الصحافية خديجة إسماعيلوفا

كشفت صحافية التحقيقات خديجة إسماعيلوفا أن الحكومة الأذربيجانية أخلت سبيلها من السجن بعد 18 شهرا لأن اعتقالها فشل في منع صحافيين آخرين من البحث عن قصص فساد عالية المستوى، وفي مقابلة لها بعد حكم المحكمة العليا غير المتوقع بإطلاق سراحها من سجن باكو تعهد إسماعيلوفا بمواصلة عملها وتجاهل المخاوف على سلامتها، وأضافت, "مزحت والدتي حول هذا الموضوع فعندما أكون في السجن أكون في أمان أكثر من كوني حرة لأنهم لن يقتلوني داخل السجن، ولن أسمح لذلك أن يزعجني وسأواصل تحقيقاتي ودائما ما يكون هناك عملا يجب القيام به في بلد مثل أذربيجان حيث الفساد على نطاق واسع".

واعتقلت إسماعيلوفا في ديسمبر/ كانون الاول عام 2014، وفي سبتمبر / أيلول حكم عليها بالسجن لمدة 7 سنوات بعد إدانتها بتهمة اعتُبرت انتقاما من تقريرها عن الثروة السرية لعائلة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الحائز على جائزة، وتضمنت تحقيقاتها تقرير حول كيفية استفادة أقارب علييف من بناء قاعة للحفلات الموسيقية بتكلفة 134 مليون دولار لمسابقة الأغنية الأوروبية عام 2012 في باكو، وأثار القبض على إساعيلوفا إدانة دولية ضد حكومة علييف وسط حملة متصاعدة ضد وسائل الإعلام المستقلة ونشطاء المجتمع المدني والسياسيين المعارضين، ووافقت إسماعيلوفا على قرار تعليق الحكم الصادر بحقها في 25 مايو/ أيار في ظل الضغوط المستمرة على الصحافيين والناشطين.

وأوضحت منظمة فريدوم هاوس الحقوقية الأميركية أنه لا يزال هناك أكثر من 80 سجينا سياسيا في أذربيجان، مع بقاء 5 صحافيين على الأقل في السجن بعد إدانتهم بمجموعة من التهم بما في ذلك الشغب وجرائم متعلقة بالمخدرات، وأضافت إسماعيلوفا, "لم أكن مقتنعة بأن الحكومة مستعدة لإظهار حسن النوايا تجاه السجناء السياسيين وسجناء الرأي، وكان من الواضح أن الضغوط الموضوعة على السلطات للإفراج عني كانت فعالة جدا، وأدركت السلطات في النهاية أن احتجازي في السجن أكثر كلفة من إطلاق سراحي ولذلك ببساطة أطلقوا سراحي".

وبيَّنت أن الحكومة باعتقالها حاولت بوضوح تخويف الأخرين من التحقيق في الفساد والمحسوبية على مستوى عال، موضحة " هذا لم يحدث ولم يكن هناك عدد أقل من التقارير، وفي الواقع زاد عدد التحقيقات التي نشرت في وسائل الاعلام الدولية والصحافة الوطنية على حد سواء، وبالتالي فإن الحكومة لم تنجح"، ودعت إسماعيلوفا الحكومة في أذربيجان التي تنفي أن لديها سجناء سياسيين إلى السماح لراديو أوروبا الحرة/ راديو ليبرتي حيث عملت إسماعيلوفا حتى اعتقالها بإعادة فتح مكتبها في باكو والذي أغلقته السلطات في ديسمبر/ كانون الأول 2014.

وأردفت, "من المهم للشعب الأذربيجاني أن يحصلوا على تغطية إخبارية مهنية وغير منحازة، ومن المهم للجمهور الأذربيجاني أن يتمكن فريق عمل الراديو من مواصلة عملهم"، وأعربت قبل يومين من عيد ميلادها الأربعين عن أملها في أي يواصل الأخرين عملهم على تحرير السجناء السياسيين الذين لا يزالوا قيد الاحتجاز في أذربيجان، مضيفة " أتمنى في عيد ميلادي أن يستمر الجميع في فعل ما في استطاعتهم لإخراج شخص من السجن لأن هذا أمر هام، ولقد نجح معي ومن الممكن أن ينجح مع الأخرين".