دبي - صوت الإمارات
لم يعد يخفى على أحد أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي باتت تخترق المجالات كافة، وفي طريقها للهيمنة على القطاعات الأكثر ارتباطا بالتكنولوجيا.وإذا كانت هناك أفلام خيال علمي تنبأت قبل عشرات السنوات باعتماد البشر على الروبوتات في أداء الوظائف اليومية، فإن ذلك أصبح حقيقة في عالم اليوم.ويمضي الذكاء الاطصناعي في نفس المضمار، وتحديدا بالوكالات والمؤسسات الإعلامية التي وجدت ضالتها في خوارزميات ذكية لكتابة وصياغة الأخبار.
الصحافة الآلية
كان العالم في عم 2014 على موعد مع ما تم توصيفه بـ"الصحافة الآلية" حيث أعلنت وكالة الأنباء الأمريكية أسوشيتد برس، عن نية الاستعانة بالخوارزميات الذكية في تحويل البيانات والأرقام إلى أخبار وقصص صحفية آلية بشكل يلغي الحاجة لأي تدخل بشري، وذلك على صعيد إنتاج تقارير الأرباح الفصلية للشركات.وارتفع عدد أخبار أسوشيتد برس حول تقارير الأرباح الفصلية من 300 إلى 3700 خبر.هذه الخطوة فتحت مجالا أكبر أمام مؤسسات إعلامية أخرى للاعتماد على الذكاء الاصطناعي، مثل بلومبرج، وواشنطن بوست، ولوس أنجلوس تايمز، وجارديان، وفوربس.
توفر الخوارزميات العديد من المزايا لوكالات الأنباء والمؤسسات الإعلامية، فهي قادرة على إنشاء عدد غير محدود من القصص الإخبارية حول موضوع محدد بتكلفة قليلة وفي وقت أسرع بكثير من الوقت الذي قد يستغرقه المحررون.كما أنها تتميز بدقة متناهية، وتتفادي بصورة كبيرة في الوقوع في الأخطاء اللغوية التي يقع فيها البشر.وتتجلى أهمية الصحافة الآلية الآن في استحواذها على حيز مهم من أعمال وكالات أكبرى، مثل بلومبرج التي تنتج قرابة ثلث المحتوى بمساعدة البرنامج الذكي "سيبورج".
يتمتع التطبيق بالقدرة على قراءة وتحليل التقارير المالية وإنتاج قصة خبرية عن أبرز المعلومات والأرقام والحقائق فورا، وهي نوعية التقارير التي تتطلب مجهود شاق من المحررين.وبفضل البرامج الذكية أصبحت المؤسسات لديها القدرة على إجراء مقارنات تاريخية بين البيانات بدقة وسرعة.لحسن حظ الصحفيين أن التطبيقات الذكية ليست بإمكانها حتى القيام بكافة المهام الصحفية، فهي تركز على الأعمال الروتينية التي يسهل معالجتها ولا تحتاج إلى صياغة معقدة مثل التقارير المالية.ولكنها في المقابل لا تستطيع وصف الأحداث أو إجراء المقابلات أو إعداد تحليلات متعمقة، أو كتابة تقرير تتسم بالنقد والإبداع والفكاهة.
هذا فضلا عن القراء يثقون أكثر في الأخبار التي ينتجها البشر مقارنة بنظيرتها الآلية، وهي التي استخلصتها دراسة نشرها فرانك وادل في 2017 بعنوان "هل كتبها روبوت؟".وهي أيضا نفس النتيجة التي توصلت إلى الآلة الحاسبة المطورة من قبل جامعة أوكسفورد والمعروفة بـ"هل سيأخذ الروبوت وظيفتي؟".فقد أشارت إلى أن احتمالية استحواذ الروبوت على مهنة الصحفيين خلال العقدين الكاملين لا يتجاوز 11%.
استثمارات جديدة
يجذب مجال الصحافة الآلية استثمارات جديدة، إذ كشفت شركة أبلايد إكس.إل الأمريكية الناشئة جمع 1.5 مليون دولار لاستثمارها في مشروع أطلعت عليه "عدسة صحفية".تأسست الشركة من خلال شركة نيو لاب فينشر استديو في العام الماضي، وهي الشركة التي يقودها فرانسيسكو ماركوني الرئيس السابق لإدارة الأبحاث والتطوير في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية وإرين ريلين مسؤول التحرير الآلي سابقا في وول ستريت جورنال.وقال ماركوني إن أبلايد إكس.إل بدأت بالعمل على عدد من مشروعات البيانات والتعلم الآلي المختلفة، حيث تبحث عن تقديم منتج يمكن تسويقه، لكنها الآن مستعدة للتركيز على أول قطاع رئيسي وهو "علوم الحياة" مع منتج سيتم طرحه على نطاق واسع خلال الصيف الحالي.
وأضاف أن تكنولوجيا أبلايد إكس.إل تتكون بشكل أساسي من "سلسلة من الخوارزميات التحريرية التي طورها صحفيون آليون".وهذه الخوارزميات استفادت من وجهات نظر وخبرات الصحفيين إلى جانب الوضع في الاعتبار عوامل مثل الشفافية والتحيز وموضوعات أخرى تنجم عن التطور المستمر للتعلم الآلي".وأشار إلى أن آبلايد إكس ستستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات أخرى, كما تفعل وكالة بلومبرج للأنباء وخدمة داو جونز للبيانات الاقتصادية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في جمع وتحليل البيانات المالية وتصنيفها.
وقـــــــــــد يهمك أيـــــــــــــــضًأ :
غوغل تطلق دليلا شاملا عن الذكاء الاصطناعي باللغة العربية
بلدية دبي وهيئة الطرق والمواصلات تنضمان لمنصة برمجيات الذكاء الاصطناعي