الإعلامية الأردنية، لارا طماش

اعتبرت الإعلامية الأردنية، لارا طماش، أن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما أن مجال الإعلام أصبح واسعًا جدًا، موضحة أنه سلاح ذو حدين، قائلة: "لا بد أن نتذكر دائمًا في ما يخص الأخبار والوقائع سواء العامة أو الخاصة، السياسية، الفنية أو الاجتماعية، ولا بد أن نبحث عن مصداقيتها ومصدرها فلا نصدق كل ما ينشر ونتأثر به، كإعلاميين خدمتنا السوشال ميديا وقصرت الطرق بيننا وبين المشاهد وساعدت على التقارب، لكن من جهة أخرى نجوم السوشال ميديا لا يمكن تصنيفهم كإعلاميين وإعلاميات بالتأكيد، البعض القليل منهم قد يكون مؤثرًا ولكن  ليس لجميع المتلقين".
 
وكشفت طماش في تصريح خاص لـ"صوت الإمارات"، أن بعض الإعلاميين والإعلاميات  انجرف وراء مواقع التواصل الاجتماعي، فابتعد عن مهنة الإعلام ليتحول لخط مختلف تمامًا بسبب المكاسب، لذلك لابد من التدقيق في نوعية التأثير وهذا أهم بكثير، فليس كل تأثير أو شهرة إيجابيان فهناك الكثيرين من نشطاءالسوشال ميديا  شهرتهم سلبية يتابعهم البعض للفضول مثلًا, فإذا كنا نتحدث عن المؤثرين نفسيًا واجتماعيًا بشكل يتناسب مع طبيعة مجتمعاتنا فأعتقد أنهم ندرة بصراحة، فالجميع يبحث عن التسلية، وهذا مشروع طالما كانت ضمن حدود الأدب".
 
وأضافت طماش: "لا أستطيع أن أطلق على فتاة تعلم الماكياج عبر السوشال ميديا وتعرض مستحضرات وملابس وغيره، إنها شخصيه مؤثرة إعلاميًا، إنما هي قد تكون ناجحة في مجالها وخدمتها السوشال ميديا وهذا جميل جدًا، ومجال الإعلام الإلكتروني مفتوح للجميع والمحبة من الله، وقد يكون للبعض متابعين كثيرين منهم متابعين وهميين ومنهم حقيقيين، لكن علينا أن نفرق ونكون حذرين وواعيين ولا نصنع ممن لا يستحقون نجوم وأبطال، وهذه هي النقطة الرئيسية لأن البعض يوهم الآخرين بكثير من الأمور ويجنون ثروات عبر هذا الوهم".

وكانت قد بدأت طماش، الحاصلة على ماجستير إعلام من جامعة الشرق الأوسط وبكالوريوس "علم اجتماع وإدارة أعمال" من الجامعة الأردنية، في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردني وهي على مقاعد الدراسة الجامعية كون شغفها في الإعلام جزء من سعيها نحو فضاء البعد عن العمل الروتيني، فلا تجذبها الأشياء العادية ووجدت في الإعلام ما يحقق ذلك.

وقدمت طماش في بدايات عملها برنامج متخصص بالأطفال عرض على شاشة التلفزيون الأردني ثم بدأت في تقديم مجموعة من البرامج ما بين المنوع والفني والوطني والاجتماعي، ولا تخفي سعادتها بأنها حققت مكانة وأحدثت تأثير إعلامي حيث قدمت لها عدة عروض للعمل في محطات عربية رائدة في عصر الفضائيات العربية، فأصبحت واحدة من عائلة راديو وتلفزيون العرب ومقرها كان إيطاليا "الإي أر تي"، لأعوام طويلة، وبتجربة عمل متفردة وتخصصات مختلفة من البرامج الحوارية وغيرها، ثم عادت إلى الأردن بعد أن تم إغلاق المقر الرئيسي للمحطة، وعملت في "تلفزيون الغد"، أيضًا كان لها وقفة قصيرة مع "إم بي سي"، حيث وقع عليها الاختيار لتقديم واحد من أهم برامجها المنوعة "مدار النجوم"، ولكن إنتاج البرنامج لم يتم بسبب الظروف الإنتاجية الخاصة بالمحطة، فقدمت أيضًا برنامج "نساء من ذهب" لإحدى المحطات المحلية الخاصة، لتعود  مرة أخرى للتلفزيون الأردني ببرنامج فني كان سببًا قبل أعوام في انتقالها للعمل في "راديو وتلفزيون العرب"، وهو برنامج "سهرة الخميس"، الذي استضاف نخبة من ألمع فناني الأردن والعالم العربي، وقد حقق هذا البرنامج  نجاحًا محليًا وعربيًا .

