سول ـ علي صيام
لم تكن عملية اغتيال كيم جونغ نام، الأخ الأكبر غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، في مطار ماليزيا كوالالمبور الدولي، هذا الأسبوع، والتي هزت العالم، من العمليات النادرة على مر التاريخ، تقوم بها امرأة، وكان كيم جونغ قد انتقد قدرات الأخ غير الشقيق لقيادة البلاد في منفاه. وكان يُنظر اليه باعتباره مصدر حرج، ويحتمل أن يكون منافسًا على القيادة، ولكن ما أصاب العالم من مقتله هو أن منفذّ العملية على ما يبدو اثنتين من الشابات الإناث، اعتقلتهما الشرطة، في العشرينات من العمر، وادّعتا أنهما كانتا تمزحان معه.
وحتى الأن بناءً على الحقائق التي تم التوصل إليها من المستحيل معرفة ما إذا كانت هؤلاء النساء قاتلات عن عمد، أم مغفّلات تم توظيفهن من طرف أخر. لكن قد يكون لدافع الجهل سوابق راسخة، وكما قلنا لم تكن هذه المحاولة هي الأولى من نوعها فعلى مر التاريخ كانت هناك الكثير من النساء اللاتي نفذن عمليات اغتيال، فقد قامت فاني كابلان في الـ 30 من شهر أغسطس/آب 1918، بمحاولة اغتيال لينين، قائد الحزب البلشفي والثورة البلشفية، مؤسس المذهب اللينيني السياسي.
"اليوم قتلت لينين"، لقد "فعلت ذلك من تلقاء نفسي." بهذه الكلمات تحدثت فاني كابلان، الفتاة الثورية الروسية البالغة من العمر 28 عامًا، ذات الشعر الداكن، فأثناء مغادرة الزعيم البلشفي اجتماعًا في أحد مصانع موسكو، قامت كابلان بأطلاق ثلاث طلقات متعاقبة سريعة على الرجل الذي اعتبرته خائنًا لقضية الاشتراكية، ولم تصبه الرصاصة الأولى، حيث مرت من معطفه لتصيب زميله، ولكن الرصاصتين التاليتين كانتا أكثر فعالية، حيث استقرت أحدهما في كتفه الأيسر، والأخرى نفذت من عنقه إلى رئته اليسرى، وعلى الرغم من خطورة إصابته، نجا لينين، واعتقلت كابلان وأثناء التحقيق معها، رفضت توريط أي شخص آخر
وأصيب لينين بحالة من الهلع والخوف من أن يكون هناك قتلة غيرها يتآمرون لقتله، ورفض مغادرة القلعة التي كانت تشبه الكرملين قبل إزالة الرصاص من جسده، وتردد أن الإصابات الخطيرة الناجمة عن هذه المحاولة الفاشلة ساهمت في السكتات الدماغية التي قتلته في نهاية المطاف في عام 1924، ما جعل كابلان تظفر بما كانت تريد في نهاية المطاف
ونفذّ بعض العميلات البريطانيات الكثير من عمليات الاغتيال أثناء الحرب، قالت نينا فون شتاوفنبرغ، زوجة الكولونيل كلاوس فون شتاوفنبرغ قائد مؤامرة اغتيال الزعيم النازي أدولف هتلر في 20 يوليو 1944، بعد اعتقالها في عام 1944،"لقد لعبت دور ربة منزل غبية"، وادعت إنها اقتيدت مع "الأطفال والحفاضات والغسيل القذر، " وتعرضت لعمليات تعذيب، وكذلك تعرضت العميلات البريطانيات أثناء الحرب لنفس الظروف ما جعلهن يقمن بعمليات إعدام نتيجة لذلك.
ببساطة، لا يتوقع عمومًا أن تقوم النساء بعمليات القتل بدم بارد، حيث نراهم دائمًا في أدوار داعمة، كزوجات وأمهات، ومن الصعب أن نتصور أولئك الذين يقدمون الحياة، أيضًا يقمن بسلبها - في بعض الأحيان، ومع ذلك، قامت الكثير من النساء بهذا الأمر على مر التاريخ، كلما وجدن الدافع والفرصة.
وتكون قصة ارتكاب المرأة لعمليات اغتيال قوة وبراعة مع وجود الدوافع السياسية للقتلة، فغالبًا ما يركزن في مظهرهن، وإتقان الحكايات الجنسية، والحيل الأخرى، ويحفل التاريخ بالكثير من هذه الأمثلة، ففي عام 1914، حاولت امرأة روسية تبلغ من العمر 33 عامًا قتل غريغوري راسبوتين، طعنته في البطن، وهي تهتف "لقد قتلت المسيح الدجال!"، ولكنه نجا وعند القبض عليها وجد إنها مجنونة، ومعظم القتلة الإناث يمتلكن دافعًا سياسيًا، ولا تعمل وحدها، فالمخابرات الإسرائيلية، الموساد، تستخدم عناصر نسائية منذ 1970.