كابل ـ أعظم خان
قدمت أريانا سيد التي تشتهر بإسم كيم كارديشيان الأفغانية ، عرضًا غنائيًا ، احتفالًا بعيد استقلال بلادها بالرغم من التهديدات التي تلقتها من المتطرفين الذين يعارضون مشاركة النساء في العروض الفنية، وغالبًا ما يرتبط إسم أريانا بكيم كارديشيان لارتدائها ملابس مكشوفة والتقاط صور سيلفي فاضحة.
فقد كانت قوات الأمن الأفغانية على أهبة الاستعداد خوفًا من حدوث أي هجمات متطرفة قاتلة ، فحاولوا إلغاء كثير من الاحتفالات بعيد الاسقلال في أنحاء البلد، ولكن نجمة البوب أريانا سيد صعدت على المسرح في العاصمة كابول مرتدية ثوب رزين تجمع ألوانه بين الأخضر والأسود والأحمر.
وحضر إلى الحفلة الموسيقية مئات من الشباب الأفغان ليرونها تغني في فندق إنتركونتنينتال ذو الحماية المكثفة، وقد كان مخططًا للحفلة أن تقام في ستاد غازي، حيث بيعت 3000 تذكرة، ولكن لم يكن هناك ضمان للحماية الأمنية. أريانا هي أحد الحكام في برنامج تليفزيوني شهير لاكتشاف المواهب الغنائية "النجم الأفغاني"، وأيضًا ناشطة قوية للدفاع عن حقوق المرأة، وقد ولدت في كابول ولكنها تعيش في لندن معظم الوقت، وهي مكروهة من المحافظين دينيًا ، لارتدائها ملابس على الطراز الغربي، ولحضورها على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتزايد انتشار قوات الأمن في العاصمة كابول حيث أقام الرئيس أشرف غازي احتفالًا خاصًا لذوي المقام الرفيع في أفغانستان، وقد صرح المتحدث الرسمي لشرطة كابول عبد البصير مجاهد بأن وحدات الأمن على أهبة الاستعداد، ومنتشرين في أنحاء المدينة كافة ،مضيفًا "لقد زدنا أعداد نقاط التفتيش في الميادين الدبلوماسية وحولها"، وقد جاءت تلك الاستعدادات وسط مخاوف من قيام طالبان بهجوم كبير في ذكرى الاستقلال.
ويحيي يوم 19 أغسطس/أب ذكرى توقيع معاهدة روالبندي في عام 1919، والتي منحت أفغانستان الاستقلال التام من بريطانيا، بالرغم من أن الدولة لم تكن أبدًا جزء من الامبراطورية البريطانية، وبينما ملأت الأعلام ذات الثلاثة ألوان، الأحمر والأسود والأخضر، شوارع كابول، إلا أن اليوم مر دون أن يلاحظه عامة الشعب الأفغاني، المحبطين بسبب الوضع الأمني المتدهور وعدم وجود تطور في وضع القوات الدولية ذات القيادة الأميركية.
وأصبحت المدينة في وضع عصبي منذ اقتحمت شاحنة ضخمة مفخخة أحد الميادين الدبلوماسية في ساعة الذروة صباحًا يوم 31 مايو/أيار ، مما أسفر عن مقتل 150 ضحية، وإصابة نحو 400، معظمهم من المدنيين، ولم تلعن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، وحاليًا وصل المتمردين الأفغان إلى قمة الصراع وشنوا العديدمن الهجمات المميتة في أنحاء البلد خلال الأسابيع الأخيرة.
واستقبل غازي عشرات المسؤولين الأفغان في احتفال نهاري في القصر الرئاسي، ووضع إكليل على نصب الاستقلال داخل مبنى وزارة الدفاع، وكتب على "تويتر" : "عيد استقلال سعيد للجميع في أفغانستان، لقد استحققنا هذا اليوم من خلال تقديم العديد من التضحيات، يتوجب علينا الاحتفال بهذا التراث".
بينما غير بعض المواطنين الأفغان صورتهم الشخصية على "فيسبوك" إلى العلم الأفغاني أو صورة أمان الله خان، وهو الملك الذي حصل على الاستقلال لأفغانستان، هناك آخرون انتحبوا لحقيقة أن الصراع ضد طالبان لا يزال مستمرًا منذ 16 عامًا، مما يعني أنه ليس هناك ما يدعو إلى الاحتفال. وكتب أحد المواطنين على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي "أي عيد استقلال نتحدث عنه، بينما ما زلنا في حرب مع التطرف ، ولا يبدو أننا على وشك الفوز بتلك الحرب".