديفيز رئيس الإندبندنت صنداي عام 2001، طُلب من روبرت كتابة عمود أسبوعي من الولايات المتّحدة الأميركية والذي تناول فيه كل شيء من السياسة إلى الفنون، واستمر روبرت في كتابة العمود حتى قبل بضعة أسابيع ، وتحول إليه القراء نظرًا لوضوحه وفهمه وروح الدعابة به.

وفوجئ روبرت مثل الكثيرين بانتصار دونالد ترامب في انتخابات 2016، لكنه ألقى بنفسه في الكتابة عن إدارة قطب نيويورك بشغف وموهبة، وتوفى روبرت بعد ظهر اليوم في مستشفى "Sibley Memorial Hospital" في واشنطن بحضور عائلته التي شملت أرملته سوزان مراسلة رويترز التي التقى بها في بون وأبنائه الإثنين شون وستاس.