نيويورك ـ مادلين سعادة
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الاثنين، تقريرًا يُسلط الضوء على حقوق اللاجئين العرب ومعاناتهم في جميع دول العالم، خاصة في أعقاب القرار التنفيذي الذي أصدره مؤخرًا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بمنع دخول رعايا سبع دول مسلمة وحظر دخول اللاجئين إلى الأراضي الأميركية.
ويروي التقرير، قصة اللاجئة، السورية "سناء مصطفى"، التي تبلغ 25 عامًا، والتي استطاعت دخول الولايات المتحدة في 2013، بينما هربت أختها الأكبر "وفاء" إلى ألمانيا، وظلت أمها وأختها الأصغر "غينا" في معسكر للاجئين بالقرب من الحدود التركية، أما عن سناء فقد حصلت على شهادة جامعية وتعيش الآن في شقة إحدى القرى الهادئة في وداي هادسون في ولاية نيويورك.
وتقول سناء عن ذلك: "أشعر بالذنب لأن حياتي الآن قد تحسنت بينما أسرتي تشهد معاناة فظيعة"؛ فبجانب أمها وأختيها، قامت السلطات السورية بإلقاء القبض على والدها منذ أربعة أعوام ولم تسمع عنه منذ ذلك الوقت.
فقد قضى قرار ترامب، في 27 يناير/كانون الثاني، بحظر دخول اللاجئين من أي دولة لمدة أربعة أشهر، على آمال أسرة سناء بالعيش معًا في الولايات المتحدة، ناهيك عن أن التحديات القانونية التي أعقبت القرار أضفت ضبابية على المشهد كله.
وتضمن هذا القرار حظر دخول اللاجئين السوريين إلى الولايات المتحدة لأجل غير مسمى، بالإضافة إلى منع دخول رعايا دول ذات غالبية مسلمة، بما فيها العراق والصومال، من الدخول، وهو الأمر الذي يعني أن هؤلاء الرعايا لن يتمكنوا من زيارة ذويهم حتى لو حملوا تأشيرات دخول صالحة.
وقد كان من المتوقع أن يدخل نحو 4 آلاف لاجئ إلى الولايات المتحدة على مدى عشرة أيام بحلول يوم الاثنين، لكن هناك مئات آخرون ينتظرون دورهم في الخارج للانضمام إلى ذويهم، كما هي الحال مع أسرة سناء، ولا تزال هذه العائلات تعاني حالة من عدم اليقين بشأن دخولها إلى البلاد، وهو الأمر الذي جعل الذين استطاعوا الدخول قبل القرار يشعرون بالذنب.
ومنذ خمسة أشهر، تمكنت سيدة عراقية من دخول مدينة نوكسفيل في ولاية تنيسي، لكنها الآن عاجزة عن تقديم تفسير لبنتيها التوأم واللتان تبلغان 18 عامًا ومازالتا في العراق، وتبكيان في كل مرة تتصل بهما أمهما، وفي كلاركستون في ولاية جورجيا، تخشى سيدة صومالية "حبيبو عبد القادر محمد" إزاء مصير ابنتها التي تبلغ 20 عامًا والتي كانت من المفترض أن تدخل الولايات المتحدة بحلول فبراير/شباط، لكنها الآن عالقة في أحد مخيمات اللاجئين في كينيا، بيد أن العائلة قد هربت من الصومال عقب أن اقتحمت جماعة مسلحة منزلها واغتصبت ابنة أخرى للسيدة الصومالية.
وتقول حبيبو صاحبة الـ38 عامًا: "لا استطيع النوم أو الأكل، لست متأكدة من أن ابنتي ستكون آمنة، لقد فقدت بالفعل أحد بناتي، وأخاف أن أفقد الأخرى"، ويوضح التقرير أن عدد عائلات اللاجئين التي تعاني شتاتًا غير معروف بالتحديد، إلا أن أحد محاميي الحكومة الأميركية، قد صرح، الجمعة الماضية، بأن الحكومة قد ألغت ما يقرب من مائة ألف تأشيرة دخول، في حين تقول الخارجية الأميركية إن عدد التأشيرات حوالي 60 ألف تأشيرة.
لكن القواعد سرعان ما تتغير، لذا فمن المستحيل التنبؤ بمصير العائلات التي لا تستطيع الدخول في الوقت الراهن، فعلى سبيل المثال، قرر أحد القضاة الفيدراليين إلغاء الحظر، فضلاً عن أن الخارجية الأميركية صرحت بأنها ستسمح بدخول اللاجئين الذين وافقت السلطات على دخولهم مسبقًا، بالدخول إلى الأراضي الأميركية حتى 17 فبراير/شباط القادم.
وحسبما أفادت المنظمة الدولية للهجرة، وهي الوكالة التابعة للأمم المتحدة التي رتبت سفر اللاجئين، يبلغ عدد اللاجئين الذين شملهم هذا القرار حوالي 20 ألف شخص، خضعوا للفحص والتدقيق من قبل وكالات حكومية عديدة، في حين تسعى المنظمة جاهدة لدخول 10% منهم إلى الولايات المتحدة في خلال الأيام العشرة المقبلة.