وأعدت  طماش وقدمت برنامجًا جديدًا يسلط الضوء على الشخصيات الوطنية الناجحة و مسيرة حياتها في مختلف مجالات الحياة، سواء الطب، الاقتصاد، السياسة وغيره، فكان برنامج "هذا أنا"، والذي حقق نجاحًا كبيرًا ومتابعة أيضًا، ثم قدمت برنامج "خليك بالجو"، الذي استمر من صيف 2015  لغاية ما قبل شهر رمضان المبارك هذا العام2017، حيث أنهينا 4 مواسم بنجاح، وتعمل الآن على التحضير لبرنامج جديد تمامًا فكرة ومضمونًا عن كل ما سبق.

وتستعد طماش لإصدار كتابها الأول الذي يجمع في مقدمته آراء نخبة من كتاب العالم العربي بما أكتب وأولهم واسيني الأعرج, ولطماش مقال أسبوعي في صحيفة "الدستور اليومية"، وشاركت في العديد من الدورات الإعلامية كمدربة وشغلت منصب أمين سر مركز الإعلاميات العربيات، وهي الآن عضو لجنة توجيهية في المركز، كما أنها عضو في عدة مؤسسات تعني بالمرأة والمجتمع والإعلام.

وتعتبر طماش أن التغيير والتنقل في المجالات الإعلامية غني وثقافة وتعلم وتطور للطرفين، مشيرة إلى أن لكل فن إعلامي جمهور مختلف وفرص جديدة، مؤكدة أنها تشعر بالفخر والسعادة والأمل لرؤيتها جيل جديد من الصبايا والشباب الذين يبدؤن بعملهم الإعلامي وهم يتحلون بالثقافة والمسؤولية وحب العمل بشكل أعمق من مظاهره وأضوائه، لذلك فهي تنصب نفسها في موقع من يسدي النصيحة، لأن كل شخص يتعلم من تجربته، ومن أهم النصائح "كن أو كوني نفسك ولا تلبسون شخصيات ليست لكم، احترم واحترمي ذكاء المشاهد، قدّر أو قدّري نفسك حق تقدير ولا تنجروا وراء التفاهات فقط لأجل إرضاء البعض أو تحقيق الوصول، ثقوا بالعمل الجماعي لا الفردي ولا تغركم الشهرة، فمحبة الناس كنز ونعمة من الله حافظوا عليها".
 
ولا تخف طماش سعادتها من نجاح برنامجها الأسبوعي "سهرة الخميس"، الذي استمر لأعوام، مشيرة إلى أن هناك شوق لدى الكثير من الضيوف لاستضافتهم مرة أخرى في برنامج مشابه يبقى في الأذهان، لافتة إلى أن هذا البرنامج ترك صدى وأثرًا كبيرًا، قائلة: "لسهرة الخميس نكهة وخصوصية حب المشاهد، هو من حافظ عليها أولًا.. ولا أخفيك المجهود الكبير على مدار أعوام طويلة لفريق الإعداد كالأب والزميل الصحافي صالح أسعد، والزميل والأخ العزيز رسمي محاسنة، إضافة للمخرجين الذين عملوا على إخراجه في أفضل صورة ابتداء من الراحل المخرج شاهر الحديد ثم أيمن مهيرات وهاني الرقاد والزملاء ماجد الجمعاني وجلال عبدالحميد".

وتابعت طماش: "فسهرة الخميس نجح لأنني أصر وأحب كمعدة ومقدمة أن أعطي كل ذي حق حقه، ودائمًا كنت أركز على العمل الجماعي لابد أن نقدر كل شخص في العمل بعيدًا عن الأنانية على طريقة " one man show"، حتى تكون النتيجة مرضية، أيضًا الإعداد لم يكن سهلًا أبدًا وواجهنا صعوبات كبيرة خاصة عند استضافة الفنانين العرب والفرق الموسيقية، لكن أنا أؤمن بالإصرار وأن كل شيء ممكن وأنه لا بد أن لا نتوقف عن المحاولة مهما يكن فحاولت التغيير  والتطوير ضمن المتاح من ظروف إنتاجية".

وتؤكد طماش أن كثيرًا من مؤسسات المجتمع المدني والأشخاص يعملون لأجل المرأة بشكل عام في الأردن ويكملون مسيرة من سبقهم وأولهم الملك عبدالله والملكة رانيا العبدالله الذين ساعدوا على فتح الأبواب وأولها باب التعليم، مشددة على أن كثيرًا من الإعلاميات الأردنيات أثبتن انفسهم ونجحن بفضل الإصرار والمسؤوليه واحترام الذات، موضحة ضرورة التحلي بالمسؤولية المهنية عند كل شخص، فالإعلام مهنة المتاعب الجميلة لأن الإعلاميون يبذلون جهد لإرضاء الآخرين وعندما نقف في وجه تحدي مهني ونقفز فوق المصاعب ونتغلب على الإخفاقات يكون هذا منتهى الرضا عن النفس والسعادة.

وتطمح طماش في تقديم برنامج تجوب العالم كله تستضيف به كبار الشخصيات لتأخذ رأيهم ونصائحهم للشعوب ومحاربة كل أذى أصاب البشرية، فتلقي  الضوء على معاناة الشعوب البريئة من الظلم والحروب والجوع والتشريد، وتستطيع من خلاله رسم بسمة طمأنينة على شفاه المرعوبين من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال.